يا أخ أحمد ويا سيد جون ما هو مقدس.. ليس للكلاب

عباس الديلمي
يلتقي المحللون بمختلف مشاربهم، وبما يشبه الاتفاق أو الإجماع على أن المبادرة الأخيرة التي تقدم بها المبعوث ولد الشيخ والمبادرة التي تقدم بها جون كيري وزير الخارجية الأميركية لا تخرجان عن كونهما طبخة رباعية من مطبخ واحد، هدفها الأساس إخراج السعودية من وحل عدوانها على اليمن، وحفظ ما تبقى من ماء وجهها المراق ومنحها ما يمكن أن يمنح.
وبالرغم من إجحاف هاتين المبادرتين بحقوق لنا كيمنيين تم إيضاحها وتفنيدها من جهات معنية داخل اليمن وليس خارجه – فقد تم القبول بها كقاعدة للحوار ومدخل لإيقاف الحرب والعدوان وذلك الحصار ولكن .. ونقصد بـ”لكن” هنا ليس التي تفتح باب الشيطان كما يقال ، بل التي تقفل ذلك الباب اللعين على صاحبه الألعن منه نقول لولد الشيخ – المبعوث- لقد قبلنا بالمبادرة وفقا للأسس المشار إليها وبصفتك تعتنق ديانة الإسلام نقول لك ولكن وفقا لما قاله الرسول الكريم أن ( لا ضرر ولا ضرار) وأنت لاشك تعرف ما المراد بذلك ونتوجه بالحديث نحو كيري الوزير ونقول لقد قبلنا بما تقدمت به وبصفتك تعتنق الديانة المسيحية وتقدس يسوع المسيح نقول: ولكن وفقا لما قاله السيد المسيح – في العهد الجديد – حيث قال ناصحا ومحذراً ” لا تعطوا الكلاب ما هو مقدس ، ولا ترموا درركم إلى الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت إليكم فتمزقكم ”
مثلكما يا سيد جون ويا أخ أحمد لا يخفى عليكما ما نقصده أو ما نرمي إليه… إنه جنوحنا للسلم وفقاً لتعاليم رسولنا بأن لا ضرر ولا ضرار وعملا بنصيحة أخيه عيسى المسيح بأن لا نعطي للكلاب ما هو مقدس ولا نلقي بدررنا للخنازير..
فما هو مقدس لدينا ونحن ندافع عن وطننا وشعبنا المعتدى عليه هو ثوابتنا الوطنية “الثورة ، الجمهورية ، الوحدة” والحقوق التي عمدناها بدماء شهدائنا وتضحيات أجيال متعاقبة .. وغيرها من المقدسات التي نربأ بها عمن لم يشاركوا الكلاب شجاعتها ووفاءها بل إهانتها لنفسها وتذللها لأسيادها أو من يطعمها وبتسكعها المهين.
أما دررنا وجواهرنا الأغلى من النفس والابن والحفيد فهي سيادتنا الوطنية وامتلاكنا لقرارنا على أرضنا، وتضحياتنا رفضاً للوصاية والهيمنة والتدخل في شؤوننا إنها حرام على من يسعى ليدوسها ويلتف علينا ليمزقنا ويسلب حريتنا في اختيار النهج وتقرير المصير.
اعتقد أن الأمر واضح ولا يحتاج الواضح إلى دليل أو إيضاح، لن نعطي ما هو مقدس للكلاب، ولن نرمي دررنا للخنازير .. ولا سلام دون لا ضرر ولاضرار.

قد يعجبك ايضا