* حملة أنا نازل *
أشواق مهدي دومان
نعم أنت نازل في أسفل سافلين ، حين أيدت نقل البنك إلى عدن وحتى لو لم تكن من مؤيدي العدوان وتأخذك رياحهم وتهبّك إلى منابتهم السيئة لتكن منهم ، في ظل هذا الظرف الحرج الذي فيه يثبت أنك ممن صبروا من غيرهم..
ونعم هذه الضيقة تجعل الجميع يحتاج الريال الواحد ولكن حين تُخيّر بين أن تصبر لله وللوطن وبين أن يثور فيك شياطين الإنس حين تجتمع بهم وتبدأ في سرد همومك وضيقتك فتراهم بحرا من الحقد والغيظ من تحريضاتهم ،و ليس توجهك في النهاية توجههم ، فتوجهك من ناحية الحاجة ، وصاحب البيت الذي يريد إيجارا ويخيل له أنه في المريخ متبخترا بستر الله له في منزله ، ويظن أن الأيام ليست مداولة بين الناس في حين أن حقيقة ناموس الله في الكون أن” تلك الأيام نداولها بين الناس”.
فهنيئا لرسول الله الذي لم تكن أخلاق أجدادنا الأنصار قد وصلت إلى ما وصلنا إليه نحن- أحفادهم- ؛حين كانوا يهبون بيوتهم للمهاجرين ويقسمون معهم رغيف العيش ويصبرون ويصابرون ويرابطون..
هذه النقطة وهذه الحقيقة التي نعيشها ستصل ويصل خبرها لمن نصلي ونسلم عليه محمد (صلى الله عليه وعلى آله) ؛ وسيصله أنّنا نتداعى للشّر والشّر حين يتكلم الواحد منا فيجيبه الآخر ،الآخر الذي يخفي شيطانا إنسيا يزيدك تحريضا ويرمي بحباله عليك وأنت المسكين؛ فيحرضك على أن تنزل للشارع للمظاهرة في ظل ظرف لايحتمل إلا أن تشعل الفتنة بيديك وحينها أنت أول من سيحترق بها،
لأنك من هنا تغذي الفتنة التي خطط لها وعمل جمع الشر منذ عام ونصف لأن يوصلوك إليها وإلى هذا الموقف.. أيها اليمني… أرادها شياطين العملاء والمرتزقة الذين ينامون وبطونهم وكروشهم أمامهم (شبعا)هم وأولادهم ولو كانوا يشعرون بك أيها الضعيف:
لمَ أيدوا العدوان؟
ولمَ برروا له؟
ولمَ لم يعترفوا بجرائم بني سعود التي تعصف بروحك وروح من معك في لحظات وتقطفها كما تقطف الزهور؟
وهنا تثور وطنيتهم الغبية المستوحاة من بروتوكولات السعودية…
اسألهم ولاتكن كما يقول المصريون(شخشيخة) أي دمية يحركها من برروا لقتلك ومن أيدوا حصارك وخنقك برا وجوا وبحرا ..
من يسعون فسادا في الأرض ويستنقصون رجالا ونساء يهبون أبناءهم للوطن وفي سبيل الله ويودعونهم إلى جبهات الشرف بينما تقبعون في مجالسكم وتتفننون في شراء أنواع القات وبعد التخديرة تتواصلون وتلفتكم نزغات الشياطين من الإنس ، شياطين الفتن التي باعتك وأفتت بقتلك ،فإن لم تمت قصفا سيرسلون لك من يقصفك بفكرة وتأجيج وإثارة حمية بعيدة عن رسول الله الذي سبق وحاصره المستكبرون في زمنه من كفار قريش والمنافقين في شِعبه مع كل من آمنوا معه وتركوه للجوع والموت ؛ فمن الأغلى أنت أم رسول الله ؟
وهل ستقتنع بفكر الفتّانين من باعونا بتبريراتهم ، وفتنهم وشق صفوفنا أم ستقتنع بمنطق رسول الله وآله وأصحابه وهم أسوتنا في الصبر الجميل الذي لايعقبه سوى اليسر فلكل عسر يسران..
وهل هذه صورة أجدادك الأنصار الذين قاسموا المهاجرين بيوتهم ورغيف عيشهم وكل ما يملكون ؟
هل أنتم أحفادهم أم أن المحرضين سينتصرون بشياطينهم ليجعلوكم مسوخا كما عرفناهم مسوخا وجّهوا وتوجهوا للعدوان وفتنه، وإثارتها، وسخروا أقلامهم وألسنتهم لتخرج من جلد أحفادك الأنصار الذين كانوا الأرق قلوبا والألين أفئدة ؟!
وألتفت هنا إلى أصحاب البيوت والمتاجر والبقالات والميسرين أو الميسورين لأقول لهم :
أسينتصر أهل الفتنة في جعلكم أبعد من أجدادكم الأنصار حين آثروا المجاهدين في حين ترى حالتك أفضل من جارك وتتأكد أنه جائع وأنت تنام شبعانا..حين تتفاخر وتصر على المديون منك أو المستأجر لديك أن يوفيك ما عنده وأنت أعلم بظروفه ، وترضى له بالإهانة له متناسيا أن ” تلك الأيام نداولها بين الناس ”
فاحمد الله على نعمة وجود بيت لك يضمك وأهلك فلا تفاخر في هتك ستر غيرك بالتشدد عليهم وأنت تعلم بالبير وغطاه…
أيها اليمني الغيور: لايجرك أذيال العدوان تحت مسمى رخيص وأنت الشامخ في زمن الذل ؛فأما مستنقع التحريض فابتعد عنه لأنك أسمى من أن تنجر لأخلاق أذيال العدوان فهم أكثر من يحرض
أنت الحر وهم الأذيال التي باعت وطنا كاملا من أجل مصالحهم الشخصية الضيقة فمن تشبه بقوم فهو منهم ومثل هؤلاء قد تبرأ منهم الشرف والإنسانية حين لم يثوروا في وجه عدوان يقتل الأخضر واليابس في وطنهم وما زلوا يقولون : شكرا سلمان…
فإنها لاتعمى الأ بصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
ودعوة من قلب محب : بدلا من ذلك كله اتِح لنفسك فرصة للتعرف على ساحة المعركة وخذ نفسك وبنيك الرجال إلى حدود الشرف لتعرف كيف يبذل ويصبر رجال الله ويثبتون لأجلك وأسرتك وأنت تنعم في البيت..
جرب جبهة القتال وامضِ ليوم واحد تحت قصف الطائرات ولظى الحرب وحينها أنا على يقين أن روحك سترقى وأسلوبك سيتهذب وستعرف أن أكثر من يستحق راتبا هو ذاك المدافع عنك وأنت مثل القواعد من النساء. ..
وما أكثر من لهم شكل الرجال وهم بنفسيات أشباه رجال …
فلتكن أرض المعركة مفصل حق أتحداك عنده أن تهب روحك لله وتتوجه لجبهة القتال فلاشرف إلا هناك…