السيد عبدالملك الحوثي يدعو الشعب اليمني إلى النفير العام لمقارعة الغزو والاحتلال والانتقام من المجرمين
المسؤولية جسيمة والحساب عسير على كل المتنصلين والمفرطين
مجزرة القاعة الكبرى من أفظع جرائم العدوان السعودي ومحاولة الإنكار والتهرب من المسؤولية سابقة خطيرة
جميعنا معنيون بالتحرك لمواجهة العدوان بما تفرضه علينا قيمنا وواجبنا الديني والوطني
مخاطر الانهيار الاقتصادي كبيرة وعلى التجار مسؤولية إيداع أموالهم في البنوك
وجه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كلمة إلى الشعب اليمني بمناسبة ذكرى عاشوراء دعا فيها إلى النفير العام والتوجه إلى الجبهات لمقارعة الغزو والاحتلال والانتقام من المجرمين والأخذ بالثار من قتلة الأطفال والنساء
وأكد أن كل جريمة يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني ستكون حافزاً إضافياً إلى التحرك المسؤول للتصدي لهذا العدوان على كل المستويات.
وفيما يلي نص الكلمة: :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أنّ لا إلهَ إلا الله الملكُ الحقُ المبين..، وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُه ورسولُهُ ، خاتم النبيين ، اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما صليتَ وباركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد..، و ارضَ اللهمَ برضاكَ عن أصحابه الأخيار المُنتجبين ، وعن سائر عبادك الصالحين .
أيها الإخوة والأخوات:
شعبنا اليمني المسلم العزيز:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَا للهِ و إنَا اليه راجعون ، ولا حول ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعمَ المولى ونعم النصير .
بمناسبة عزاء ، مناسبةٌ إنسانيةٌ ، هذه المناسبة كانت في مدينة صنعاء ، في القاعة الكبرى ، بمناسبة عزاء ، بوفاة شخصية مرموقة من بيت الرويشان ، ووالد وزير الداخلية الأستاذ / جلال الرويشان ..، بيت الرويشان من قبائل خولان الطيال ، خولان الأُباة ، الأعزاء ، في هذه المناسبة الإنسانية اجتمع المئاتُ من أبناء هذا الشعب ، على رأسهم الكثيرُ من المسئولين الرسميين ، والشخصيات المرموقة ، ورجالٌ كُثْرٌ من قبيلة خولان ، كذلك ، ومن مناطق متعددة ، الكلُّ اجتمعوا في هذه القاعة ، في هذه المناسبة الإنسانية التي يتفاعل معها شعبنا اليمني – بحكم قيمه ، بحكم إنسانيته ، بحكم أخلاقه – ، وأثناء الاجتماع في هذه القاعة ، وحوالي الساعة الثالثة وعشرين دقيقة عصراً شنَّت طائراتُ العدوان الأمريكي السعودي غارةً جويةً على هذا الاجتماع ، في هذه المناسبة الانسانية ، على هذا التجمع الذي يضم المئات من أبناء هذا الشعب ، شَنّت عليهم غارة ، وألقتْ عليهم بما يقارب أربع قنابل كبيرة ، مدمرة ، وقاتلة ، وفتاكة ، لتحول هذه المناسبة إلى مأتم كبير ، وإلى مناسبة عزاء لكل شعبنا اليمني المسلم.
هذه الفاجعة التي أتت في وَضَح النهار ، في وسط العاصمة صنعاء ، في أمانة العاصمة ، في مدينة صنعاء ، هذه الفاجعة الكبيرة في وَضَحِ النهار ، في اجتماع كبير ، في مناسبة كبيرة ، فيها حضورٌ رسميٌّ وشعبيٌّ ، هذه كانت فاجعة كبيرة ومأساةً كبيرةً ، وواحدةً من أفظع الجرائم التي ارتكبها العدوان الامريكي السعودي بحق شعبنا اليمني المسلم العزيز .
في البداية نحن نتقدم إلى كل أسر الشهداء بالعزاء والمواساة ، ونسأل اللهَ سبحانه وتعالى أن يشفيَ الجرحى ، ويشفيَ كلَّ الجرحى في هذا البلد ، من أبناء هذا الشعب المظلوم ، المسلم ، العزيز..،
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر شعبنا ، وأن ينتقم من أولئك الظالمين المجرمين ، المستكبرين ، الطغاة.
