اقتتال قبلي يحصد على مدى خمسة أعوام 60 شخصا بينهم أطفال ونساء
الثورة / خالد مسعد
تواصل الأجهزة الأمنية في محافظة حجة نجاحاتها وإرساء الأمن والاستقرار في المحافظة في ظل الأوضاع التي تشهدها البلاد جراء العدوان السعودي الغاشم والوضع الاقتصادي المزري للبلاد.
قصة نجاح جديدة تضاف إلى رصيد الأجهزة الأمنية في محافظة حجة حيث استطاعت إخماد فتيل الثأر والاقتتال بين قبيلتين بمديرية الشاهل استمرت خمسة اعوام خلفت عشرات القتلى والجرحى وتوقفت الحياة بسببها في المنطقة .
الحياة تعود لعزلة الأمرور
بعد سنوات من الاقتتال والتهجير بين قبيلة (بني بدر)،، وقبيلة (بيت القاعدي)، بعزلة الامرور في مديرية الشاهل بمحافظة حجة والتي خلفت نحو??قتيلا وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء نتيجة خلاف على ملكية أرض زراعية، عادت الحياة مجدداً لهذه المنطقة ،بعد أن تمكنت حملة أمنية من النزول لمكان الصراع والسيطرة على متارس الأطراف وبسط نفوذ الدولة وفتح الطرق وتهيئة الاجواء للعودة نحو المدارس والحياة.
محاولات فاشلة
قبل نزول هذه الحملة الأمنية إلي الشاهل كانت هناك أكثر من محأولة من قبل قيادة المحافظة لإخماد الاقتتال بين ابناء المنطقة الذين تربطهم أواصر القربى والرحم لكن للأسف لم تتمكن الحملة الأمنية من انهاء الصراع حيث كانت توقف الحرب ليوم أو يوميين قبل ان تعأود من جديد وبشكل أقوى.نظراً لتعقد الوضع بسبب ارتفاع حصيلة الضحايا بينهم اطفال ونساء.
زيارة تاريخية لمحمد علي الحوثي
بعد نداءات اطلقها ناشطون وإعلاميون ،بسرعة إيقاف نزيف الدم في هذه المنطقة تفاجأ الجميع بزيارة تاريخية للاستاذ محمد علي الحوثي لمديرية الشاهل وذلك للجلوس مع ابناء القبيلتين والوجاهات والقيادات المؤثرة ،بغية إيجاد حلول قبلية توقف نزيف الدم وتنهي الصراع بين القبيلتين أو بسط هيبة الدولة بقوة السلاح لإيقاف نزيف الدم وهو ما تم بالفعل .
نجاح الحملة
بعد عودة رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي من زيارته للمنطقة بأشهر ،تحركت حملة أمنية كبيرة هدفها ،بسط نفوذ الدولة وإنهاء الصراع.
تكونت هذه الحملة من 300فرد ونحو 30طقماً ومدرعة وقامت بتوقيف الشخصيات الاجتماعية الكبيرة لديها وإجلاء المواقع التي تتمترس فيها القبيلتان وفتح الطرق والمدارس وتهيئة الأجواء لعودة المشردين والنازحين
“الثورة ” في الأمرور
الخميس الماضي كنت في نزول ميداني إلى عزلة الأمرور بمديرية الشاهل وذلك لنقل الوضع الأمني في المنطقة التي عاشت خلال الخمس السنوات الماضية، أبشع انواع القتل والتشريد والحصار واكتوت بنار الحرب القبلية التي خلفت نحو60 قتيلاً وجريحا .
وخلال النزول الميداني التقينا بقائد الحملة الأمنية العقيد عبدالحميد المغربي نائب مدير شرطة المحافظة والذي أكد ان الحملة مستمرة ولن تغادر هذا المكان حتى إنهاء المواجهات تماما واستتباب الأمن والاستقرار فيها .
