
لقاء/ عبدالباسط النوعة –
كشف رئيس لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بمجلس النواب الأخ عبده الحذيفي عن قانون جديد للصحافة وقانون للإعلام المرئي والمسموع على طاولة المجلس وإذا ما أقرهما مجلس النواب سيسهمان وبشكل كبير في توفير بيئة مناسبة سواءٍ كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية من حيث الحرية والحقوق الصحفية وحماية العاملين في هذا المجال جاء ذلك خلال حديثه لـ«الثورة» في لقاء قصير عرفنا خلاله نظرته للصحافة اليمنية ووضعها الراهن والدور الذي تقدمه لخدمة قضايا المجتمع فإلى التفاصيل:
> كيف تنظر إلى وضع الصحافة اليمنية وواقعها سواءٍ كانت صحافة رسمية أو حزبية أو حتى مستقلة¿¿!
– للأسف الشديد حال الصحافة اليمنية سواءٍ كانت مقروءة أو مرئية أو مسموعة رسمية أو حزبية أو مستقلة سيئة جداٍ ولا تقوم بدورها المناط بالشكل الصحيح ممثلاٍ لو تناولنا الصحافة المقروءة كمثال حي عن دورها السلبي في خدمة المجتمع والبداية من الصحف الرسمية التي يفترض أن تكون المرآة الأقرب للمجتمع وقضاياه وتطلعاته كونها تمول من هذا المجتمع هذه الوسائل الرسمية كـ«الثورة والجمهورية و14 أكتوبر و26 سبتمبر» برغم ما حدث من متغيرات على الساحة اليمنية جراء الثورة الشبابية الشعبية إلا أن هذه الوسائل لازالت تنتهج نفس النمط التي كانت تنتهجه قبل هذه الثورة مع اختلاف بسيط وأن كانت صحيفة الجمهورية من وجهة نظري أكثر حضوراٍ من زميلاتها «الثورة و14 أكتوبر و 26 سبتمبر» ذلك لأنها تجاوبت مع هذه التغيرات الحاصلة وتفاعلت معها نوعاٍ ما ولعل الجميع يدرك أن الصحف الرسمية مطلوب منها أن تكون أكثر قرباٍ من المواطن تتناول قضاياه وتجسد أحلامه وتطلعاته وتوفر له المعلومات الصحيحة والصادقة وتساهم في حل مشاكله مثلاٍ تسليط الضوء على موضوعات تتعلق بمحاربة الفساد وأيضاٍ قضايا تمثل ازعاجاٍ للمواطنين منها ما نعيشه من أحداث تخريب حالياٍ في خطوط نقل النفط أو تخريب أبراج الكهرباء فلا نجد من الصحف الرسمية ومن خلال متابعتنا سوى خبر متكرر بنفس الصياغة وحتى الكلمات في كل الصحف إضافة إلى الفضائيات والإذاعات ينقل كما هو بينما ينبغى أن تضطلع الصحف بدور أكبر وتفعل حضورها من خلال الوقوف أمام هذه القضايا بشيء من التحليل والتحقيق بما يخدم المجتمع ويقدم حلولاٍ لهذه المشاكل.
أما الصحافة الحزبية فهي وإن كانت تتظاهر بأنها تواكب أحداث التغيير فإنها تمشى باتجاه لا يتناسب مع هذا التغيير كون الصراع الحزبي من الكواليس ينعكس بشكل كبير وواضح على هذه الصحف وكأن شيئاٍ لا يعنيهم أكثر من إبراز ذلك الصراع وأعتقد أن هذه الصحف منابر للصراع الحزبي وليست وسائل إعلام تخدم المجتمع وهم بذلك بعيدون عن الرؤية الوطنية التي يفترض بهم تجسيدها من خلال تناول قضايا وهموم كافة المواطنين دون تمييز بين هذا وذاك معنا أو ضدنا بل بشكل موضوعي وكذلك الصحف المستقلة ليس لها حضور في الساحة أو فلنقل أن حضورها باهت ووصل فيها الحال إلى تعمد اختيار عناوين مثيرة حتى وأن كانت بعيدة عن الحقيقة ولكن في سبيل استقطاب القارئ للشراء تنهج بعيدا عن الحقيقة ولا يهم الهدف الأساسي للصحف وهو نقل وتوفير المعلومات الصحيحة والصادقة وأرى أن صحيفة الوسط نوعا ما قد استطاعت أن تتميز عن زميلاتها بقدر من الموضوعية والمهنية وبشكل عام نقول أن ما حدث في اليمن وبعض الدول العربية من ثورات الربيع العربي أن لم نستطع وصفها بزلزال فهي نقلة نوعية متميزة في المجال السياسي وبالتالي ينبغي لهذه النقلة أن تواكب إعلاميا وثقافيا وفنيا وتربويا ولكننا نجد أن 99% مما تتناوله الصحف أيا كانت توجهاتها وقضايا سياسية ومن النادر جدا التطرق لموضوعات أخرى لا تتعلق بالسياسة ثقافية أو إبداعية أو اجتماعية… إلخ.
الصحفيون جزء من المشكلة
> ماذا عن الصحفيين ودورهم الذي يجب أن يقوموا به في سبيل الالتزام بالمهنية والمعايير الصحفية¿¿
– للأسف الشديد الصحفيون هم جزء من المشكلة فهم لا يتطرقون كثيرا إلى مسائل المهنية الأمر الذي جعل المهنية والالتزام بالمعايير يكاد يكون شبه منعدم إلا من ندر وهم قلة موجودون هنا وهناك.
