استطلاع/ نورالدين القعاري –
طرح عدد كبير من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني في محور استقلال الهيئات ذات الخصوصية مقترحات تنوعت في مجملة وركزت على تأسيس هيئة مستقلة للإعلام المرئي والمسموع والمقروء باعتباره الحل الأمثل لوقف تبعية الفضائيات والصحف والإذاعات لبعض الجهات التي تحد من استكمال حرية التعبير.
كما أكد الأعضاء المشاركون في المحور الخاصة باستقلالية الهيئات على وجوب إكساب الإعلام قدر من الحرية المسئولة في كشف الفساد وبث ما فيه مصلحة الوطن والمواطن وأن لا يتحكم بالإعلام أو بالمادة الإعلامية المقدمة للمتلقي مؤكدين على الاستقلالية بقيامهم بدراسة ونزول ميداني إلى أجهزة الإعلام عبر أذرعها الثلاثة المختلفة (المقروءة والمرئية والمسموعة) واستضافة وزير الإعلام ونقابة الصحفيين ورؤية الخبراء الإعلاميين ثم بعد ذلك يتجه الأمر استقلالية الإعلام بشكل كامل.
“الثورة” قامت بإجراء استطلاع حول مستقبل الإعلام من نظرة أعضاء مؤتمر الحوار الوطني والمختصين ببلورة استقلالية الإعلام.. فكانت الحصيلة التالية:
الإعلام وخدمة المجتمع
يبدأ الأستاذ محمد قاسم نعمان عضو مؤتمر الحوار الوطني محور استقلال الهيئات بالحديث لـ”الثورة” عن مستقبل الإعلام وخصائصه في المرحلة المقبلة قائلاٍ: استناداٍ إلى رؤيتنا للقادم أن يكون لدينا حكم رشيد ولدينا دولة مدنية حديثة ديمقراطية على أساس أن ما يدور في كواليس مؤتمر الحوار يجسد التحولات الديمقراطية التي نسعى إليها والحديث عن ديمقراطية القادم يستدعي بالضرورة أن يكون لدينا إعلام ديمقراطي والإعلام الديمقراطي لابد أن يتمتع بالاستقلالية والاستقلالية هنا تعني بأن يتوجه الإعلام إلى خدمة المجتمع وليس لخدمة حكومة أو وزراء أو حتى مسؤولين وإنما لخدمة المجتمع فقط.
الرقابة في الإعلام
وأشار نعمان إلى الرقابة في وسائل الإعلام المختلفة حيث يقول: خدمة المجتمع في إطار هذه المهمة سيتحول إلى دور الرقابة ونشاط الدولة والحكومة ومراقبتها وانتقاد الظواهر السيئة ولا تنضبك في قضايا توفير متطلبات المجتمع والتعامل في الملكية العامة والتعامل وما يتعلق بحقوق الإنسان.
إلغاء وزارة الإعلام
وأردف محمد نعمان في حديثه عن وزارة الإعلام قائلاٍ: “في أي دولة ديمقراطية لا يوجد شيء أسمه وزارة إعلام لأن وزارة الإعلام في حالتنا نحن تقيد الحرية وتصبح خاضعة للسلطة التنفيذية التي تتمثل في الحكومة وأي نظام ديمقراطي لابد له أن يلغي شيئاٍ أسمه وزارة إعلام وتتحول إلى هيئة مستقلة معنية أو تدير عملية الإعلام بحلقاته المختلفة ونحن بصدد مناقشة هذا الموضوع.
وأضاف: من حيث المبدأ يجب أن تلغى وزارة الإعلام ويجرى الحديث حوله والاستفادة من تجربة الآخرين في هذا الموضوع لكن من المهم التأكيد على أن وزارة الإعلام في ظل نظام ديمقراطي لا يجب أن تبقى ونحن بحاجة إلى مزيد من البحث والاستيعاب حول هذا الموضوع وبرؤيته حتى يجب في الأيام القادمة لدينا لقاءات مع مسؤولين في وزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية والصحفية والقنوات التلفزيونية.. إلخ من أجل أن تبادر الآراء والأفكار المتعلقة بكيفية وجود ضمانات لهذه الفترة لكي يواكب الإعلام هذه التحولات وأن يتفاعل مع البناء الديمقراطي الذي نطمح إليه.
