الحريات الصحيفة.. رؤية مستقبلية

استطلاع / محمد دماج –
لا زالت حرية الصحافة في بلادنا غامضة بسبب غموض التشريعات الإعلامية التي أتاحت الفرصة للأمن والقضاء أن يعمل ما يريد دون رادع قانوني.. فما هو مستقبل الحريات الصحفية في بلادنا ¿ الإجابة في سياق السطور التالية..
غير واضح
الدكتور حسين محمد جغمان – رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام – جامعة صنعاء يقول: مستقبل الحريات الصحفية والإعلامية في بلادنا لا زال متذبذباٍ وغير واضح لأنه لا توجد تشريعات إعلامية واضحة تحمي الصحفيين والعمل الصحفي والمؤسسات الإعلامية فلازال العمل في هذا المجال يخضع لاجتهادات العاملين فيه والقائمين على الأمن الذين يعملون أيضاٍ وفق توجهات أو اجتهادات وحتى الآن لا يوجد تشريع واضح يحمي الصحفيين والعمل الصحفي و يضمن الحقوق والحريات وحرية الحصول على المعلومة واستخدامها وفقاٍ للتشريعات التي يفترض أن تكون موجودة ونحن في حقيقة الأمر لا ندعو إلى حريات مطلقة ولكن إلى حريات في إطار حماية الحقوق سواء كانت حقوق العاملين في هذا المجال أو حقوق المجتمع فلابد من إعلام أو صحافة تحمي المواطن وتدافع عنه وتكشف مواطن الضعف والخلل والفساد وتقييم أداء الحكومة بحيادية وتوضح القصور بتجرد وحيادية دون قيود لأن الهدف هو خدمة المواطن والصالح العام من خلال الوصول إلى الحقيقة وطرحها لأن الوضع القائم هو أن بعض الجهات الرسمية تعمل احيانا على إخفاء الحقيقة. ونحن نأمل من خلال هذه الأيام أو هذه الفرصة التاريخية للبلد ككل ومن خلال حكومة الوفاق وما يدور على الساحة فهناك مرحلة جديدة ووزير إعلام جديد نأمل أن يتم إعاة النظر في التشريعات القائمة وإيجاد تشريعات تتواكب مع المرحلة الجديدة وتكون ضمن إطار دستوري يضمن حقوق الآخرين وحرية الرأي والرأي الآخر.
ومن جانب آخر لا بد من أن يكون هناك استقصاء لرأي المواطن حول أداء وسائل الإعلام بشكل عام حتى تستطيع أن تقيم نفسها وتنتهج سياسة إعلامية تخدم الوطن وتحدد مساحة الحرية التي تخدم الشعب. ووضع ضوابط تعين وسائل الإعلام على الوصول إلى الحقيقة وتوحيد كل الاتجاهات نحو هدف واحد وهو بناء الوطن.
إلى جانب ذلك لا بد من تحديد مواد واضحة في التشريعات الإعلامية تحد بدقة ودون لبس العلاقة بين الإعلام والقضاء تكون أيضاٍ واضحة فيها مساحة الحريات الصحفية لأنه واضح خلال هذه المرحلة أن هناك لبساٍ في هذا الجانب فهناك عدد من الصحفيين يتعرضون للعقاب دون وضوح في القانون وهناك من يقبع في السجن إلى يومنا هذا نتيجة تفسير خاطئ للقانون أو غموض فيه واجتهادات الجهات القضائية والأمنية ولذلك لا بد من ايجاد مواد تضمن الحريات الإعلامية تكون دقيقة وواضحة ولا تخضع لأكثر من تفسير.
وبهذه المناسبة وهي اليوم العالمي للحريات الصحفية اتمنى أن تطلق الدولة الصحفيين الذين بالسجون متمنياٍ أيضاٍ مزيداٍ من التقدم والازدهار للصحفيين والعمل الصحفي ومزيداٍ من الصمود والكفاح نحو المستقبل المنشود.
حريات أوسع
> عبدالعزيز جباري الأمين العام لحزب العدالة والبناء عضو مجلس النواب يقول: الوضع القائم يبشر بمستقبل أفضل من حيث الحريات الصحفية فمؤشرات الواقع تبشر بحريات صحفية أوسع بهذه المناسبة مناسبة اليوم العالمي للحريات الصحفية أتمنى مستقبلاٍ أفضل للصحفيين من حيث التشريعات وبنية العمل الصحفي والصحفي المدافع عن الحق والملتزم بحرية التعبير أمام المجتمع هو الذي يستحق المزيد من الحريات لأنه سيمارسها بشكلها الحقيقي والصحيح وبما ينفع المجتمع.
