سفاراتنا أذلتنا وأهانتنا

مبتعثون للدراسة في الخارج يصرخون :
الثورة / محمد الفائق

معاناة من نوع آخر ضحاياها الطلاب المبتعثون للدراسة في الخارج، وإبطالها العدوان والفار هادي وزبانيته وسفراؤه الذين تم تعيينهم قبل أشهر  وأوصدوا أبوابهم في وجه الضحايا وجعلوهم في العراء بلا مأكل ولا مشرب ولا مأوى .
آلاف الطلاب اليمنيين في عدد من الدول الغربية والعربية يعيشون الأمرين ومستقبلهم التعليمي مهدد نتيجة عدم صرف مستحقاتهم من قبل حكومة الفار هادي فضلا عن الإجراءات التعسفية التي يقوم بها سفراء هادي في تلك الدول التي تحتضن الآلاف من المبتعثين اليمنيين من خلال إغلاق أبواب السفارات اليمنية أمامهم وتركهم يباتون في الشوارع من دون اتخاذ إجراءات وحلول ناجعة تنقذ هؤلاء من الضياع.

المطالبة بالمستحقات
وقفات احتجاجية متواصلة نفذها الطلاب اليمنيون في الخارج وتحمل لافتات تطالب المعنيين بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ أشهر ولكن صرخاتهم لم تلق أي صدى أو أي تجاوب من سفراء الفار هادي أو من وزير  خارجيته وكأن الأمر لا يعنيهم.
طلاب تحدثوا إلينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مستنكرين بشده تلك الممارسات والتصرفات من قبل سفراء اليمن في الخارج مؤكدين أنه لا يوجد سفراء يمتهنون ويذلون مواطنيهم ومبتعثيهم سوى سفراء اليمن ومعاملتهم غير القانونية واللااخلاقية واللا إنسانية بحق الطلاب المبتعثين.
وضع مزر
الطلاب اًشاروا إلى وضعهم المادي السيئ والمعاناة التي يعيشونها جراء عدم صرف مستحقاتهم المالية الشهرية والمتأخرة منذ خمسة أشهر متوالية رغم مطالباتهم المتكررة بسرعة إنقاذهم من الوضع المزري ،مؤكدين أن الأغلبية شعروا بالإحباط واليأس واستسلموا لتهديدات إيقاف دراستهم نتيجة التصرفات الخارجة عن قيم وأخلاق اليمنيين التي يقوم بها سفراء هادي في تلك الدول، منوهين بإن تلك المعاملات التي نتعرض لها من قبل السفراء لا ترتقي إلى مستوى معاملات الحيوانات في هذه الدول التي ندرس فيها.
وأوضحوا انه من المعيب أن يتعرض طلاب اليمن لمثل هذه المعاملات والكثير منهم  يحمل شهادات عليا ، ومن المعيب أيضاً أن يتصرف سفراء اليمن مع أبنائهم الطلبة بهذا الشكل ويغلقوا أبواب السفارات أمامهم من دون اتخاذ أي إجراءات عاجلة.
منسقية الطلاب الدارسين في الخارج أصدرت بيانات عدة تطالب بسرعة وضع الحلول المناسبة والعاجلة للمبتعثين، منددة بالتصرفات التي وصفتها بغير اللائقة والمشينة للقائمين على سفارات اليمن في الخارج.
دماء يمنية منسية في الخارج
رغم كل ما سبق ذكره من معاناة طلاب اليمن في الخارج هناك أرواح تزهق ودماء تسفك في جرائم وقضايا غامضة أخرها جريمة مقتل  الطالب اليمني موسى الوجيه في الهند والتي لا تزال تفاصيلها غائبة من دون أن تتخذ السفارة أو ما تسمى بالشرعية المزعومة أي إجراءات كون هذه الدماء يمنية وكون هذا الطالب يمثل اليمن.