موضحاٍ “الإعلام الذي يصرف من خزينة الدولة والمجتمع لابد أن يكون خادماٍ للمجتمع ولا يتبع أفراداٍ متنفذين أو وزراء أياٍ كانوا”.
النزول الميداني
عبدالولي البحر عضو مؤتمر الحوار الوطني فريق استقلال الهيئات ذات الخصوصية قال بأن هناك نزولاٍ ميدانياٍ متفقاٍ عليه من قبل جميع الأعضاء إلى المؤسسات الإعلامية سيكون مطلع الأسبوع القادم حيث أفاد بذلك لـ”الثورة” قائلاٍ: سنقوم مطلع الأسبوع القادم بالنزول الميداني إلى بعض وسائل الإعلام الرسمية أو استضافتها هنا في مؤتمر الحوار الوطني لنتطلع عن كثب ونجمع جميع المقترحات والآراء حول إمكانية استقلال هذه الجهات.
مضيفاٍ: جميعنا يعرف أن الإعلام في الفترة الماضية لم يكن مستقلاٍ لا عبر الصحف أو عبر القنوات وإنما كان يتبع أفراداٍ وشخصيات وهذا من أكبر العيوب والأخطاء لأن الإعلام الرسمي يجب أن يكون ملكاٍ للشعب ويعبر عن الشعب ويخرج من الشعب نفسه ولهذا يفيد الشعب لأنه من أموال الشعب.. ونحن بصدد عمل رؤية لاستقلالية الإعلام وذلك عبر النزول الميداني.
وزير الإعلام ونقابة الصحفيين
وكشف البحر عن استضافة لوزير الإعلام ونقابة الصحفيين اليمنيين حيث يقول: سنبدأ من خلال الأسبوع القادم باستضافة مجموعة من المسؤولين بما فيهم الأخ وزير الإعلام وأيضاٍ نقابة الصحفيين وبعض الزملاء من الصحافة لكن هذا لا يعني أننا سنكتفي بهذا وسنواصل عملية اللقاءات والنزول الميداني إلى بعض هذه المؤسسات وأفراد من المجتمع ممن لهم اهتمامات بقضايا الإعلام ودور الإعلام لأننا نريد أن نخرج برؤية تستوعب هذه الملاحظات ووضعنا أمام تجربة تستوعب الواقع اليمني وتعزز من العملية الديمقراطية وتعزز الحق للمواطن بأن يحصل على المعلومة.
كشف للفساد
مجدي نقيب محسن عضو مؤتمر الحوار ممثل شباب الثورة محور استقلال الهيئات يضع رؤيته التي تنص على سياسات تخدم أجندات تفيد المجتمع عبر الإعلام كما يقول لـ”الثورة”: الإعلام يجب أن يكون أداة مراقبة للحكومة ويقوم بكشف قضايا الفساد وإنصاف المظلومين حيث يقول: نتطلع إلى أن يكون لدينا إعلام مستقل متحيز للشعب وليس متحيزاٍ للسلطة و يقوم بتطبيق سياسات تخدم أجندات تفيد المجتمع.
مضيفاٍ: نأمل أن يكون الإعلام هو الأداة التي تراقب الحكومة وتقوم بكشف قضايا الفساد وإنصاف المظلومين بعيداٍ عن التطبيل أو التضليل أو التعتيم الذي أصبح سائداٍ في الوقت الحالي.
وتطرق مجدي إلى وزارة الإعلام متحدثاٍ: يجب أن يتم فصل وزارة الإعلام وأن تكون مستقلة لا تخضع للحكومة بل تقوم بمراقبتها وكشف كل المخالفات بكل حيادية وشفافية ووضوح.