مؤكدا أن اللجنة الأمنية لا تزال في المواقع التي كانت تتخذها القبيلتان كمواقع لتبادل اطلاق النار إلى جانب فتح الطرقات التي تغلقت نتيجة المواجهات والتقطعات وتأمين تلك الطرقات والمنطقة بشكل عام.
وأشاد المغربي بدور مشرف المحافظة السيد احمد الشرفي ومدير شرطة محافظة حجة على تعأونهما مع اللجان وتسهيل كل الصعاب .
من جهته تحدث لـ(الثورة) وكيل محافظة حجة المساعد طه الحمزي الذي صادف نزولنا الميداني تواجده مع الحملة الأمنية حيث أكد قائلاً:
حرصت اللجنة الثورية العليا وقيادة المحافظة اثناء زيارة رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي للمنطقة قبل أشهر, على إنهاء الصراع وايقاف نزيف الدم بين القبيلتين والحمد لله وكما تشاهدون الحياة عادت للمنطقة بعد سنوات من الاقتتال.
وطالب الحمزي كل عقلاء محافظة حجة بالتعاون معهم وانهاء الثارات والاقتتال ونزيف الدم .
(الثورة) التقت أيضا بعدد من أبناء المنطقة والذين أشادوا بدور الحملة الأمنية وجهودها في نزع فتيل الحرب والفتن وأمنت الطرقات وأعادت إلى المنطقة الحياة من جديد بعد ان كانت تشوبها المخأوف وتشهد يوما تلو آخر مقتل شخص من هنا أو هناك.
الأطفال يلعبون في الشوارع والنساء يزغردن
من خلال تجولنا في المنطقة لمسنا عودة الأطفال إلى دراجاتهم الهوائية وساحات اللعب، وسمعنا زغاريد النساء في سما المنطقة تعبيراً بفرحة الأمن والاستقرار وإيقاف نزيف الدم. بعدما حرموا من هذه الأجواء نحو خمس سنوات ،هذه المشاهد جسدت التحدي والإصرار لقيادة المحافظة والأجهزة الأمنية في سبيل القيام بواجبهم الديني والوطني والإرادة القوية للقيادة.
النازحون أيضاً عادوا إلى منازلهم من الطرفين.. وذهبت النساء إلى المزارع برفقة مواشيهن وأدوات الزراعة.
الشرفي والمغربي
عندما نتحدث عن النجاح الكبير الذي حققته الأجهزة الأمنية في هذه المنطقة لزاماً علينا نذكر مهندسي هذا النجاح السيد أحمد الشرفي مشرف المحافظة ، والسيد عبدالملك المغربي ،الشخصية الاجتماعية المعروفة ،حيث كان لهما دور ريادي في إيجاد هذه الحملة ومتابعتها وزيارتها بين الحين والآخر لتسهيل مهامها وتوفير احتياجاتها.
(الثورة) بدورها تثمن جهود تلك الشخصيات والقامات الوطنية التي تسعى في زرع بذور الخير في عموم المحافظة, كما تثمن جهود أفراد وضباط الحملة الأمنية المتواجدين في المنطقة ودورهم في استتباب الأوضاع وإعادة الأمن والاستقرار وفتح الطرقات وإعادة سير العملية التعليمية للطلاب والطالبات.
كما تدعو أبناء وأعيان ومشايخ القبيلتين إلى وقف الاقتتال وسفك الدماء والجنوح إلى السلم والمحبة والإخاء وإنهاء الثارات التي ستطال تأثيراتها على الاجيال المتعاقبة.. كما تدعوهم إلى استغلال جهود السلام ودعوات السلام التي تبنتها عدد من القيادات الوطنية وان يكونوا أداة فاعلة ومساعدة ومساندة للجنة الأمنية ووضع حد لأعمال التخريب والقتل والعودة إلى ممارسة حياتهم من جديد بشكل طبيعي كما كانت عليه من قبل وكما كان عليها الأجداد الأولون وتجنب إراقة الدماء.