بدورها اللجنة التنسيقية لطلاب اليمن في الخارج ، أوضحت في بيان سابق لها  أنه “فور علمها بمقتل زميلنا موسى أحمد الوجيه طالب الهندسة الميكانيكية في مدينة جيبور الهندية تواصلت اللجنة التنسيقية لطلاب اليمن في الخارج ممثلة برئيس اللجنة الزميل محمد الشليف بالسفارة اليمنية في نيو دلهي وقامت بزيارة الجهات الأمنية المختصة واطلعوا على ملف القضية وقاموا بزيارة الجثة ولم يثبت وجود طعنات كما أشيع سابقاً”.
وحسب البيان فإنه لا يزال ملف الجريمة في مرحلة جمع المعلومات حيث كلفت لجنة طلابية مكونة من الزميلين قيس البتول ومحمود الدوبلي إلى جانب لجنة السفارة بعد الحاح لمتابعة الجهات المختصة في استكمال إجراءات التحقيق واستكمال جمع معلومات القضية وتوضيح ملابساتها وقد اطلعت اللجنة المشكلة على ملف القضية وتتابع بكل جدية سير التحقيقات من الجهات الأمنية الهندية”.
وذكر البيان انه “تقرر تشريح الجثة نهاية الأسبوع الماضي حتى تستكمل التحقيقات بشكل كامل ويستكمل جمع الأدلة، كما قامت اللجنة بمقابلة مدير مكتب المجلس الهندي للتعاون الثقافي ICCR فرع و?ية راجستان وهي الجهة المسؤولة عن المنحة الدراسية للزميل موسى رحمه الله وبعدها تم مقابلة رئيس قسم التحقيقات في الو?ية وا?ط?ع على ما تم اتخاذه من قبلهم والمطالبة برفع تقرير  متكامل حول مقتل الطالب موسى ، وأكدت الجهات الأمنية أن سبب الوفاة لا يزال غامضا ومن المبكر التنبؤ به قبل استكمال التحقيقات.
وكان زملاء الفقيد قد وقفوا وقفة احتجاجية أمام المجلس الهندي للتعاون الثقافي للحث على متابعة قضية زميلهم موسى الوجيه الذي مات في ظروف غامضة مؤكدين أن زميلهم لا يعاني من أي أمراض نفسية أو عصبية وليست له خصومات كما وأنه لا يعاني من أي مشاكل أسرية بل أنه من المتفوقين المجتهدين وأنه يحظى بعلاقات طيبة مع كل من يعرفه سواء من زملائه أو رفاقه أو مدرسيه مطالبين بالبحث والتحري لمعرفة المسببات الحقيقية التي تقف خلف قضية موسى .
وعثر على الطالب موسى الوجيه في التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي جثة هامدة، ملقاة في أسفل العمارة التي يسكن فيها بمدينة جيبور _ولاية راجستان الهندية.. ولا يزال أولياء الأمر ينتظرون نتائج التحقيقات ومعرفة أسباب الوفاة.
طالب ينتحر وأخر تقتله الشرطة
في السجون الماليزية
على صعيد الوضع المادي الذي يعيشه الطلاب اليمنيون في دول الخارج والآثار النفسية التي يتعرضون لها أقدم طالب يمني في يونيو الماضي على الانتحار من خلال رمي نفسه  من الدور العاشر لمبنى “الون ساوث” بمدينة ” ساوث ستي” بماليزيا، في واقعة أكدت المعلومات الأولية انها عملية انتحار.
وأفاد مقيمون من أبناء الجالية اليمنية بالمدينة الماليزية بأن الشاب اليمني الثلاثيني من العمر سقط عصراً  من أعلى طابق في المبنى السكني ولقي مصرعه على الفور.
وأضافت إن الشرطة الماليزية هرعت إلى موقع الحادث، وبادرت بفتح تحقيق بالقضية ونقلت جثة المتوفي إلى إحدى المستشفيات القريبة من المنطقة.
