ناصر محمد علي
كان ولا يزال قدوة للأجيال .. عرفته مطلع الثمانينيات ولعبت ضده مرات ومرات .. لاعب سريع، موهوب، شجاع وخارج اللعب صريح وواضح، يأسرك بأخلاقه وسلوكه النادر .. لايداهن ولا ينافق ولا يبحث عن مصالح شخصية .. توالت السنين والعقود .. لم يتغير ظل كما هو ذلك الكابتن الكبير بأخلاقه ومبادئه السامية ولعل موقفه الأخير من مشكلة ناديه شعب صنعاء خير دليل .. فباسم عبدالحفيظ (عفواً) الكابتن باسم أدرك مآرب رفاقه تصحيح المسار وأهداف بعضهم البعيدة من مصلحة النادي فابتعد عنهم وأبى الاستمرار في الحلم الربيعي المندثر لشعوره بأن رياح الأمس خبأت بعد أن أخذتها زوابع الخريف وشخصت عليها بأوراق أشجارها المتساقطة على عتبات إدارة منتخبه محصنة بآخر جمعية عمومية ناهيك عن مصالح ذاتية بحتة تسلح بها بعض رفاق المسار وهنا الفارق بين من يريد للفتنة أن تستمر ومن يريد لناديه أن يستقر !! فتحول رفاق المسار إلى أعداء تجاه نجم كبير علمهم أبجديات الرياضة ونسي أن يسقيهم قليلاً من قيمه وأخلاقه ولذلك تطاول النكران على الهامات ورغم هذا وذاك أقول ببساطة من ينكر على نجم عملاق تاريخي وعطاءه عليه أولاً أن يصل إلى ربع ما وصل إليه من نجومية لاعباً ومدرباً!! لنرمي كل ذلك جانباً ولنسترجع جزءاً من مشواره الرياضي القدير وقبل أن نتحدث عنه مدرباً نوجز سيرته كلاعب بدأها بنادي الزهرة من بداية الثمانينيات إلى مطلع التسعينيات .. أبدع خلالها وتألق وفرض اسمه كنجم يشار إليه .. تلك المواسم الزهراوية يتذكرها الباسم جيداً ويقف إجلالاً لمن وقف بجانبه وأسهم في بخاصة مثل (المدرب والأستاذ طه الجحدري – علي صالح عباد – انور غفوري رحمة الله، علي محسن رحمة الله تغشاه الذي اختاره لمنتخب الناشئين وبيتر كلاوس لمنتخب الشباب – ولأنه جبل على التربية الفاضلة لم ينس أيضاً إداريين وقفوا بجانبه أمثال المرحوم محمد الماواري – يحيى الحمامي – أولاد النعامي محمد وعلي وعلي البروي) وقبل أن يسدل الكابتن باسم الستار على مشواره الكروي أيقن أنه لا يزال في العمر الكروي سنوات آخرى فأنتقل إلى شعب صنعاء عام 92م ومن المباراة الأولى أمام وحدة صنعاء برهن الكابتن باسم مقدرته على العطاء لسنوات قادمة قدم فيها عصارة خبرته ليتوقف عن اللعب عام 94م مكتفياً بمشواره الطويل لكن القدر كان يخبئ له موسماً آخر مع الشعب فبعد عامين من التوقف فاجأه المدرب القدير علي العبيدي باستدعائه لقيادة الفريق من تصفيات الدرجة الثانية .. رفض الباسم في البداية لأن توقفه طال لكنه وافق نزولاً عند إصرار العبيدي وحباً بنادي الشعب .. تدرب باسم ليلاً نهاراً لكي يصل للمستوى الذي يمكنه من حزمة فريقة وفعلاً قاده إلى تصدر مجموعة سيئون ثم الحديدة وختمها بتصفيات صنعاء وصعد الشعب إلى الأضواء عام 96م تحت قيادة باسم واعتزل بعدها الكرة نهائياً كلاعب ليبدأ مشواره التدريبي بمدرسة للبراعم والناشئين برعاية الأستاذ محمد عبده سعيد وظهرت بصماته التدريبية بعد فترة وجيزة حيث رفد الفريق الأول والمنتخبات الوطنية بلاعبين موهوبين أبرزهم عبده علي الأدريسي وفؤاد العميسي وبدران الحيدري وسلطان الصياد والقباطي ورمزي عقلان – وفي العام 99 بدأت رحلته في تدريب الفريق الأول فقد كان رجل المهمات الصعبة يتم استدعاؤه في اللحظات الحرجة والفريق مهدد بالهبوط فيكون عند مستوى التحدي والحب لناديه لم يفشل ولم يهبط الفريق معه كمدرب بل كان هو المنقذ دائماً وبأقل الأثمان حباً وطواعية للشعب وجماهير الوفية .. لم يناور ولم يراوغ ولم يساوم إدارة ناديه لأن القيم تحكمه والأخلاق تأسره وكانت المحطة الأبرز والأصعب حين تسلم الفريق عقب استبعاد المدرب المصري محمود الخواجة عام 2006م ورغم التحذيرات من زملائه بعدم المغامرة بتدريب فريق أصبح هبوطه وشيكاً إلا أنه رمى بكل ذلك عرض الحائط وقبل المهمة وصنع المعجزة بأبقى الفريق في الأضواء وحصل نظير ذلك مكافأة زهيدة بينما غيره يشترط مقدم عقد ومئات الآلاف كراتب والنتيجة هبوط متكرر وكعادته الكابتن باسم حين نسأله عن العوامل التي ساعدت على النجاح مع الشعب يؤكد بأن ثمة أشخاصاً يستحقون الثناء والشكر في المقام أمثال محمد عبده سعيد، عبدالكريم الخميسي – مختار حسن مختار – محمد عبدالله القدسي – علي العبيدي – شفيق الكحلاني – غازي عوض موفق المولى-.
ومن رحلة الشعب التدريبية إلى رحلات مع السبعين العروبة حالياً – 22 مايو – وحدة صنعاء – الشرطة – ومنتخب البراعم – وحقق مع السبعين نجاحاً تمثل بصعود الفريق بعد الدبح مباشرة إلى الثانية ويتذكر هنا الكابتن باسم العميد يحيى الجبري رئيس النادي، مؤكداً أنه من أفضل رؤساء الأندية الذين تعامل معهم وإلى جانبه فضل مثنى رازح ومطهر شداد وبين تلك المحطات عمل كمساعد للمدرب الكبير عبدالله عتيق طيب الله ثراه مع منتخب البراعم الذي توج ببطولة البراعم من سلطنة عمان .. المشوار الرائع للكابتن باسم من تدريب هذه الفرق محمد بلا شك بانجازات معروفة وانتصارات مدوية على أفضل فريق كالتلال والهلال .. لكن الباسم كفاءته التدريبية العالية لم يستمر حيث توقف قبل أربع سنوات تقريباً، أتدرون لماذا؟!.. لأنه يرفض الإملاءات والتدخلات في مهامه مهما كانت المغريات. وختاماً نقول للكابتن الرائع : هذا ليس زمنك حتماً أنه زمن المستغلين والمتمصلحين والمتسلقين والمتفيدين وعزاؤك رصيدك الكامل العدد وتاريخك الحافل بالعطاء واحترام الجميع لك .. فلا تلتفت للخلف ولا تهبط للأرض .
لاعب أهلي الحديدة سابقاً
Prev Post
قد يعجبك ايضا