> الدكتور محمد عبدالجبار سلام عميد كلية الإعلام سابقاٍ يقول: الحريات الصحفية لم تعد اضافة استثنائية للعمل الإعلامي كما كانت في الماضي ولكنها اصبحت في مقدمة العمل الصحفي والاتصالي بوجه عام خاصة بعد ظهور التقنية وتكنولوجيا الاتصال والتطورات المتسارعة والعاصفة لثورة الاتصال وثورة المعلومات وثورة الانترنت والحاسوب وبقية العلوم الحديثة التي أحدثت تحولات غير محدودة في شتى المجالات ومنها الحريات وحقوق الإنسان حيث أصبحت هذه العناصر جزءاٍ لا يتجزأ من التقدم التقني والتكنولوجي ومن المعروف أن هذه التقنية والتكنولوجية الاتصالية قد عكست نفسها وتأثيرها على وسائل الاتصال والإعلام وحرية التعبير المطلق وعلى هذا الاساس أصبحت حرية الصحافة والإعلام والاتصال جزءاٍ من التقدم التقني والتكنولوجي والذي أوجد وظيفة جديدة للإعلام والاتصال تتمثل في الحرية العامة للإعلام إضافة إلى الدقة والسرعة والآنية باعتبار الخبر الذي يحدث وقد نشر وليس الخبر الذي حدث كما كان يتبع في نشره بموضوعية وبحرية النشر وتبادل المعلومات وقدسية نشر الخبر وبحرية الرأي واحترام الحقوق العامة وحقوق النشر والتعبير من خلال المنهج المعاصر لوسائل الاتصال والاعلام الذي يتسم بالديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر كقاعدة أساسية لوسائل الإعلام والاتصال الحديثة وفق قاعدتها الحديثة المتمثلة قواعدها الاخلاقية والمهنية والقوانين والحقوق والواجبات الملزمة لحقوق الإنسان.
إن الحرية والديمقراطية الإعلامية والاتصالية تمثل جميعها استراتيجية سياسية ومهنية لأي عمل اتصالي وهو بالتالي يمثل لأي وسيلة اتصالية تحدد مسيرة استراتيجية وهي المنطلق الذي يحدد مسارها التحريري بمضمونها الحر والديمقراطي ويحدد نهجها المهني والاخلاقي.
لا شك أن التطورات التقنية وتكنولوجية الاتصال وارتباطها العضوي مع حرية النشر وحرية الرأي والرأي الآخر لا شك أنها قد أوجدت علاقة متينة ومتلازمة مع الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
وهذه الإشارة إلى اهتمام بلادنا بهذه التطورات المذهلة التي يجب أن أؤكد بأنها اهتمامات لا تصل إلى مستوى هذه الثورة ولا على ما يتطلب منا من المشاركة في عصر العولمة وذلك باعتبار أن ثورة المعلومات احدثت ثورة في كل مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية والتي شملت الكثير من فروع العلوم ومنها الإنتاج النباتي والحيواني والتي أدت إلى اكتشافات بيولوجية تؤثر على الجوانب العضوية للإنسان وثورة المعلومات وهي التي تقف وراء هذه التطورات وتطورات أخرى وفي مقدمتها اختزال العالم إلى قرية كونية ولهذا فقد أصبحت ثورة التكنولوجيا مرادفة لثورة المعلومات والاتصال وقد أصبحت تشمل كل شيء فهي التصنيع والاختراعات والفكر والثقافة والتعليم وأن التطورات التقنية في مجال ثورة المعلومات والاتصال تتطلب في هذا الجانب التطور الموازي للثقافة والتعليم والبحث العلمي وكما أنها تحتاج إلى المزيد من الجهد الفعال والجاد على توفير كل المتطلبات التقنية والتكنولوجيا من أجل إيجاد مشاركة إيجابية وفاعلية في عصر العولمة وقوانين وأنظمة منظمة التجارة الدولية التي نحن مرغمون على التعامل معها إضافة إلى قدرتنا على مواكبة واستلهام ثورة المعلومات وذلك من خلال إيجاد الكثير من فرص التعليم والتدريب على هذه المعطيات وخلق بنية تحتية لهذه الثورات والمتمثلة بثورة الاتصال والمعلومات وثورة التقنية والتكنولوجيا وثورة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومعطيات هذه الثورات تمثل لنا الكثير في اليمن ضمن مسيرتنا الديمقراطية من أبعاد جديدة ودوافع قوية وذلك من خلال الالتفات الجدي والموضوعي نحو المعطيات التالية وهي:
تبني معطيات هذه الثورة واستيعابها وتمثلها.
والعمل الجاد على إدخال هذه العلوم إلى مناهج التعليم وخطط مؤسسات الاعلام والبرامج الثقافية والعمل على الشرح والتفسير لثورة المعلومات بأبعادها العلمية والتكنولوجية والتقنية في كل وسائل الاتصال والاعلام.
ودور الفكر الحر تجاه نمط السلوك وحرية العقيدة وترسيخ المقومات الوطنية والقومية والانسانية التي يجب ان تسود بدون حدود على نطاق واسع.
وحرية الفكر وتعميم المعرفة وهو الذي يشكل الاساس الجوهري للديمقراطية وثورة المعلومات والاتصال والاعلام والذي يمكنه ان يعمم المعرفة بهذه المعطيات.
وأهمية تلازم ثورة المعلومات والاتصال والاعلام وثورة التقنية والتكنولوجيا وثورة الديمقراطية وحقوق الانسان من خلال حرية التفكير وحرية المشاركة الفكرية والسياسية على كل المستويات وفي المقدمة الجامعات والمؤسسات التعليمية والتدريبية ومؤسسات المجتمع المدني.
والعمل العلمي والواقعي الذي ينسجم مع القيم والمثل الايجابية لقيمنا الروحية والمادية مع اعطاء كل الحقوق في المشاركة للجميع وعلى قدم المساواة في التنمية المستدامة سواء المشاركة في العمل أو في صنع القرار وإعطاء المشاركة للمرأة أيضاٍ.
وعلى ضوء هذه الثورات العلمية التقنية والتكنولوجيا والمعلومات والاتصال التي اخذت تخترق الخصوصيات الفردية فلا بد من حماية حقوق الانسان للحصول على كل الحقوق الجماعية والفردية وحماية الخصوصية وبالذات في ما يتعلق بحماية السمعة والكرامة الشخصية والوطنية دون اختراق.

قد يعجبك ايضا