وقال احد الطلاب الدارسين في المدينة الماليزية نقلا عن أقارب الشاب اليمني انه أقدم على الانتحار ، مشيراً إلى حالة نفسية حادة اعترته وخرج فيها عن الطور على نحو غير طبيعي ، لافتا إلى انه كان يخضع لعلاج نفسي.
على صعيد متصل واستمرارا للإهمال المتعمد من قبل سفاراتنا توفي الطالب اليمني أحمد العروسي في السجون الماليزية في ابريل الماضي إثر منع سلطاتِها حُقَن الأنسولين عنه داخل السجن.
ويؤكدُ طلاب يمنيون في ماليزيا أن السلطات الماليزية منعت حقن الأنسولين عن الطالب المريض بالسكري ما أدّى إلى وفاته.
وحمّلَ الطلاب السفارةَ مسؤولية متابعة قضية المتوفى والاهتمام بالطلاب والجالية اليمنية هناك.
يذكر  أنَّ السلطات الماليزية احتجزت الطالب المتوفى وأودعته السجن بسبب عبوره أحد الشوارع بدون جواز سفره.
واتهم زملاء الطالب العروسي السفارة اليمنية بإهمالها المتعمد في متابعة قضية الطالب العروسي الذي كان يقبع في السجون الماليزية منذ 6 أشهر  قبل وفاته.
وأكد زملاء الطلاب أنهم تواصلوا مع السفير اليمني بماليزيا الذي فاجأهم بقوله ” ما لنا علاقة بالموضوع”.
الطلاب أشاروا إلى  أن الشرطة الماليزية تحتجز  أكثر من 132طالبا يمنيا  لأسباب تافهة دون أن تحرك السفارة اليمنية هناك ساكنا منها   معاملات رسمية مع السفارة اليمنية بكوالالمبور ولكن السفير يرفض القيام بها ويتملص من مسؤولياته.
واتهم ناشطون السفارة اليمنية بالإهمال وعدم التحرك لمعرفة سبب وفاة الطالب اليمني العروسي وأيضاً إهمالها في ما يخص تجديد الأوراق الرسمية للطلاب.
مقتل طالبة يمنية وإحراق شقتها
في القاهرة
الطالبة اليمنية منى مفتاح (28 سنة) غير متزوجة، تقيم برفقة صديقتها طبيبة (يمنية الجنسية)، في شقة بالقاهرة حيث تقيم وتدرس منذ عام 2012 للحصول على ماجستير الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة وجدت جثتها في يونيو الماضي داخل غرفتها مكبلة بالحبال ومشنوقة بعد إحراق الشقة.
صديقتها الطبيبة أوضحت إنها كانت تعمل ليلة الحادث بالمستشفى، وفوجئت بالجريمة فور وصولها إلى الشقة فقامت بإبلاغ الشرطة التي حضرت على الفور.
وأفاد شهود العيان من قاطني العقار أن المجني عليها وصديقتها المقيمة معها بالشقة كانت علاقتهما بالجيران محدودة وسمعتهما حسنة.
وأشار الشهود إلى أنهم استيقظوا صباح الجمعة بعد ساعات من وقوع الجريمة على صوت عويل وصراخ بالطابق الثالث الذي يقطن فيه طلبة يمنيون، فهرولوا مسرعين إلى مكان الصوت، ليجدوا جثة الفتاة اليمنية ملقاة داخل غرفتها مكبلة بالحبال ومشنوقة.
الشرطة المصرية أكدت إلقاء القبض على الجاني الذي اعترف بجريمته وتمت إحالة ملفه إلى القضاء.
فيما ناشطون يتساءلون عن مستجدات القضية وهل السفارة اليمنية في القاهرة تقوم بدورها بمتابعة القضية في القضاء وتعيين محام حتى يتم إنزال القصاص العادل بحق الجاني وحتى لا تكون أرواح اليمنيين رخيصة.

قد يعجبك ايضا