تعتبر الالتهابات المتعلقة بالجروح من أكثر المشاكل حدوثاً بعد العمليات، والتي يعاني منها الكثير من المرضى.. ورغم أن الالتهابات تعتبر من المشاكل البسيطة التي يمكن علاجها بسهولة دون أن تكون مهددة للحياة، إلا أنها قد تكون مزعجة للغاية للمريض، حيث قد تحتاج إلى مدة معالجة طويلة ومكلفة وفقا لمتخصصين. ونظراً لكثرة الشكاوى التي تردنا حول الجروح ومشاكلها بعد العمليات الجراحية المختلفة فسوف نتطرق إلى معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالكم حول الالتهابات التي يمكن أن تحدث في الجرح بعد العمليات الجراحية والتي يجيب عليها الدكتور جمال عبدالرحيم الجبرتي .. والى تفاصيل اللقاء:
متى يحدث التهاب الجرح عادة؟
– يجب أن تعرف أن التهاب الجرح لا يحدث عادة قبل اليوم الرابع أو الخامس بعد الجراحة، أي حين تخرج من المستشفى وتصبح وحيداً في المنزل! وبالتالي يجب عليك أن تعرف الأعراض التي تشير إلى وجود الالتهاب في الجرح لأنك أنت من سيقوم بتشخيص الالتهاب قبل أن يشخصه الجراح في الكثير من الأحيان، وهكذا تتمكن من الحصول على المعالجة اللازمة في الوقت المناسب.
هل يمكن لالتهاب الجرح أن يحدث إذا أجريت العملية في ظروف مثالية؟
– نعم. إذا كانت العملية الجراحية نظيفة تماماً وتم إجراء العملية في غرفة عمليات معقمة بواسطة أدوات معقمة وبعد تعقيم الجراح والمريض بشكل جيد وتلقى المريض المعالجة الوقائية اللازمة قبل العملية وتم الاعتناء بالجرح بشكل جيد بعد العملية فلا يزال الالتهاب يشكل أحد الاختلاطات الواردة في هذه الحالة، والذي يحدث في حوالي 2-3% من الحالات.
هل عدم إعطاء مضادات حيوية هو السبب في حدوث الالتهاب؟
– في معظم الحالات لا توجد علاقة بين إعطاء المضادات الحيوية بعد الجراحة وبين حدوث الالتهاب، ولا تفيد المضادات الحيوية بعد العمليات الجراحية الروتينية في الوقاية من التهاب الجرح كما أثبتت جميع الدراسات الحديثة. تعطى الوقاية بشكل جرعة واحدة قبل الجراحة مباشرة أي عند تخدير المريض. وحدوث الالتهاب في هذه الحالة ليس ناجماً عن عدم إعطاء مضاد حيوي بعد الجراحة وإنما عن دخول كمية كافية من الجراثيم إلى الجرح، والتي لن يتمكن المضاد الحيوي بعد الجراحة من ردعها بجميع الأحوال.
هل يعتبر التهاب الجرح شائعاً؟
– يتوقف ذلك على نوع العملية. إذا كانت العملية الجراحية نظيفة تماماً، أي لا تتضمن الدخول إلى منطقة من الجسم تحتوي على الجراثيم (مثل استئصال الغدة الدرقية أو استئصال الثدي) فإن نسبة الالتهاب لا تتعدى 3%. إذا كانت المنطقة التي يتم التداخل عليها من الجسم تحتوي على كمية محدودة من الجراثيم (مثل استئصال الزائدة الدودية النظيفة) فإن نسبة الالتهاب ربما تصل إلى 10% وسطياً. أما إذا كانت منطقة الجراحة تحتوي على كمية كبيرة من الجراثيم أو التقيح الصريح (مثل استئصال الزائدة الدودية المنثقبة أو المنفجرة) فإن نسبة الالتهاب قد تكون أكبر من ذلك وقد تصل إلى 30% من الحالات. وبذلك فإن نسبة الالتهاب تتعلق بنوع العملية، ويفضل أن تسأل الجراح قبل العملية عن احتمال حدوث الالتهاب في الجرح حتى تتنبه أكثر للأعراض التي تدل على حدوثه عند عودتك إلى المنزل.
الأعراض المحتملة لحدوث الالتهاب في الجرح؟
1 – الألم: في الحالات الطبيعية يتحسن الألم بشكل تدريجي خلال الأيام التالية للجراحة. إذا لم يتحسن الألم بالشكل المطلوب أو ظهر الألم من جديد بعد تحسنه فإن ذلك قد يشير إلى حدوث الالتهاب في الجرح.
2 – الاحمرار: في الحالات الطبيعية يكون الجرح وردي اللون خلال فترة الشفاء. أما في حالات الالتهاب فإن الجرح يبدو محمر ويكون الاحمرار ممتداً إلى المنطقة المحيطة بالجرح.
3 – الحرارة الموضعية: إذا شعرت بسخونة غير طبيعية في منطقة الجرح فإن ذلك قد يشير إلى وجود الالتهاب.
4 – النز القيحي: إن العلامة المؤكدة لحدوث الالتهاب في الجرح هي وجود مفرزات قيحية كريهة الرائحة لزجة القوام من الجرح. وقد لا تتمكن من مشاهدة هذا النز بشكل مباشر إذا كان الجرح مغطى، ولكن أحياناً يظهر الشاش المغطي للجرح مبللاً بسائل لزج أصفر اللون وتكون الرائحة الكريهة واضحة، مما يستدعي مراجعة الطبيب مباشرة.
كيف يعالج الالتهاب في الجرح؟
– إن المعالجة الرئيسية لأي التهاب في الجرح هي فتح الجرح بشكل فوري للسماح بخروج المفرزات القيحية المتجمعة تحت الجلد. قد يقوم الجراح بفتح جزء من الجرح أو يفتحه بشكل كامل حسب شدة الإصابة وطول الجرح. بعد فتح الجرح يقوم الجراح بتنظيفه بشكل جيد وتعقيمه، ثم يتركه مفتوحاً ويغطيه بضماد نظيف. تعتمد المعالجة اللاحقة على تغيير الضماد مرة أو مرتين يومياً، وينغلق الجرح بشكل عفوي، والذي قد يستغرق فترة تتراوح من أسبوعين حتى ثلاثة أسابيع.
ليس للمضادات الحيوية أي فعالية في معالجة التهاب الجرح، حتى أنها لا تستخدم في المعالجة في معظم الحالات، والمعالجة الرئيسية تعتمد على فتح الجرح وتنظيفه. وإذا تم تنظيف الجرح بشكل جيد وتأكد الجراح من أن الالتهاب يقتصر على منطقة الجرح فلا حاجة لأي معالجة بالمضادات الحيوية بعد ذلك. وتذكر أن تناول المضادات الحيوية دون داع قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل.
قد يعجبك ايضا