الحماقة الكبرى
حمدي دوبلة
اذا جاز لنا ان نضع عنوانا بارزا ومن كلمة واحدة للعدوان السعودي على اليمن بعد مرور عشرين شهرا على انطلاقه فلن تكون تلك الكلمة غير “الحماقة”.
اُتخذ القرار الاحمق في لحظة حمقاء وبمبررات حمقاء ومن قبل قادة حمقى لا يملكون ذرة من رشد في عقولهم ولم يكن فيهم رجل رشيد ليحذرهم من فداحة الحماقة التي يقترفونها ومن تبعات وآثار الاعتداء على شعب عربي مسلم ومخاطر وتداعيات قتله وتخريب حياته ومناصبته العداء وهو من كان يَعُدُ نفسه سندا ومددا لاخوانه المترفين في الجوار.
كان قرارا أحمق بامتياز وظل طيلة العشرين شهرا الماضية ولا يزال يتحفنا وبشكل دائم بحماقات دموية لا تتوقف وبحيث لا يكاد يوم يمر دون ان تكون هناك جريمة سعودية اكثر بشاعة من سابقاتها بحق المدنيين الابرياء ومقومات حياتهم المعيشية ليثمر ذلك السيل المتدفق من الحماقات السعودية المزيد والمزيد من الضحايا ومن الثارات والجرائم التي لن تسقط بالتقادم.
ما اكثر الحماقات التي اقترفها النظام السعودي في اليمن ولكن لا يضاهي حماقة الاصرار على مواصلة هذه الحماقة والاستماتة الغريبة في افشال اي مساع لوضع حد لها الا جريمة قصف الصالة الكبرى التي يجري الان إحياء فعاليات أربعينية شهدائها في صنعاء.. هذه الجريمة النكراء التي راح ضحيتها قرابة الـ900شهيد وجريح من المواطنين الأبرياء الذين قدِموا من مختلف مناطق اليمن لتقديم واجب العزاء لآل الرويشان في الـ8من اكتوبر الماضي كانت محطة فارقة في العدوان فقد اكدت بما لايدع مجالا للشك زيف شعارات هذا العالم حول حقوق الإنسان واحترام قيم الانسانية وأزالت ما تبقى من اقنعة للعملاء والخونة وأثبتت مدى ارتهانهم للعدو وأمواله القذرة كما فتحت أبواب جهنم على نظام أسرة سعود وجعلته هدفا مشروعا لكل قبائل وأبناء اليمن الذين تداعوا ولايزالون يتوافدون من كل حدبٍ وصوب للانتقام من المجرم والاقتصاص لدماء الشهداء الابرار الذين اعترفت السعودية بعد محاولات إنكار يائسة بانها من قامت باغتيالهم ظلما وعدوانا وازهاق أرواحهم بدون وجه حق.
وها هو النظام السعودي المتعجرف وبعد كل ما أقدم عليه من حماقات وماحلت به من هزائم وانكسارات يوغل في حماقته ويابى إلاّ التمسك باوهامه ومناصرة “الشرعية” المزعومة ومؤيديها القليلين ممن لا تتجاوز اعدادهم بضع المئات القابعين هناك في فنادق الرياض أو بضع آلاف من المرتزقة والمغرر بهم في الداخل والمتناثرين في بقاع شتى من مناطق الوطن المترامي الاطراف على حساب عشرات الملايين من اليمنيين المكلومين والمجروحة قلوبهم ونفوسهم جراء الممارسات الاجرامية المتصاعدة للنظام السعودي وعلى حساب ثرواته ورفاه شعبه الآفل وربما عرشه المترنح ..ولله در الشاعر العربي القديم وهو يقول:
لكل داء دواءُ يٌستَطبٌ بهِ الاً الحماقة أعيَت من يداويها