لقاءات/جمال الظاهري
تعاني محافظة حجة الحدودية من قبل جارة السوء ظروفاً قاسية جداً لم تشهدها هذه المحافظة على مدى التاريخ.. حيث أصبح سكان المديريات الحدودية تحديدا إما نازحين أو مشردين أو محاصرين..وشبح الموت يخيم على بيوتهم وطرقاتهم وأسواقهم في كل لحظة.
يعيشون حالة من الرعب والخوف الدائم نتيجة القصف, والقلق المتواصل على ذويهم ومن يعولون, تفشى فيهم الفقر واستحكمت الفاقة, وندر المعين, ومع ازدياد أعداد النازحين والمشردين تقل حصص الإغاثة التي تقدم لهم.
وبحسب مسؤولين بمحافظة حجة التقتهم (الثورة), أكدوا أن المديريات الحدودية تعيش حالة حرب حقيقية وأوضاعهم مأساوية تنذر بكارثة موت جماعي بطيء نتيجة الجوع, والحصار والمرض.
تفاصيل ما تعيشه مديريات حجة الحدودية وغيرها في سطور هذه اللقاءات:
* البداية كانت مع هلال الصوفي وكيل أول محافظة حجة الذي استهل حديثه عن أوضاع المحافظة في ضل العدوان حيث قال: الأوضاع في حجة بشكل عام متفاوتة من مكان إلى آخر، فالمديريات الحدودية تعيش حالة حرب حقيقية.. بل تتعرض لقصف متواصل وتشهد حالة نزوح وتهجير قسري للأهالي، فيما بقية المديريات أوضاعها أفضل إلى حد ما ولكنها ليست بعيدة عن الآثار التي ألحقها العدوان بالمديريات الحدودية.
وتابع: كما تعرفون المديريات الحدودية هي المديريات التي كانت المحافظة تعتمد عليها في نشاطها الاقتصادي، لوجود المنافذ البرية الحدودية فيها، والرافد الرئيسي للعائدات التي تخص السلطات المحلية، ومن أهم روافد الخزينة العامة للدولة، إلى جانب توفير الآلاف من فرص العمل لأبناء حجة وغيرهم من أبناء المحافظات الأخرى.
الوضع الأمني
وعن ارتفاع عدد النقاط الأمنية في الطرق والمداخل المؤدية إلى المدينة ومبررات ذلك قال: صحيح إنها كثيرة، ولكن الوضع الاستثنائي هو ما استدعى ذلك، وحين أقول لك إن محافظة حجة تعيش حالة أمنية مستقرة أفضل من غيرها تدرك أهمية الأمر، وما إن تنتهي الحرب ستنتهي كل هذه المظاهر وتعود الأمور إلى سابق عهدها.
التجاوب جيد
وفيما يخص حملة دعم البنك المركزي وتقييمهم لتجاوب أبناء حجة قال: التجاوب مع دعوة السيد عبدالملك قائد الثورة كبير، والإقبال على مكاتب البريد قياساً بالأوضاع الاقتصادية التي يعيشها أبناء حجة جيد وهناك لجان تعمل على توعية وحث الناس على الدعم، وفي هذا الجانب سيفيدكم الدكتور عبدالملك جحاف وكيل المحافظة – رئيس لجنة الدعم في المحافظة أكثر.
وأكد وكيل محافظة حجة أن جميع القوى والأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية وقبائل المحافظة يعيشون حالة من الانسجام الكامل، وجميعهم يقفون صفاً واحداً في وجه العدوان مدافعين عن الوطن، وقال: نحن في محافظة حجة جميعنا نقف في صف المدافعين عن الوطن.. كلهم في هذا الخندق قيادات الأحزاب والشخصيات الاجتماعية والمشايخ وأبناء المحافظة ومنذ بداية العدوان على تواصل مستمر ومتفقين جميعهم على تجنيب المحافظة أي خلافات، لذا – وكما قلت آنفاً – الوضع الأمني في المحافظة مستقر ورفد الجبهات بالمقاتلين متواصل، وجبهة ميدي وما سطره أبناء الجيش مع أبناء القبائل من ملاحم وصمود كبدت العدوان ومرتزقتهم الخسائر الكبيرة شاهد على هذا التلاحم.
أضرار العدوان
من جهته وصف خالد العبالي – مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة حجة الأوضاع الإنسانية بالمأساوية وقال: لا يخفى على الجميع بأن العدوان تسبب بأضرار مادية وبشرية ودمار للبنية التحتية في الكثير من المديريات التابعة لمحافظة حجة، الأمر الذي أدى إلى موجة نزوح داخلية كبيرة، وخاصة من المديريات الحدودية (ميدي وحرض) وغيرها.
