الأسواق الشعبية.. تراث وثقافة

يحيى جحاف

تعتبر الأسواق الشعبية ملتقى الناس الأسبوعي ومحطة استراحة للتاجر المتجول القادم من المناطق القريبة، والبعيدة على حدا سوى، بدءا من ذلك التاجر الذي يحمل بضاعته البسيطة على ظهره، وذلك الذي يأتي بها على ظهور الجمال والحمير والسيارات، ليستقر بها كل يوم من أيام الأسبوع في فناء المساحات المكشوفة لتلك الأسواق التي يرتادها الناس أسبوعيا،لاتقي رأسه وجسده من حرارة الشمس،إلى تلك الشماسيات، والطرابيل الملونة بألوان الطيف ، ليتشابه المشهد في تلك المساحات الواسعة لناظرها من بعيد مصايف شواطي البحار الجميلة، التي يرتادها الناس هربا من حرارة الجو وبحثا عن الهواء والمتعة والهدو، مع الاختلاف بين الحالتين شكلا ومضمونا، فالأول يبحث عن الرزق والآخر لقضاء وقت ممتع .

عالم بسيط يكتنفه الحياة البعيدة عن صخب المدينة ومتطلباتها التي لاتنتهي.
تجارة متواضعة من خلال مشاهدة كمية السلع التجارية التي لاتغيب عنها لحظات من المساومة بين البائع والمشتري.
الغالب على الباعة في هذه الأسواق أينما اتجهت في زواياه أن غالبيتهم يفترشون الأرض،وتطغوا الألفاظ العامية في طريقة البيع والشراء واضعين كلما يريدون بيعه امامهم والذي لايتجاوز في محتواه أحيانا عن متر مربع، بينما المشتري يظل يدور باحثا عن متطلباته على عجالة من أمره حتى يشتري كل حاجياته مستقيما عند الشراء من أولئك القاعدين في الأرض مشيراً بأصبعه نحو السلعة التي يريد شراءها، وسائلا عن القيمة النقدية لها ليعود إلى منزله حاملا محتاجاته الضرورية على ظهره أو فوق ظهور الحيوانات أو السيارت، والتي لايكثر من شرائها بل يقتصرالأمر على القليل منها ليومين أو ثلاثة أيام خصوصا اللحوم والخضروات والفواكه خشية التلف لغياب الكهرباء عن هذه المناطق، وعامل آخر تدني مستوى دخل الفرد لاعتمادهم الأساسي على الزراعة وتربية الماشية القائمة على مياه الأمطار.
الارتباط الزمني:-
ارتبطت هذه الأسواق جميعها بأيام الأسبوع ، لتبدا من أول أيامه السبت وتنتهي بيوم الجمعة، لتشمل معظم المديريات في الجمهورية.التيقد لاتخلوا من هذه الأسواق حتى تلك المدن الثانوية التي تطورت فيها الأسواق لتصبح شبه دائمة ويومية نظرا لتزايد عدد السكان فيها،وتلبي متطلبات السكان اليومية.وقد اشتهرت اليمن بأسواقها منذ القدم وذاع صيت بعض الأسواق فيها مثل سوق الجُريب الذي يعتبر من أسواق العرب وكان يستمر ثلاثة أيام،وسوق مآذن،وسوق الصلبة والذي كان يعتبر مركز تصدير لمحصول البن القادم من المناطق الجبلية إلى ميناء اللحية ومركز استيراد للبضائع القادمة من شرق آسيا والهند والأسواق العالمية عبر هذا الميناء .ليغطي حاجة الناس في مناطق السهل والجبل ،وسوق عدن لاعة وهو أيضا مركز تصدير البن القادم من الجبال الشرقية لمحافظة حجة إلى ميناء اللحية، وسوق لشراء المنتجات العالمية منه،بالإضافة إلى سوق قطابة وسوق مآذن وسوق عاهم، وغيرها من الأسواق.بالإضافة إلى سوق بيت الفقية في تهامة الذي كان يعتبر من اكبر المراكز لاستقبال وتصدير البن إلى ميناء المخاء، وزبيد،وسوق الجراحي ،وسوق الخوخة ،وسوق الضحى ،وسوق المغلاف،وسوق المنصورية، في سوق الشنيني، وسوق الضباب،و?سوق النشمة،و سوق الأربعاء،وسوق هجدة،وسوق المسراخ.ولا تختلف في المضمون برغم انتشارها الواسع في جميع المحافظات..