> هل لا زالت الصحافة تؤثر بشكل كبير في المجتمع وكيف تقيمون هذا التأثير¿
– لا شك أن الصحافة لا زالت تلعب دورا كبيرا في التأثير على الناس وتوجهاتهم وإن كان سلبيا بسبب الفجوة الهائلة في تقديم الصورة الإعلامية كما ينبغي أن تقدم من حيث الإمكانيات والوسائل وكذا المصداقية ولهذا شئنا أو ابينا وفي هذا الوضع لا زالت الصحافة يبنى عليها في تشكيل الآراء والتوجهات وهي على هذا النوع من الاختلالات وهنا ينبغي علينا أن نشير إلى أن وسائل الإعلام أو الفضائيات القادمة من خارج الحدود تضطلع بدور في التأثير وكان ينبغي على وسائلنا الإعلامية أن تلعب دورا فاعلا في الحد من تأثير تلك الوسائل القادمة من الخارج وذلك من خلال الارتقاء بالأداء والاقتراب من الناس وتوخي الدقة والمصداقية.
> تحدثتم عن تجاوزات وممارسات خاطئة تنتهجها الصحافة اليمنية سواءٍ كانت رسمية أو أهلية من المسؤول عن تلك التجاوزات والممارسات¿
– المسؤول باعتقادي وبشكل أساسي أولا هم الصحفيون أنفسهم لأنهم لم يحرصوا على قدسية مهنتهم وأيضا الجهات المعنية في الدولة وغياب التشريعات المناسبة التي تنصف هذه المهنة وتحمي ماهنيها.
> أين السياسة والسياسيون من الحالة التي وصلت إليها الصحافة اليمنية¿
– أصبحت السياسة صحافة والصحافة سياسة وأصبح السياسيون يستخدمون الصحافة كإحدى أهم الأسلحة التي بواسطتها يوقعون بخصومهم السياسيين كذلك الصحف الحزبية تنهج السياسة للتعبير عن وجهة نظر من يقفون وراءها وأهم شيء هو تحقيق الهدف المرسوم لهذا الطرف السياسي أو الحزب بغض النظر عن النتائج التي يمكن أن تنعكس سلباٍ على المجتمع المهم هو تحقيق مصالح ومكاسب سياسية.
معظم الشكاوى حقوقية
> أنتم في لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بمجلس النواب كيف تتعاملون مع القضايا التي تصلكم وتتعلق بالصحافة والصحفيين¿
– معظم القضايا التي تصل إلينا تتعلق بمطالب حقوقية أولا وأيضا هناك شكاوى تصل ضد مؤسسات صحفية وضد صحفيين نتعامل معها ونبحث عن عناصر هامة الموضوعية المهنية بمعنى آخر هل الصحيفة أو المؤسسة الصحفية التزمت المعايير المهنية نحن مع حرية الصحافة ولكن أن تكون هذه الحرية محافظة على الثوابت الدينية وملتزمة بأخلاقيات ومعايير هامة ولذا ما اكتشفناه أن هذه المعايير موجودة نقف إلى جوار الصحفي أو المؤسسة الصحفية وقد حصلت هذه الأشياء كثيرا.
تحسين أوضاع الصحفيين مهم
> يقال إنه ومنذ العام 1994م قدم أكثر من عشرة قوانين صحافة وأنتم الآن لديكم قانونان للصحافة وآخر للإعلام المرئي والمسموع ألا تعتقد أن القوانين ربما تكون سببا في الحالة التي وصلت إليها الصحافة اليمنية والتجاوزات التي أشرت إليها¿¿
– دعني أولا أوضح أن قانون الصحافة الموجود الآن في مجلس النواب لم يقدم من الحكومة ولكن قدمه مقرر لجنة الإعلام الثقافة الأخ عبدالمعز عبدالجبار دبوان وهذا القانون منذ أكثر من عامين لدى اللجنة الدستورية في المجلس وهو قانون يخدم الصحافة والعاملين فيها بشكل مطلق لأن مشروع القانون تضمن إلغاء كافة الجوانب السلبية التي تقيد العمل الصحفي وتتسبب في عرقلة وتقييد إبداع الصحفي ولا توجد مقارنة أبدا بين قانون الصحافة الحالي والذي يعمل به الآن والقانون الموجود في المجلس شتان بين الأول والثاني من حيث الحرية والحقوق للصحفيين وتوفر الكثير من المواد التي تخدم المهنة والمعاملين فيها كذلك قانون الإعلام المرئي والمسموع أكثر من عام وهو لدى الإخوة في اللجنة الدستورية وهكذا قوانين أخرى تظل سنوات طويلة تنتظر المصادقة عليها حتى وإن كانت تمثل ضرورة وحاجة ملحة لشرائح من المجتمع.
> باعتقادكم كيف يمكننا أن نتجاوز هذا الوضع ونخلق صحافة قادرة على أداء رسالتها بفعالية وموضوعية¿¿
– اعتقد أنه ينبغي أولا أن يوفر للصحفي قدر من الكفاية المادية بما يحقق له حياة كريمة تجعله ينأى بنفسه عما يخل بمهنيته وموضوعيته أيضا صدور التشريعات المناسبة التي تحفظ المهنة وتحميها وينبغي أيضا إقامة ورش عمل مكثفة يتم التطرق فيها إلى مسائل المهنة والمعايير وأخلاقيات المهنة وكذا أهمية استقلال وسائل الإعلام وموضوعيتها والآثار السلبية للصحافة غير المسئولة مع أهمية توضيح وتبني قضايا الصحفيين وكل ما من شأنه جعل الصحفيين يترفعون عن الكتابة بقصد المعيشة إلى الكتابة بقصد الرسالة.