لن نظل مكتوفي الأيدي حتى لو سميتم جدة (مكرمة) وقواعدكم العسكرية (مقدسات)
أحمد حامد*
الضجة الإعلامية لقنوات وأبواق العدوان الأمريكي السعودي بعد استهداف القوة الصاروخية لقاعدة الملك عبد العزيز (المكرمة) بمدينة جدة ليست غريبة على عدوان اعتاد قلب الحقائق وتزييف الوعي وتحويل الضحية إلى جلاد ، فطوال ما يقرب من عامين والعدو الأمريكي السعودي يتفنن في قتل وتدمير وحصار الشعب اليمني ويرتكب أبشع الجرائم على مرأى ومسمع من العالم كله ..
آلاف الأطفال تفحمت أجسادهم وآلاف النساء قطعت اشلاؤهن ، مئات المساجد والمستشفيات والأسواق والجسور تم استهدافها ، قاعات العزاء وصالات الأفراح ، المصانع والمنشآت الخدمية .. لم يبق العدوان شيئاً لم يستهدفه ولم يترك سلاحاً محرماً لم يستخدمه ، هذا الإجرام الواضح هو الذي يجب أن يدان وهذا العدوان السافر هو الذي يجب أن يحرك ضمير الامة .
إن الخطر الحقيقي الذي يتهدد الأمة ويهدد المقدسات ويهدد مكة ويهدد الشعوب هو الفكر الوهابي والنظام السعودي هذا الكيان الذي زرعه الاستعمار كما زرع الكيان الإسرائيلي لضرب الأمة من الداخل ..فالفكر الوهابي هو بمثابة قنبلة موقوتة يفجرها النظام السعودي في أي بلد متى ما أراد الأمريكي ذلك .
ما يجري في العراق من قتل وما يحدث في سوريا من مجازر وما يدور في ليبيا من تدمير وما يحاك لمصر من مؤامرات ،، الحروب والفتن والتفجيرات والمفخخات والأحزمة الناسفة والقاعدة وداعش ، النصرة وجيش الشام وغيرها من المسميات أدوات قذرة بيد أمريكا يغذيها المال السعودي والفكر الوهابي ..ابو بكر البغدادي الذي توعد بهدم الكعبة لأنها حسب زعمه أصبحت وثنا يعبد من دون الله ، من الذي أتى به ومن الذي يدعمه ويرعاه ؟! أليس النظام السعودي ومع هذا لم نسمع بيانات الشجب والتنديد والدعوات إلى الدفاع عن مكة من تهديد واضح وبين .
لم نسمع كلمة تستنكر دعوات مشائخ الوهابية إلى هدم قبة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، ولم نر غضباً إسلاميا عارماً للقتل المتكرر لحجاج بيت الله ولا لتحويل منزل رسول الله صلوات الله عليه وعل آله إلى حمامات عامة من قبل النظام السعودي .
إن الهدف الحقيقي من وراء هذه الضجة هو التغطية على جرائم العدوان السعودي ومنها جريمة الصالة الكبرى التي راح ضحيتها أكثر من آلف مواطن ما بين شهيد وجريح ، وهي تمهد لارتكاب جرائم اكثر بشاعة بحق أبناء شعبنا اليمني ، وأيضاً محاولة لصرف أنظار الأمة عن العدو الحقيقي أمريكا وإسرائيل ، وفي نفس الوقت تعكس حالة الخوف من القوة الصاروخية ومحاولة لثنيها عن القيام بواجبها في استهداف العمق السعودي والتي أصحبت تمثل قوة ردع يمكنها ان تغيّر المعادلة .
وهنا نؤكد بأن القوة الصاروخية ماضية في استهداف قرن الشيطان انتصاراً لهذا الشعب الحر ورداً على جرائم العدوان ، وأننا لن نظل مكتوفي الأيدي حتى لو سميتم جدة (مكرمة) والرياض (شريفة) وقواعدكم العسكرية (مقدسات)!… ولا أستبعد أن يقدم قرن الشيطان على استهداف الكعبة وضرب المقدسات ، وما هذا الضجيج الإعلامي إلا مقدمة لتبييت جريمة كبيرة تستهدف الحرمين ،، فقد كشف جهاز المخابرات الروسي قبل أشهر أن هناك ترتيبات بين الكيان الإسرائيلي والكيان السعودي لاستهداف الكعبة واستغلال هذه الجريمة لاستدرار عواطف الجماهير والتفافها حول النظام السعوي ، حتى تتمكن من ارتكاب المزيد من الجرائم ومواصلة العدوان وهذا ليس مستغرباً ، فمن يقتلون حجاج بيت الله دوساً بالأقدام ويذبحونهم في الطرقات لن يردعهم عن ارتكاب أي جريمة تحقق لهم مكسباً سياسياً اي رادع ، وما تصريحات العسيري هذه الليلة إلا تهيئة شيطانية لاستهداف المساجد والمدارس والمستشفيات بحجة أنها أماكن لإطلاق الصواريخ التي تستهدف الرياض وجدة (الشريفين) .
* رئيس الجبهة الاعلامية لمواجهة العدوان