تقسيم الأسواق:-
قسمت هذه الأسواق إلى أقسام نوعية الامر الذي جعلها تمثل مجتمع اتجار يبدو فيه تميز وخصوصية لما يباع فيه حتى كثير من المهن لازال الناس يتوارثوها جيل بعد جيل منها:-
سوق الطعام(الحبوب) ويتكون من عرض أنواع الحبوب، للحبوب لها مكاييل خاصة،وكيالين يتصفوا بالأمانة، ومشهود لهم في أوساط الناس بالأمانة وعدم الخيانة ويقومون بكيل الحبوب للمشتري بما اتفق عليه مع البائع بالثمن الذي يحدد في السوق لكل سلعة والكيل يتم بالقدح وهذا السوق يختص بما تأتي اليها هذه السلعة من المزارعين وكان الغاية منها بيع الفائض منها واستبدالها بنوع آخر وبيعها وشراء مواد أخرى والجميل أن  هذه الحبوب جميعها مزروعة محليا بكل أنواعها (1)ولها في السوق مصلحين.(2)وكيالين،والكيال معروف في السوق ويتصف بالأمانة وعدم الخيانة في عمله كما يتم التبادل العيني المقايضة سلعة بدل أخرى بين وعادة تسمى سوق الحبوب المحناط(3).ووحدة البيع والشراء في هذا السوق القدح ويساوي ملء صفيحتين من صفائح القطن.اي64نفراً ومجموعة36لتراً تقريبا أما العملة المتداولة في الأسواق الريال الفضي ماريا تريزا(marietherese)المصنوع من الفضة ووزنه 28غرام ويساوي اربعين بقشة.
سوق المواشي(المجلاب)  وهذه المساحة مخصصة لبيع وشراء الأبقار، الأغنام،الماعز الخ.
سوق الجمال:وهذا السوق يختص بنقل البضائع والمؤن من مكان إلى آخر باعتباره الوسيلة الوحيدة،والمثالية لنقل الأحمال الثقيلة من منطقة إلى أخرى كأهم وسيلة قبل وجود الطرقات ووسائل النقل الحديثة..
سوق اللحوم:-وهذا السوق خاص بذبح المواشي وشراء اللحوم وكان يتم الشراء وفقا لأسهم النصف،الربع،الثمن الخ أما الأوزان المستخدمة الرطل الانجليزي وأجزائه..
سوق الحدادين(المحدادة)وهذا السوق خاص بالأدوات الزراعية، والعمل الزراعي ،وأدوات البناء وأدوات البناء نوعين الخشبية والحديدية، والسلاح الخناجر وما يدخل في نطاقها من أدوات المنزلية وأدوات العمل الخاصة بتقطيع الأشجار.
سوق العطارة:والعطارة تتكون من التوابل المستخدمة منزليا،مثل العطور،وأنواع التوابل المستخدمة في الحياة اليومية ..
سوق القات:وهوا المكان المخصص لبيع القات القادم من مناطق مختلفة.