سلسلة طويلة من الجرائم عادةً يتعاطون معها ، ويتحدثون عنها بالتباهي والامتداح والافتخار أحياناً ، والتبرير والتسويغ أحياناً ، ولكن الى درجة الإنكار التام ومحاولة النفي المطلق والتهرب الكامل من الجريمة : هذه سابقة غريبة بالنسبة لهم . ولكن كما قلت: السبب الرئيس هو التحرج من جانب الأمريكي.. سنأتي إلى هذا.
وأمام هذه الجريمة ، وأمام هذا الواقع الذي يعاني منه شعبنا منذ بداية العدوان ، مِنَ المهم أن نتحدث عن بعض النقاط انطلاقا من طبيعة هذه الجريمة.،
هذه الجريمة الفظيعة – بكل ما تعنيه الكلمة – وصلت في مستوى فظاعتها وبشاعتها وسوئها الى درجة التحرج الذي أصاب الأمريكي بالدرجة الأولى ، مما أثّرَ على عملائه ، على أياديه الإجرامية القذرة ، على المنافقين الذين جعل منهم أداةً لاستهداف هذا البلد ، واستهداف المنطقة بكلها.
في الواقع لم يكن النظام السعودي أبداً ليتحرج هو ، ولا عملاؤه المحليون – الذين يقاتلون معه – مع الأمريكي – ممن خانوا بلدهم ، وخانوا شعبهم – لم يكونوا أولئك ليتحرجوا من مثل هذه الجريمة ، لأنه ليست لديهم الاعتبارات التي لدى الأمريكي..، وهم بعد الجريمة مباشرةً بدأوا بالتباهي بها ، وبالافتخار بها ، وعَدَّها ضربةً قاضيةً حسب زعمهم..، وكذلك التبرير لها كالعادة.
سلسلة طويلة من الجرائم عادةً يتعاطون معها ، ويتحدثون عنها بالتباهي والامتداح والافتخار أحياناً ، والتبرير والتسويغ أحياناً ، ولكن إلى درجة الإنكار التام ومحاولة النفي المطلق والتهرب الكامل من الجريمة : هذه سابقة غريبة بالنسبة لهم . ولكن كما قلت: السبب الرئيس هو التحرج من جانب الأمريكي.. سنأتي إلى هذا.
النظام السعودي بإشراف أمريكي ارتكب ابشع الجرائم بحق المسالمين بحق الناس في المناسبات والأسواق والمساجد والطرقات واعتبرهم هدفاً دسماً
النظام السعودي – بإشراف أمريكي – ارتكب – من أول ضربة في عدوانه على بلدانا وعلى شعبنا – أبشع الجرائم بحق المدنيين ، بحق المسالمين ، بحق الناس – ليس في جبهات القتال ، وليس في المعسكرات ، وليس ضمن أهداف عسكرية -، بحق الناس في البيوت ، في الأعراس ، في الأسواق ، في المساجد ، في المستشفيات ، بحق الناس وهم في المدن والقرى والمناطق ، حتى في الطرقات استهدف الجميع ، وكانت بالنسبة لهم أهدافاً دسمةً ، وعادةً ما يعلّقُ الطيارون بعد القصف بهذا التعبير .، إذا هو ضرب واستهدف تجمعاً بشرياً في سوقٍ ، في مسجدٍ ، أو في مدرسةٍ ، أو في مستشفى ، أو في قاعة ، في زفاف ، أو في عزاء ، في أي مناسبة هو يستخدم عبارة ” الهدف دسم ” ، دسم ، لأن المطلوب أن يكون هناك تجمعات بشرية حتى لو كانوا أطفالاً ونساءً ، أو كان تجمعاً إنسانياً لمناسبة إنسانية ، أو أي اعتبارٍ كان ، المطلوب بالنسبة لهم قتل أكبر قدر ممكن من الناس ، وحينها يعتبرون الهدف دَسِماً – بهذا الاعتبار – و مُهِمًّا ، بهذا الاعتبار.
