عبد الوهاب شمهان
إن التذكير بما جناه العدوان من أضرار بالغة في قطاع السياحة أمر يستوجبه استمراره في وحشيته اللا إنسانية بدافع الحقد والهيمنة وفرض السيطرة وتدمير القطاعات الاقتصادية الإنتاجية التي توفر سبل الحياة للعمالة وأسرهم وقطاع السياحة إحداها وكأن العدو يرى في نفسه والعياذ بالله مركز الألوهية والعظمة وهو قمة التطاول والغلو والاستكبار على الله وما أنزل من كتاب فيه خير للعالمين وخروج عما جاءت به السنة الشريفة من حرص على نصوص القرآن والالتزام بها فكانت ضوءا ربانيا للحفاظ على شرع الله وما أنزل من الآيات البينات للناس وعدم الخروج عليها موضحا أسس الأخذ بسنته وأسس الاجتهاد والفتوى التي صارت كشرب الماء عند البعض وهي أشد ما يحذره العلماء المجتهدون فكيف بعامة الناس ومن كسب بضع من علم عبر السماع وليس الدراسة والتعلم والمواصلة في تلقي العلوم .
وهذا ما أضر بالمجتمعات الإسلامية وحكامها مما جعلها عرضة للأهواء ومنفذا للأطماع وكانت الجمهورية اليمنية إحدى الدول التي أصابها كيد الغرور والأطماع الإقليمية والدولية والمحلية لتكون عرضة لحرب شعواء لم يعرفها التاريخ العربي والإسلامي في القرن الواحد والعشرين دون مبرر او سبب وشملت تلك الحرب الظالمة كل القطاعات الاقتصادية والإنتاجية تدميرا كليا وجزئيا لمنشآتها بهدف الوصول إلى تدمير كل سبل الحياة للعمال ورجال الأعمال وأسرهم وكان قطاع السياحة مستهدفا كأمثاله أن لم يك استهدافه أكبر بحكم اتساع انتشاره وارتباطه بالكثير من الخدمات المباشرة وغير المباشرة .
إن قطاع السياحة في الجمهورية اليمنية تميز بتعايشه مع المجتمع من خلال تأكيده على احترام عقيدته وشريعته السمحاء والحفاظ على إشراك المجتمع عبر العاملين من أبنائه مما مكنهم من إعالة أسرهم وتحمل مسؤوليات أكبر من طاقتهم دفعتهم إلى المزيد من التعلم وبذل الجهد للارتقاء بالخدمات السياحية المقدمة لضيوف اليمن الذي بهم تكتمل دورة الأنشطة والخدمات السياحية المتنوعة وهو ذات الدافع الذي يتبناه القطاع السياحي ويساعد على تنمية قدرات العاملين فيه بالقدر الذي يخدم مصالحه والذي لا يستهين بكل تطور وجهد يساهم في جذب السياح وإطالة فترة برامجهم او يدفعهم لتكرار الزيارة بما يؤثر في تكوين انطباع جيد يجعلهم أكثر قناعة بسلامة اختيارهم لهذا المقصد السياحي الذي وفر لهم الجو السياحي المناسب لقضاء وقتهم والاستفادة منه فكان لهم أكثر متعة وراحة وأشعرهم عبر التعامل الجيد والخدمات المتميزة بالاهتمام والترحيب والعناية بهم كضيوف لقوا من التسهيل ما وفر لهم الاطمئنان بالسلامة السياحية عبر العمالة الماهرة الأكثر دراية بالتعامل الإنساني السياحي مع كافة شرائح السياح إلى جانب جودة الخدمات المتواصلة وغير المنقطعة لتكون تلك الخدمات رسالة ترويج يحملها انطباع السائح بتلقائية إلى بلده وأصدقائه.
إن الغاية في جذب السياح إلى الجمهورية اليمنية تفرض على وزارة السياحة القيام بدورها الرقابي من خلال الاهتمام بالرقابة والتفتيش السياحي الذي يركز على تحقيق جودة الخدمات التي لا يمكن أن يصل إليها قطاع السياحة إلا بالاستفادة بما وصلت إليه المقاصد السياحية الأخرى في العالم من تطور في عملية أداء الرقابة والتفتيش وصولا إلى تحقيق الجودة العالية المطلوبة والمنافسة الواجبة في ضمانة السلامة السياحية والأمن السياحي المتكامل وبهما يحقق أسس الجذب السياحي ويساعد على نجاح الترويج السياحي وكسب ثقة منظمي الرحلات السياحية ومن ثم ثقة الدول المصدرة للسياحة فيعطي فرص أكبر للتفويج السياحي والحجز الفندقي وتشغيل منشآت الطعام والشراب ووسائل النقل السياحي والاتصالات وتفعيل دور خدمات المزارعين والمصانع والمهن الأخرى المساعدة وتنشيط الحرف والمشغولات اليدوية والأسواق الشعبية والمراكز التجارية والمولات ويساعد على استرجاع دور الاستثمار السياحي …الخ وهذا ما يمنح فرصة اكتمال دورة التبادل الاقتصادي وإنعاش المشاريع الصغيرة وتوفير العملة الصعبة والإسهام في بيانات ميزان المدفوعات وإجمالي الناتج المحلي نحو الإيجابية وفي وزيادة الإيرادات الحكومية المركزية والمحليات تلك لمحة يطول الحديث فيها .
إن عملية الرقابة والتفتيش السياحي لها قواعد ونظام محدد وتتطلب تدريب مجموعات موزعة على جميع المحافظات والمدن الرئيسة للقيام بدورها على أكمل وجه وبنزاهة واقتدار وفق كيفية رصينة من التعامل الجاد وبسلوك لا يثير فضول الآخرين ويشيع الشك في من حولها من السياح أو المستهلكين للخدمة ليحافظ على حالة الراحة والاطمئنان ويدفع صاحب المنشأة لمعالجة النواقص وتجنب الأخطاء سواء في المنشآت الفندقية أو منشآت الطعام والشراب إضافة إلى أهمية العناية بالرقابة والمتابعة لشركات ووكالات السياحة اليمنية وهي الجهات التي تقوم بتنظيم الرحلات السياحية إلى اليمن والتأكد من مدى الالتزام بتنفيذ عقودها والوفاء بالتزاماتها تجاه السائح لكسب ثقة السياح ومنظمي الرحلات السياحية في الأسواق السياحية والدول المصدرة للسياح .