سوق الملابس أو يسمى بالعامية سوق (البز).ويختص ببيع حاجة الناس من الأقمشة ووحدة بيع البز فيها الذراع الحديدي وهذه الوحدة كانت متداولة قبل المتر سواء كانت من الأقمشة الرجالية والنسائية أوما يخص الأموات من الأكفان الكفن الأبيض وكل هذه الأقمشة تأتي من خارج البلاد وخصوصا من الهند والشام عبر مواني اليمن (البنادر)بلهجة اليمنيين العامية مثل الحديدة والمخاءعدا تلك التي تصنع في زبيد وبيت الفقية وبعض المناطق الأخرى والتي انقرضت لعدم قدرتها على مقاومة المنتج المستورد الخارجي.وللدلالين في هذا السوق دلالة فيما باعوه من سلعة من البائع والمشتري حسب قانون السوق،واللوائح المنظمة له والتي توارثها الناس جيلا بعد جيل.
سوق الحرف اليدوية سوق الأثاث المنزلي:وفيه يباع الأسرة(القعايد)والابسطة المصنوعة من الحصير،وأواني الطعام،الحبال، والمعاشر،وأغطية الرأس،والأواني الفخارية المستخدمة في المنازل وتشمل التناوير،البرم(جمع برمة)اناء لطبخ المأكولات الكعد،والجمين ولأباريق ولبواري والمعاجن وكل الأدوات المنزلية الفخارية التي تستخدم من قبل الأسرة اليمنية في الريف والمدينة سوق السلب:وفيه يباع كل أنواع الحبال المصنوع من شجرة القنب ويستخدم في أغراض عدة،ويكون عادتا إلى جانب سوق الأثاث المنزلي.
سوق الطيور وفيه يباع كل أنواع الدجاج والحمام والأرانب،وغيرها من الطيور التي يأكلها الناس.
سوق السمن والسليط (المواد السائلة)ويباع عادة هذه المواد بالرطل والعسل كذلك وفي هذا السوق كما في الأسواق مصلح ومن باع أي شيء من هذه الأشياء يحاسب على ذلك.
سوق الخضروات.وفيه يباع جمية الخضروات،والفواكه والتي ننتج محليا،والتي يجلبها المزارعين،والباعة المتجولين،ومعظمها تزرع في الحقول وبجانب زراعة الحبوب.
سوق العلف:وفيه يباع كل أنواع العلف من الأخضر واليابس،وكان السوق مزدهر وحركة البيع والشراء كبيرة نظرا لان جميع الناس يقنتون المواشي في كل منزل وحركة تنقل الناس من خلالها.
وهناك عدد من الأسواق الصغيرة تحتوي على الحاجيات التي يحتاجها الناس كالتبغ والملح والبسط وأغطية الرأس والحلويات,إن هذه الأسواق تمثل مجتمع تجاري يبدو فيه تميز وخصوصية لما يباع فيه وكثير من هذه المهن لازال الناس يتوارثوها جيل بعد جيل.
كانت هذه الأسواق تفتقر إلى المطاعم والفنادق لكنها لاتخلوا من المقاهي(4)التي تقوم بنفس الغاية قي شكلها البسيط والمتواضع وتقوم هذه الأماكن بخدمة الناس وذلك بمقابل مادي بسيط حيث يشتري المتسوق حاجته من السوق وعليهم تجهيز هل أنه صارت العادة من العيب الأكل في السوق أثناء السير والجلوس لتناول الأكل أمام المارة واعتقد أن السبب الرئيسي لذلك تجنبا للعين لأيمان الناس أن العين حق كما قال الرسول الأعظم فصار عليه الناس وتوارثوه جيلا بعد جيل فضل ذلك من أخلاقيات الناس التي تحترم من الجميع.ومن خلال تلك المشاهد يدرك المرء إنها لم تكن وليدة الحاضر بل تعود إلى فترات زمنية متعاقبة، من خلال الخصوصية التي تحملها من خلال البيع والشراء، بدءا من نوع السلعة وانتهاء بقيمتها والذي يتطلب الترويج والترغيب، في الشراء من خلال أشخاص متخصصين يعملون على التوسط والمقاربة بين الأطراف في القيمة المختلف عليها وإيصالهم إلى حل مقبول يسمى (المصلح) وهو الشخص الذي يقوم بالتوسط بين البائع والمشتري من خلال التقريب بين الطرفين في الثمن (القيمة) ويعطى مقابل ذلك مبلغ نقدي من البائع والمشتري متفق عليه في السوق .