الجرئم الكثيرة التي ارتكبوها بحق شعبنا ومشهورةٌ على مستوى الكثير من الأسواق ، منها سوق “مستبأ” ، منها سوق “حيدان” ، منها سوق الخميس بـ”مران” ، منها سوق “عِذَر” ، منها أسواق كثيرة جداً في هذا البلد ، في تعز ، في لحج ، مناطق متعددة ، منها كذلك مناسبات أعراس في ذمار ، وفي البيضاء ، وفي مناطق متعددة ، منها كذلك مناسبات عزاء في أماكن كثيرة .، لا يسعنا الحالُ لأن نأتي إلى سرد الوقائع والأحداث والجرائم تلك..، يمكن هذا في وسائل الإعلام ، يمكن أيضاً في مناسبات ، في ظل مؤتمرات صحفية – أو ما شاكل – وندوات ، يمكن أن تسرد الكثير والكثير من هذه الجرائم الفظيعة .
النظام السعودي يحاول أن يجعل من المجتمع اليمني في كل مناسباته ، و في كل مواطنه هدفاً لقنابله الأمريكية
ولكن يهمنا هنا الإشارة إلى أنه اعتاد على ارتكاب الجرائم الجماعية ، جرائم الإبادة الجماعية ، جرائم الحرب ، مُحَاوَلةُ إبادة أكبر قدر ممكن من الرجال والنساء ، والكبار والصغار ، وأن يجعل من المجتمع اليمني في كل مناسباته ، و في كل مواطنه هدفاً لقنابله الأمريكية ، التي قدمتها أمريكا ، وهَدَفَتْ أمريكا بتقديمها إلى أن يُقْتَلَ بها الشعب اليمني ، و أن يُستهدفَ بها الشعب اليمني..، فهذه الجريمة ليست غريبة على هذا النظام المتوحش ، قرن الشيطان..، ليست غريبة عليه ، لا بحكم ما ينتمي إليه من مبادئ ظالمة ، ومن ممارسات وحشية ، ومن إفلاس أخلاقي وإنساني..، جانب مفلس ، طرف مفلس يصارعنا ، يعتدي علينا ، يشتغل كأداة للأمريكي ، و بِيَدِ الأمريكي ، يشتغل بكل إخلاص لهم ، ويتودد إليهم بذلك ، ويحاول أن يتكبر بذلك ، أن يكون كبيراً ووكيلاً حصرياً لهم في المنطقة ، هذا الإفلاس – الأخلاقي ، والإنساني ، والقيمي – جعله متوحشاً إلى درجة أن لا يكون لديه استثناءات في جرائمه ، ولا حرج ، ولا حرج ..، فالحرج تجاه هذه الجريمة لم يكن أبداً سعوديا ، ولا للعملاء المحليين ، إنما كان حَرَجاً أمريكياً .
الطائرات التي تُغِيرُ ، والقنابل التي تَضرِبُ – وتَفتِك وتُدَمّر في هذا البلد ، و تقتل ابناء هذا الشعب – أمريكية
الأمريكي بالرغم من دوره الواضح والصريح والمعلن في الإشراف على هذا الإعلان ، في أن هذا العدوان أُعلِن من واشنطن ، أُعلِن من واشنطن قبل أن يُعلَن من الرياض ، في أن كل الوسائل والأدوات العسكرية الفتاكة أمريكية ، في أن الاشراف والإدارة والتخطيط في هذا العدوان أمريكي ، في أن عملية الرصد للأهداف وتحديد الأهداف عملية أمريكية ، في أن الطائرات التي تُغِيرُ ، والقنابل التي تَضرِبُ – وتَفتِك وتُدَمّر في هذا البلد ، و تقتل أبناء هذا الشعب – أمريكية ، ولا تضربُ إلا حيث يأذن الأمريكي ، وحيث يريد الأمريكي ، وحيث يُرَخّصُ الأمريكي..، أمرٌ محسومٌ منذ لحظة الشراء ، ومنذ لحظة التقديم لها..،
الأمريكي يحاول أن يقدم نفسه وكأنه طرفٌ محايد هناك ، ويحاول بكل جهد أن لا ترتدّ عليه الجرائم الوحشية
الأمريكي بالرغم من إعلانه المتكرر – في مناسبات ومقامات على كل مستوى بالنسبة لمسئوليه – من تبنيه الصريح لهذا العدوان ، ودعمه الواضح لهذا العدوان ، وإشرافه المباشر على هذا العدوان ، إلا أنه – بالرغم من كل ذلك – يحاول أن يقدم نفسه وكأنه طرفٌ محايد هناك ، ويحاول بكل جهد أن لا ترتدّ عليه الجرائم الفظيعة الوحشية التي هي بضوء أخضر منه ، التي هي بسلاحه ، بقنابله ، بحمايته السياسية ، بحمايته في مجلس الأمن ، وفي الأمم المتحدة ، ولدى المنظمات الدولية التي تعنى كما يُزْعَم بحقوق الإنسان.
