السعودية تستحمر نفسها!

نبض

ضرار الطيب
استخدمت السعودية كل شيء في هذه حربها على اليمن بشكل قذر، السلاح، والمرتزقة، والمال، والحصار، وبعد أن فشل كل ذلك لجأت لاستخدام “مكة المكرمة” ليتحول خطابها العنجهي إلى نداءات استعطاف واستجداء للعالم بكذبة أن اليمنيين يستهدفون مكة.
حسناً ، لن نخوض في مسألة “هدم الكعبة حجراً حجراً أهون من إراقة دم مسلم”، ولن نقسم إننا لم ننو استهداف مكة ، فالكعبة مازالت في مكانها ،والحرم المكي مازال في مكانه ، وكذلك الفنادق السياحية والأبراج مازالت في مكانها .. ولا داعي لخوض أي جدل حول شيء لم يحدث .
كل ما حدث هو أن صاروخ “بركان” اليمني ، حلق لمدة طويلة في سماء المملكة دون أن يعترضه شيء ، ثم وصل إلى جدة معززاً مكرماً حاملاً البأس اليمني معه ومسبباً انفجاراً هائلاً أيقظ أمراء النفط من سباتهم العميق ، ليعلموا بعد ذلك انه أُرسل من قبل اليمن .. من حيث يأتي نفس الرحمن ، وانتقامه أيضاً .
وبدل أن يذهب هؤلاء الأمراء ليهينوا شرف “العسيري” الذي قال لهم قبل أكثر من سنة ونصف بأنه دمر الصواريخ اليمنية، قالوا له أن يصرح بأن الصاروخ كان ينوي استهداف “مكة”، وأرسلوا الأموال إلى كل بلدان العالم لتعود إليها على شكل إدانات ، ثم عادت كما يريدون .. وماذا بعد؟
مبروك .. صار لديكم إدانات كثيرة وأناس كثيرون يرددون كذبتكم، ولكن الصاروخ اليمني وصل إلى جدة ولم يرجع ، وربما تلحقه الكثير من الصواريخ ، إلى جدة ، وإلى الرياض ، وإلى غيرها .. فهل ستكون خطتكم الاستراتيجية هي تمديد حدود مكة إلى كل محافظة تصل إليها صواريخ اليمن؟!
نحن ليست لدينا مشكلة في ذلك ، فطالما أن دماءنا تُسفك ، ومنازلنا تُهدم ، سنرسل المزيد من الصواريخ إلى كل مكان ، ورغم أن الكعبة نفسها ليست أغلى من قطرة الدم اليمني، إلا أنكم تعرفون جيداً أن اليمنيين لا يضيعون صواريخهم في استهداف الأحجار .
سلّوا أنفسكم بكذبة استهداف مكة ، وصدقوها، وادفعوا المزيد من الأموال  واجلبوا المزيد من الإدانات و المرتزقة .. فهذا لن يغلق سماءكم  أمام صواريخنا ، ولن يشجّع جنودكم أمام مقاتلينا ، ولن يعصم مدرعاتكم من “ولاعاتنا”.. أيها الأغبياء.
أكثر من عام ونصف، وأنتم تحاولون إقناع العالم بأنكم منتصرون، وربما في مرحلة  كان العالم قد اقتنع، ولكنكم لم تكونوا منتصرين يوماً في الحقيقة، وحتى الآن تنظرون إلى المعركة على أنها “قصة” يقتنع بها من يتابع قناة الحدث وكفى .
حسنا .. اصنعوا انتم القصص كما شئتم، لا مشكلة لدينا .. لأن الواقع لنا ، ونحن نصنعه كما نشاء .

قد يعجبك ايضا