هذا الحال يكون في سوق الأغنام والحيوانات بشكل خاص .لذلك نجد أن لكل سلعة سوقها الخاص بها وطابعه وطرق التعامل فيه بين البائع والمشتري والوسيط ،فهناك سوق الحبوب،وسوق الحيوانات ،وسوق الخضار،وسوق المواشي، وسوق الأعلاف،وسوق الخضروات والفواكه والبقوليات،وسوق القات،وسوق المنتجات المحلية من مصنوعات يدوية وفخارية وأثاث والتي تقوم بأصالتها تقنيات الصناعات الحديثة المستوردة في ظل غياب الجهات المسؤولة عن حمايتها وتطويرها وتشجيع الأسر المنتجة في الاستمرار حتى لأتغيب وتصبح في خبر كان,بالإضافة إلى سوق المنتجات الاستهلاكية واللحوم المذبوحة،والمنتجات الزراعية المصنوعة محليا.
الوقت الزمني:-
تبدأ هذه الأسواق من بعد صلاة الفجر وينتهي بعضها عصرا والآخر منها يستمر إلى منتصف الليل وربما إلى يوم آخر او يومين.
الضوابط الأمنية للأسواق:-
للأسواق نظم اجتماعية وضوابط لكلما يباع فيها، ويشترى من الناس هذه الضوابط متوارثة وقانونية وأصبحت مألوفة بين الناس وجزءاً لايتجزاء من حياتهم وصار الالتزام بها أدبيا بالإضافة إلى الرادع الفوري لمن خالفها من الأسعار والأجور وضوابط التعامل.ولكل مهنة من المهن في السوق عاقلها وهو المسؤول الأول عن من يشتغل بالمهنة من الأشخاص في السوق.
تحكم هذه الأسواق أعراف قبلية وضمانات اجتماعية وأخلاقية من قبل جميع مرتادي هذه الأسواق، فلا يباح فيها الاقتتال والقتل مهما بلغ الجرم ، لأنها مهجرة من القبائل المحيطة بها، وهي الحافظة لأمنها واستقرارها فلا اعتداء ولا عدوان على احد فيها، مهما بلغ جرمه، ويضمن ذلك مشائخ ضمان وفق قواعد ومراقيم(كتابات) خطية تعلنها هذه القبائل في الأسواق ليعلمها الجميع، ومن خالف ذلك يتحمل العقوبات الصارمة التي تبيح بعضها كلما لايتصوره الشخص، من أحكام وضوابط وفق قواعد وأعراف قبلية متواترة من الأحكام العرف المنصوص عليه في تلك الوثائق المكتوبة. كما للأسواق إلى جانب ذلك حاكم شرعي يسمى حاكم السوق لفض النزاعات في البيع والشراء، فورا وهو بمثابة محكمة للأحكام المستعجلة التي لايتجاوز إنهاءها عن ساعات .لذلك ظلت هذه الأسواق مهجرة من القبائل المحيطة بها لا احد يعتدي فيها على احد حتى ولوكان له ثارمنه فقوانينها الخاصة تحرم ذلك كما ان هناك ضوابط أخلاقية ظل الجميع ملتزما بها في سلوكياتهم  أثناء التسوق منها عدم الأكل أثناء السير في السوق  والتعامل العيني في استبدال شيء بشيء  آخر وكلما اختلفوا عليه الناس يحتكمون إلى حاكم السوق وبدوره يفصل القضايا فورا وفق لوائح المنظمة للسوق أو الشرع.إذ كانت للأسواق ولازالت حتى اليوم مشائخ ضمان، وهم من يقومون بحفظ السوق من الاعتدات،والاقتتال فيه. فالأسواق ظلت مهجرة من القبل المحيطة بها لا أحد يعتدي عليها ولا يسمح بأن، يعتدا على أحد فيها حتى وان كان له دين دم (ثأر)فلايثأر منه داخل السوق فقوانينها الخاصة تحرم ذلك والمتعارف عليها لا تسمح بذلك وكل القبائل تحترم هذه الخصوصية(5) وكما ان هناك ضوابط أخلاقية ظل الناس يلتزمون بها في سلوكياتهم أثناء التسوق منها عدم الأكل في السوق والتعامل العيني استبدال شيء بشيء آخر وما اختلفوا عليه الناس يحتكموا فيه إلى حاكم السوق وبدوره يقوم بفصل القضايا فورا، وفق الشرع كما يتم في السوق إعلان الأخبار،والمستجدات المتعلقة بحياة الناس وقضاياهم ومن خلال الحاضرين السامعين يتم إبلاغ من لم يكن حاضراً.