الدور الأمريكي الرئيسي في هذا العدوان ، والمحوري في هذا العدوان ، والأساسي في هذا العدوان ، والذي به تم هذا العدوان ويتم ، وبه استمر هذا العدوان ويستمر ، وبه يحدث كل ما يحدث في هذا العدوان ، يحاول مع كل ذلك أن يغطي على نفسه ، وأن لا ترتبط به وبسجله هذه الجرائم الفظيعة جداً ، التي تمثل لعنةً تاريخية وصفحة سوداء عليه ، وعلى عملائه ، فلذلك يحاول أن يراوغ ، يحاول أن يبعدها عن نفسه ، يتحرج ، باعتبار هذه الجريمة الأخيرة في القاعة الكبرى جريمة فضيعة جداً ، وأكثر فظاعةً ووحشيةً من سابقاتها ، يحاول أن يتنصل عنها ، ويحاول أن لا تُلْصقَ به تبعاتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية ، يحاول أن يبعدها عن نفسه ، هنا نظرا للحرج الأمريكي لاعتبارات حتى أمام شعبه هناك ، وفي الانتخابات ، وغير ذلك ، هنا اضطر السعودي قرن الشيطان إلى أن يتحرج نظراً للحرج الأمريكي ، وإلا ما كان تحرج ، واضطرت أياديهم من الخونة والمجرمين والبائعين – والبائعين لشعبهم ، لإخوتهم ، لأبناء جلدتهم ، لأبناء مناطقهم – اضطروا كذلك – أن يحاولوا التنصل بشكل أو بآخر ..،
هناك الدلائل القاطعة والواضحة ، حتى على المستوى الفني لدينا كل الأدلة اللازمة التي تثبت على نحو قاطع الارتكاب لهذه الجريمة بواسطة الطيران
ولكن : هل يمكن بكل هذه البساطة التنصل عن جريمة فظيعة بهذا المستوى؟ وعلى هذا النحو ، بهذا الشكل..!! لا يمكن..، هذه الجريمة ليست جريمة غامضة ولا خفية، ليست إبرة سقطت في القش ، ولا هي جريمة خفية وغامضة ، ليست جريمة اغتيال خفية بمسدسٍ كاتمِ صوت لبدويِّ قابعٍ في وادٍ سحيق لا أحد يسمع ولا أحد يرى في ظلمة الليل المعتمة ، ليست كذلك ، هذه جريمة مشهودة ، واضحة ، كبيرة ، وسط صنعاء ، في وَضَحِ النهار ، في مناسبة جماعية ، مناسبة مشهودة ، وفيها حضور رسمي وشعبي ، والطيران يُغِيرُ ويقصف ، والقصفُ يُوثّق بالكاميرات ، قصف طائرات بشكل واضح ، بكل تفاصيله ، بكل جوه ، وهناك الدلائل القاطعة والواضحة ، حتى على المستوى الفني لدينا كل الأدلة اللازمة التي تثبت على نحو قاطع الارتكاب لهذه الجريمة بواسطة الطيران – على نحو متعمد – للصالة نفسها ، وتقديمها واعتبارها هدفاً دسماً ، هذه جريمة واضحة ، ملموسة ، مشهودة في وضح النهار ، وليست في قرية نائية أو في واد بعيد سحيق على بدوي مختف في عتمة الليل..، لا..، في وضح النهار ، لا يمكن أبداً – إلا من باب الاستهتار ، من باب الاستهتار ، من باب الجحود ، من باب السفسطائية – أن يأتي الطرف المعتدي ليقول: ( هذا الشيء ، هناك ، جريمة أخرى أنا لا صلة لي بها ) ، هذا استهتار ، وهذا استخفاف بالحقيقة ، الحقيقة الواضحة وضوح الليل والنهار ، وضوح الشمس والقمر ، وضوحاً لا غبار عليه ، ولن يجديَ ذلك لأنها ثابتة ، ثابتة بكل الاعتبارات ، هم في البداية تباهوا بها ، والبعض برروا لها ، وفي الأخير ، في وقت متأخر عندما لاحظوا أنها لا تفيدهم بقدر ما تؤثر عليهم ، ولاحظوا الحرج الأمريكي ، حينها بدأوا يحاولون بتسريبات وتصريحات بعيدة – بعيدة من هنا وهناك – التنصل عن هذه الجريمة ، هذه جريمتكم – ولو أنها الأفظع – هي أيضاً ضمن سلسلة من الجرائم منذ أول غارة جوية نفذتموها عدواناً وجوراً وطغياناً وتكبراً على هذا الشعب المسلم المسالم العزيز.
