الهدنة السادسة ..!!

عبدالخالق النقيب
aallnaqeeb@gmail.com

لقد كنا على مقربة من صيغة إجماع وقرار أممي يعلن نهاية الحرب ، ضعوا نقل البنك المركزي وأزمة السيولة وزمن الكوليرا ومجاعة تهامة وكل المحارق السعودية على الطاولة ، هذا التوقيت لا يقاس بهدنة تُعيدنا إلى ظهران الجنوب ، استخدموا موجة الاستنكار التي تجتاح حلفاء التحالف لتصبح هذه الهدنة منطلقاً لسلام شامل ودائم .. فاليمنيون أحق به من هدنة لا معنى لها ..!!

دفعوا بهدنة سادسة لاحتواء غضب يطارد فشل التحالف وما ارتكبه من جرائم حرب بحق المدنيين والأبرياء ، المشانق تتغزل برقاب القتلة وأمراء الحرب ، وأي اتفاق شكلي سبق آخر محرقة سعودية لم يعد ممكنا الآن .
لهب الصالة الكبرى ودخانها لازال يتصاعد في قلوب اليمنيين ، والروائح التي تنبعث من المكان استنشقها العالم إلى أن امتلأ يقيناً بمجزرة فاشية كفيلة بأن تضع حداً لما بقي من هذه الحرب ..!!

التحالف يحارب بنزعة سادية ، ويتنقل بشيكاته في كل المطارات والهيئات العالمية ، أظن أن العالم يحتاج لبعض الوقت لتتم مبادلتنا في صفقة إضافية ، يعيد ترتيبنا في هدنة من 72 ساعة ، ويحاول إغراءنا باتفاق ظهران الجنوب .
لسنا في هدنة مع الضمير..!! والأم التي تمالكت قدميها ووقفت على أطلال الصالة الكبرى تحدق في هول الفاجعة ، وتبكي بقايا ابنها الشهيد الذي ترك مقيله هنا ورحل عنوة مع بقية رفاقه الذين التقى بهم في مجلس عزاء يتيم ، هذه الأم قبل أن تصل وتقف على هذه الأطلال كانت تفكر كيف ستلقي السلام على ذكريات الحياة المزدحمة التي تم اغتيالها في ذات المكان ، إنها لا تريد التعرف على القتلة ، ولا تبحث عن طريقة تشفي غليلها وتثأر لقلبها المثقوب من شدة الحزن..!! البشاعة التي تمكنت من تحويل كل شيء إلى رماد ، والكثير من التفاصيل خانقة حد الموت ..! لكنها في ذات الوقت كفيلة بأن تعود لليمنيين وبيدها السلام .

هذا الثمن باهظ الكلفة ، والدخان المتصاعد هنا أبقى العالم مصعوقاً ، وما لم يرفع كفه بوجه الطغاة وينهي معاناة اليمنيين فلن يتم استهلاكنا بهدنة هزيلة وهو يعلم أن القتلة سيعودون لارتكاب حماقاتهم من جديد ..!

قد يعجبك ايضا