شهاب الدين المحمدي –
ـــ الإسلام دين العزة والكرامة اعتز بأفراده ورباهم وكرمهم فلا إسلام بدون مثل وقيم ¡ فالإسلام مجموعة من المثل والقيم والأخلاق لقوله تعالى : « إن◌ِø الدين◌ِ عند الله الإسلام « آل عمران آية :19
ـــ فالإسلام خير مرب للبشرية جمعاء على الخير وعلى مائدة القرآن الكريم هذا الدستور الخالد الذي يصلح لكل زمان ومكان لأن الذي خلق الأنفس هو أعرف بعلاجها وما ينفعها وما يضرها وذلك لقوله تعالى : « ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين « البقرة آية :2 ¡ فبالقرآن الكريم رشد الضال وهداية الحائر وتقويم المعوج ¡ من حكم به عدل ومن تكلم به صدق ومن عمل به أجر ¡ فهو دين ودولة عقيدة وشريعة منهج وطريقة.
ـــ ولقد أوصانا ربنا بالعمل والعبادة وهما شيئان متلازمان لا يفترقان ومن محاسن الإسلام أنه طالب كل قادر على العمل الذي باستطاعته أن يؤديه ¡ ويجاهد عليه إشباعا◌ٍ لمطالبه الدنيوية وبما يأمره به دينه ويمليه عليه ضميره ¡ إذ لا فرق بين ذكر وأنثى وغني وفقير وذلك في حدود شريعة الله ¡ وجعل الدنيا مزرعة◌ٍ للآخرة وميدانا◌ٍ للعاملين يتسابق فيه أرباب الهمم العالية ¡ وأصحاب العزائم الصادقة ¡ وقرر الإسلام أن لكل نفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت قال تعالى : « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا◌ٍ يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا◌ٍ يره « الزلزلة آية : 7ـ8 وقال تعالى : « وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف ي◌ْرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى « النجم آية : 39 ـ 40 ـ 41
ـــ والإسلام قد حث على العمل في جميع المجالات وفي القول المأثور : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ) وكل عمل مثمر فيه عطاء وبناء لخير البشرية يعود بالنفع على النفس والمجتمع والأمة قال تعالى : « ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا◌ٍ ما تشكرون « الأعراف آية : 10 وقال تعالى « وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا « القصص آية : 77 أي نصيبك في الحلال من الرزق لأن العمل مصدر السعادة في الدارين وخاصة عندما يكون من الحلال وفي الحلال فالعمل الطيب يجعل يد الفرد عالية لقوله عليه الصلاة والسلام : (( اليد العليا خير◌َ من اليد السفلى )) وعندما وجد الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يد الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه خشنة من كثرة العمل قال له عليه الصلاة والسلام : ((هذه يد◌َ يحبها الله ورسوله )) هل رأيتم أعظم من هذا التكريم وهل سمعتم أبلغ من هذا الثناء رسول الله يقبل اليد العاملة ويعلن أنها يد◌َ يحبها الله ويبارك فيها ! وذلك بعكس البطالة تماما◌ٍ ¡ فإن البطالة ت◌ْورث الفقر والكسل وتجلب الهم والغم وتكسب المهانة والذل والضعف والاستكانة وارتكاب الجرائم والآثام والفواحش¡ وقد قيل أن اليد الفارغة تسارع للشر.
ـــ وختاما◌ٍ نقول: لنا في رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه القدوة والأسوة الحسنة فقد نشأ منذ نعومة أظفاره راعيا◌ٍ للغنم واشتغل بالتجارة والكسب الحلال والأمانة في عمله والصدق في قوله حتى لا يكون كالا◌ٍ على غيره وعبئا◌ٍ عليه وتحلى بخصال الخير في حياته وذلك سر نجاحه ¡ وفي الكسب الحلال والعمل الطيب نجاح الفرد والمجتمع والدولة والأمة والله ولي الهداية والتوفيق ¡¡¡
*مدير عام الإعلام والعلاقات والمؤتمرات بوزارة الأوقاف والإرشاد.