دلالات الجريمة على مستوى العملاء الخونة وعلى مستوى قرن الشيطان
ولهذه الجريمة الواضحة الثابتة ، دلالاتها المهمة ، بمستوى ما هي عليه من فظاعة ، من وحشية ، من إجرام ، لها دلالاتها المهمة ، كما لكل الجرائم السابقة نفس الدلالات .
و أول ما نستعرض في هذه الدلالات ما يتعلق بالعملاء والخونة من ابناء هذا البلد..، ما أسوأهم ، ما أخزاهم ، ما أشنع ما هم عليه من خيانة.
حينما يأتي أولئك المعتدون ، وهم يرتكبون هذه الجرائم الفظيعة الوحشية ، البشعة للغاية ، التي يستحي ويُحرج الأمريكي – وهو الأمريكي الذي لا أجرم منه في الدنيا- يحرج – منها ، يتحرّج منها ، ويشعر بخزيها ، وعارها ، و شنارها ، فيما أنتم تباهيتم بالكثير الكثير من الجرائم ، فيما أنتم كنتم دائماً إلى صف المعتدي على بلدكم ، أين غيرتكم؟ ، أين حميتكم؟ ، أين شرفكم؟ ، أين انتماؤكم؟ ، أين هويتكم؟ ، كيف ارتضيتم لأنفسكم أن تكونوا في صف النّفاق؟ ، كيف لم تحترموا هوية بلدكم!..، الإيمان يمان والحكمة يمانية..، فانسلختم عن صف هذا الشعب المسلم الى صف النفاق ، تحت عباءة قرن الشيطان ، تحت ظل العبودية والعمالة لأمريكا وإسرائيل ، كيف ارتضيتم لأنفسكم أن تكونوا على هذا النحو؟َ!.. وحينها لم يبق لديكم أي شرف ، و لا أي ضمير ، و لا أي إحساس إنساني ، يُقتلُ أبناء بلدكم ، والكثير منهم حتى ممن ليسوا مصنّفين ضمن أنصارالله ، إذا كانت خصومتكم مع أنصار الله هي التي دفعتكم إلى أن تكونوا حتى مع الشيطان ، و حتى مع قرنه ، وحتى مع عملائه و أوليائه ، لكن الكثير الكثير يُقتلون من أبناء هذا الشعب ، حتى من المكونات الأخرى ، من المناطق المتنوعة والمتعددة ، من أبناء المذاهب المتعددة ، من أبناء التيارات والتوجهات السياسية والثقافية والاجتماعية المتنوعة ، الكل يُستهدف…،
الأطفال والنساء الذين يفترض أن لا يُعتبر الموقفُ من استهدافهم خاضعاً لأي اعتبارات سياسية ، ولا لأي اعتبارات أخرى ، أن يكون الحس إنسانيا خالصاً مما يعانونه ، الآلاف قُتلوا منهم ، فيما أنتم تبررون ، تطبلون ، تبتهجون وعلى نحو قذر.