لم يتوقف ضرر العدوان على إجبار الناس على النزوح والدمار الذي لحق ببيوتهم ومزارعهم فقط، بل أنه تسبب في تشريد الكثير من الأسر وفقدانهم لمصادر دخلهم التي كان اغلبها في المديريات التي شهدت عمليات النزوح.
80 ألف أسرة بلا مساعدات
وعن أعداد النازحين والجهات التي نزحوا إليها قال مدير الوحدة التنفيذية للنازحين: النزوح داخلي في إطار المحافظة نفسها، وبالنسبة لأعداد الأسر النازحة والمسجلة في سجلات النازحين الذين تم استيعابهم ويتلقون المساعدات الاغاثية (الغذائية) لدينا ما يقارب (142 ألف أسرة)، بينما لا يزال هناك قوائم قيد الانتظار، حوالي (80 ألف) أسرة لا تحصل على أي مساعدات، كون المساعدات فيما يخص المحافظة محدودة وتستهدف المديريات الأكثر تضرراً، فيما عدد المديريات في المحافظة (31) مديرية جميعها متضررة.
نزوح داخلي
وعن أماكن النزوح وعدد المخيمات الإيوائية قال: تتركز تجمعات النازحين والمخيمات في الأطراف المناطق المحايدة لبعض المديريات التي توجه إليها اغلب النازحين، في عبس واسلم ومستبا وخيران وحيران ومبين وفي مديريات أخرى، ولكن للأسف هذه المخيمات لم يتم الاعتراف بها واعتمادها بصورة رسمية.
وأضاف: أعددنا قاعدة بيانات على مستوى كل مديرية وأصبح لدينا إحصائية رقمية لكل مديرية، ومحدد فيها نوع المساعدات التي يتم تقديمها للنازحين سواء في المخيمات المعتمدة ومنها مخيم المزرق الذي تم استهدافه من قبل طيران العدوان أو التي لم يتم اعتمادها.
وتابع: للأسف الشديد هذه المخيمات لم يتم اعتمادها بشكل رسمي بحيث تتعامل معها منظمات الإغاثة الإنسانية، والسبب أن التحالف يرفض الاعتراف بأي منظمات وخاصة بعد أن قصف مخيم المزرق، وبالنتيجة فإنها لا تتلقى أي مساعدات ولا تتعاطى معها المنظمات الدولية.
تواجد المنظمات كبير ولكن
وعن الإجراءات التي قامت بها الوحدة التنفيذية في هذا الخصوص أكد الأخ العبالي بأن الوحدة التنفيذية تعمل بكل طاقتها لمواجهة الإشكاليات وتجاوز العراقيل وقال: بالنسبة للمواد الإيوائية أي الغذائية فما تقدمه المنظمات محدود جداً، وتلبية الاحتياجات صار صعباً كون الأضرار والنزوح على مستوى الجمهورية كما (يقولون)، وفيما يخص محافظتنا فإنها في أمس الحاجة للمساعدات الغذائية والإيوائية وعبركم نطالب الجهات المعنية والمراكز الرئيسية بالضغط ومطالبة المنظمات المانحة بتقديم المزيد من المساعدات والنزول الميداني للاطلاع على ما هو قائم والاطلاع على أوضاع المخيمات غير المعتمدة كي تعتمد رسمياً، وهنا أشير إلى التواجد الكبير للمنظمات ولكن أعمالها لا تتم بالطريقة الصحيحة، لأن ما تقدمه لا يغطي الاحتياج أو أن الدعم التي تتلقاه من الدول المانحة غير كاف.
ضغوط التحالف
وأرجع مدير الوحدة التنفيذية سبب عجز ونقص ما تقدمه المنظمات إلى أن الكمية التي تقدم لبرنامج الغذاء العالمي من قبل الدول المانحة غير كافية، وما تقدمه المنظمات الاغاثية قليل جداً ومع ذلك تتعرض للضغوط الكبيرة من قبل تحالف العدوان كي تترك عملها، ويرفض الاعتراف بالمخيمات الأخرى.
ويضيف مستعينا بالأرقام: المعتمد للمحافظة (65 ألف سلة غذائية)، في حين أن النازحين المقيدين لدينا ما يقارب (185 ألفاً إلى 190 ألفاً)، وهذا التقدير غير واقعي، هذا الأمر وأمام الفارق الكبير بين ما يقدم والاحتياج وأعداد المسجلين جعلنا نقسم المحافظة إلى قسمين (15 مديرية) تستلم شهر و (16 مديرية) تستلم الشهر الثاني، وبالتالي فإننا خالفنا آلية الغذاء العالمي التي تقول إن الصرف يتم شهرياً.
تقديم البيانات
ويختم العبالي بالحديث عن دور السلطات المحلية والوحدة التنفيذية المعنية بالنازحين قائلاً: دورنا يقتصر على توفير البيئة المناسبة للمنظمات العاملة، ونساعدهم في تقديم البيانات والسجلات، وتيسير عملية إيصال المعونات للمستهدفين.