إعلام حر
وائل عبدالكريم الشعيبي عضو مؤتمر الحوار الوطني محور استقلال الهيئات يتحدث عن مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني بفريق استقلال الهيئات قائلاٍ: لدينا رؤية حول الإعلام في إطار أن يكون إعلاماٍ مستقلاٍ حراٍ لا يخضع لأي جهة بحيث يظهر جميع الحقائق المتعلقة بالشعب مضيفاٍ: مشاركتنا في مؤتمر الحوار الوطني جاءت بناء على دعوة المجتمع الدولي لنا وتأتي مشاركتنا على أساس حل حقيقي للقضية الجنوبية بما يرتضيه شعب الجنوب ومن هنا تبدأ جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والإعلامية وأن يصبح الإعلام خاضعاٍ مالياٍ وإدارياٍ لهيئة مستقلة وهذا ما نؤكد عليه لأن مؤتمر الحوار الوطني هو الحل الوحيد لإخراجنا إلى بر الأمان ونحن بصدد إعداد رؤية لإستيعاب جميع الجنوبيين لإشراكهم في مؤتمر الحوار في صنعاء بحيث يستطيع أبناء الجنوب أن يقدموا رؤية لكافة الجنوبيين وأن نتساعد فيما بيننا لإخراج القضية الجنوبية من بوتق الظلم.
الرقابية الشعبية
من جانبه تحدث محمد صالح قرعة عضو مؤتمر الحوار الوطني فريق استقلال الهيئات عضو مجلس الشورى لـ”الثورة” عن رؤيته القادمة للإعلام الذي ركز فيها على أن لا تتبع الأجهزة الإعلامية السلطة التنفيذية قائلاٍ: من المعروف في الدول الديمقراطية المتقدمة تلغى وزارة الإعلام ويجب أن تكون الأجهزة الإعلامية ذات هيئات وطنية مستقلة تختص فقط بالرقابة الشعبية وأن لا تكون الأجهزة التنفيذية سلطة عليها حتى تؤدي وظيفتها جنباٍ إلى جنب مع بقية الأجهزة الأخرى مضيفاٍ يجب على الهيئات التي ستحل محل وزارة الإعلام أن يكون لها دور كبير في البناء المؤسسي للدولة ولو كانت الهيئات الموجودة حاليا مستقلة فعلا فإنها ستؤدي وظيفتها لكن الحاصل أنه يمارس عليها النفوذ من قبل بعض أجهزة السلطة التنفيذية.
وأوضح قرعة على ضرورة استقلال الهيئات ذات الخصوصية في مؤتمر الحوار الوطني لأنها موجودة في أجهزة الدولة وأن هذه الهيئات ليست مستقلة استقلالية بشكل حقيقي حتى تؤدي عملها.
لا نقبل التبعية
الدكتور معين عبدالملك سعيد رئيس فريق استقلال الهيئات ذات الخصوصية عضو مؤتمر الحوار الوطني بدوره تحدث عن المؤسسة الإعلامية والطموحات التي يريدونها أن تطبق في مجال الإعلام حيث يقول: نسعى إلى إعادة هذه المؤسسات إلى عملها الفاعل في إطار مهامها التي وكلت إليها خصوصاٍ فالإعلام التابع والموجهة لم يعد موجوداٍ في الدولة الديمقراطية وبالنسبة للإعلام فقد خطى خطوات قوية في أغلب بلدان العالم وصاحب هذا التطور والتقدم حرية التعبير التي نحن الآن بصدد التفكير بها وكيف يكون إعلاماٍ مستقلاٍ ذات هيئة مستقلة لا تقبل التبعية لأي جهة بحيث يصير الإعلام يعبر عن هموم وتطلعات المواطن وأن يعبر حتى عن الدولة لكن بالشكل المطلوب دون تبعية أو تحيز وبشكل كامل وأن نضع مفاهيم أساسية له وسنضعها في برنامجنا.