اتّسعت رقعة الحرائق المشتعلة لليوم الثالث على التوالي في الكيان الصهيوني، لتطال مناطق إضافية في الشمال والساحل بعد يومين من حرائق واسعة تسبّبت بأضرار جسيمة في البيئة والممتلكات، فيما اعلنت بلدية مدينة حيفا عن إجلاء نحو 60 الف شخص من المدينة، خوفاً من وصول حرائق الاحراج المجاورة الى المدينة.
في غضون ذلك، سارعت عدة دول لتقديم مساعدات لـ”تل أبيب” بينها إرسال طائرات إطفاء للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق، وتحديدًا من جانب تركيا وروسيا واليونان وإيطاليا وكرواتيا.
وفي هذا السياق، أمرت مصالح الإطفاء التابعة لسلطات الاحتلال كل المستوطنين الذين يسكنون في مناطق مختلفة حول مدينة حيفا والجوار بإخلاء منازلهم.
وقد أرسلت تركيا خمس طائرات للمساعدة في أعمال الإطفاء من بينها طائرة إطفاء كبيرة.
وبحسب إذاعة العدو، فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعرب عن تقديره للمساعدة التركية.
أضرار بالجملة
بدورها ذكرت صحيفة “معاريف” أن النيران تسبّبت بأضرار في الممتلكات والمباني، وأن السكان الذين طُلب منهم إخلاء منازلهم سيتم استيعابهم في منطقة كريات أليعازر وهدغاليم.
أمام هذا المشهد المتدهور في كيان العدو، أعلن جهاز الإطفاء الإسرائيلي عن تجنيد عام لكل القوات وأن عناصر الإطفاء يتدفقون إلى أماكن حصول الحرائق.
من جانبه، قال المتحدث باسم مصلحة الإطفاء في حيفا “نحن في حالة حرب، ومن المهم جدًا الإستماع إلى كل القوات، والنار حاليًا ليست تحت السيطرة، وأنا أقترح على الجميع الإستماع لتعليمات قوات الإنقاذ ولتعليمات الطوارئ”.
وأفادت بعض المواقع العبرية أن الحرائق التي اندلعت صباح الثلاثاء الماضي أدّت في حيفا إلى إصابة اكثر من 100 شخص جراء استنشاقهم الدخان وتم نقلهم الى المستشفى.
كما أدّت الحرائق في حيفا الى إغلاق شوارع رئيسية مؤدية الى حيفا، فيما تقرر إخلاء جامعة حيفا من الطلاب.
وأفيد أيضًا أن “اسرائيل” أعلنت حالة الطوارئ القصوى في حيفا مستدعية 300 رجل إطفاء من الجبهة الداخلية لجيش الاحتلال، بينما ذكرت وكالة معا الفلسطينية أنه تمّ إخلاء سجني الدامون وكرمئيل وإغلاق المطار والميناء في حيفا.
من جانبها، أشارت مصادر الاسعاف الاسرائيلي الى أنها نقلت 27 اسرائيليًا الى مستشفى “كرميل” في مدينة حيفا منذ بدء الحريق.
إغلاق ميناء حيفا
وقررت “تل أبيب” إغلاق ميناء حيفا أمام السفن بسبب الأحوال الجوية وسحب الدخان، فيما انضمّت قوات الإطفاء التابعة للميناء لبقية الفرق التي تعمل على مكافحة النيران التي تلتهم المدينة.
وتشير المعلومات الواردة من الأراضي المحتلة الى اشتعال عددٍ من المنازل في مدينة حيفا وكذلك بناية تجارية “مكاتب”، وهناك تخوفات كبيرة أن تمتد النيران الى عدد كبير من المنازل في ظلّ اشتداد الرياح التي تساعد بشكل كبير على نقل الحرائق وكذلك انفجار العديد من أسطوانات الغاز التي تسبّب باستعار النيران.
وأصدرت سلطات الإطفاء تعليمات لسكان أحياء روميميا ورمات سافير راموت رمز، رمات اشكول، ورمات بن غوريون، رمات حن ، رمات الموغ ، مركاز حورف ، بيغن ،رمات غولدا ، نؤوت بيرس بسبب تغير اتجاهات الريح خوفًا من وصول النيران لهذه الاحياء المقدر عدد سكانها بحوالي 50 ألف.
يشار الى أن “اسرائيل” فتحت مراكز إيواء للسكان الذين تمّ إخلاؤهم، حيث سيجري إيوائهم في مراكز اجتماعية ونوادٍ وملعب لكرة القدم في كريات اليعازر.
اجتماع مسائي للكابينت وتشكيك بخلفيات الحرائق
موقع القناة الثانية أفاد أيضًا أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية سيجتمع هذا المساء لمناقشة الوضع.
ولفت الموقع الى أن اندلاع الحريق في عدة أماكن بشكل متوازٍ أدّى الى تعزيز الشبهات لدى الشرطة بأن الامر يتعلق بحريق متعمد، وقد تم اعتقال مشتبهين، وهو ما عكسه تصريح وزير التعليم الصهيوني نفتالي بنبيت االذي قال إن “الأمر يتعلق بعمليات “إرهابية”، حسب تعبيره.
كذلك دعت وزيرة الرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف الى محاسبة المتورّطين في نشوب الحرائق.
من ناحيته، أمر وزير الامن الداخلي غلعاد أردان بتحويل جميع طائرات الإطفاء الى حيفا في مسعى للسيطرة على نقاط الحرائق الكثيرة في المدينة.
هذا وأغلقت محطة القطار في مستوطنة مودعين غرب رام الله بعد اندلاع حريق في المنطقة.
قد يعجبك ايضا