العادات:-
هناك عادات اختفت نتيجة عوامل زمنية،منها أولئك الأشخاص الذين كانوا يدورون في الأسواق، حاملين الماء فوق ظهورهم ليشربون مرتادين الأسواق، بمقابل زهيد من المال ،والذي يذكرني بأولئك الذين لازالوا في أسواق الشام،ومدنها،وأيضا الأشخاص الذين كانوا يقومون بإعلان الظاهرة (أي إعلان الأنباء) وذلك من خلال صعودهم على أعلاء قمة في الأسواق وعند سماعه يقف الناس صامتون لسماع تلك الأخبار وتناقلها حيث يختتم قول (الحاضر يعلم الغائب )(6).
إنها رحلة ممتعة في هذه الأسواق التي تغيب عنها أقلام الباحثين والمدونين والتواقين إلى المعرفة والهواة والمحافظين على ما تبقى من الصناعات التقليدية التي أصبحت بحاجة ماسة إلى الحفاظ على ما تبقى منها وتشجيع الأسر المنتجة من خلال الترويج والدعم المادي كون ذلك ملك الجميع.وذلك من خلال المؤسسات،والهيئات، والجمعيات الحكومية، والأهلية.باعتبارها تراث أنساني يهم الجميع..
باعتبار مثل هذه الأسواق من أهم الأماكن جذبا للسياح،التي تقصد من قبلهم في  زياراتهم بعد المواقع الأثرية والمعالم التاريخية في برامج تنقلهم  اليومية، والتي لا تقتصر على مجرد المتعة والتقاط الصور التذكارية كما يعتقد البعض،بل إلى الشراء واقتناء عدد من المشغولات، والصناعات التقليدية التي تتميز بها تلك الأسواق..

1)انخفض إنتاج الحبوب من العام1970م-1980م.باستيراد القمح من امريكاء استراليا وكنداء وفرنسا.
2)المصلح:هوا الشخص الذي يقوم بالتوسط بين البائع والمشتري من خلال التقريب بين الطرفين في الثمن(القيمة)مقابل حصولة على نسبة متفق عليها من قيمة السلعة وفق ضوابط السوق المتعارف عليها.
3)فرانك مرمية:أسواق صنعاء ومجتمعها،ص 140.
4)المقاهي جمع مقهاية:وهي بيوت يأوي إليها المتسوقون للأكل والشرب.
5)القاضي حسين احمد السياغي:صفحات مجهولة من تاريخ اليمن وقانون صنعاء،ط2/2008م،مركز الدراسات والبحوث صنعاء،ص182،183.
6)يقوم بإعلان الظاهرة الدوشان:وجمعهدواشين أسم لطائفة مخصوصة ليس لها مال ولا حرفة إلى الدوشنة عند الرعية والدولة.
تصوير/حامد فؤاد

قد يعجبك ايضا