عملاء العدوان الخونة أمام امتحان جديد إذا تبقى فيهم ذرة من كرامة
أنتم اليوم أمام امتحان جديد ، هذه الجريمة ، وهذا المستوى الفظيع والبشع ، وكان الكثير من ضحاياها شخصيات بارزة ووطنية ومرموقة ، والبعض لها تاريخ ، ولها أيضاً دور نشط في الإطار التصالحي ، الأستاذ الشهيد / عبدالقادر هلال ، هذا الرجل كان له نشاط تصالحي كبير جداً على مستوى الداخل ، و كان له سعي متواصل في كل المراحل الماضية في المساهمة لإحلال السلام والاستقرار والوئام بين ابناء الشعب ، حتى هو كان ضحيةً لهذا الاعتداء الغاشم ، والكثير الكثير من الشخصيات الذين استشهدوا في هذا العدوان.
أنتم اليوم إذا كنتم جادين ، ولديكم ذرة واحدة بقيت – إن كانت بقيت – إما من الإنسانية ، إما من الهوية الوطنية ، إما من الانتماء الإنساني والإسلامي والوطني والقبلي ، وكل الانتماءات التي تربطكم بهذا البلد ، إن بقي لديكم ذرة واحدة ، كونوا شرفاء ، واحرصوا وأعلنوا موقفاً حاسماً لا يجعل منكم أنتم غطاءً لكل هذه الجرائم ، ويجعل منكم أنتم القناع واللحاف الذي يختفي خلفه قرن الشيطان تجاه الكثير والكثير من جرائمه ، كونوا كرماء لمرة واحدة ، شرفاء لمرة واحدة ، إنسانيين لمرة واحدة ، و إلا فما بعد ذلك إلا أن يكون لكم الخزي الأبدي ، والمساءة والعار الذي لانهاية له في الدنيا والآخرة ، ماذا تنتظرون بعد كل هذا ، ألا يؤنبكم ضميركم؟!! ، ألا تتحرك فيكم و لو القليل من النخوة والحمية والشهامة أن الأجانب يقتلون أبناء بلدكم بهذه الوحشية من مختلف المكونات وانتماءات الناس في بلدكم وشعبكم .
النظام السعودي منذ بدايته ومراحل تاريخه تطبّع على الإجرام
أما ما تكشفه هذه الجرائم الوحشية تجاه النظام السعودي الذي تولى كِبْرَ هذا العدوان ، تجاه قرن الشيطان الذي ينطبق عليه هذه الاسم بكل ما تعنيه الكلمة ، فمن الواضح أنه منذ بدايته أصلاً ، منذ مراحل تاريخه هو تطبع بالإجرام ، واستمر على الإجرام ، واستساغ الإجرام ، لربما في واقع الحال يعتبرها بطولة يعتبرها إنجازاً ، يعتبرها شيئاً مهماً في رصيده الأسود الإجرامي..، هل لديه إلا هذا الكثير والكثير من هذا النوع من الجرائم ، القتل ، والفتن ، الاستهداف للناس بغير حق ، الاستعانة بمن هبَ ودبَ في عدوانه ، واستغلال الثروة التي كان يمكنها أن تشكّل بالنسبة للشعب في الجزيرة العربية – أن تشكَل بالنسبة له اقتصاداً قوياً و حقيقياً بدلاً من أن تذهبوا به نحو الوضع الاقتصادي المتردي ، نحو المعاناة على المستوى الاقتصادي – ولديه ثروة هائلة جداً – فإذا بكم تلحقونه ببقية الشعوب التي تعاني من وضعها الاقتصادي المتردي.
كان بالإمكان لهذه الثروة أن تمثل إسهاماً صالحاً ومفيداً ونافعاً في العالم الاسلامي ، أن تدعموا بها شعبَ فلسطين المسلم ، السُّنَي ، في مواجهة العدو الاسرائيلي ، أن تفيدوا بها شعوب المنطقة إذا كنتم تريدون نفوذاً بوجهٍ صالحٍ ، بيد الخير ، لا بيد السوء والبطش والجبروت والعدوان ، ولكنّه التكبر ، ولكنّه الغرور ، ولكنه الضلال ، ولكنّه الباطل ، ولكنّه النفاق ، ولكنّه الإفلاس الكامل من الإنسانية ، من الأخلاق الدينية ، والأخلاق والمبادئ الفطرية أيضا هو الذي جعلكم على هذا النحو..، لا ترون أنفسكم كباراً إلا بقدر ما تكبر جرائمكم ، بقدر ما تكون وحشيةً وفظيعةً ، فإذا قتلتم الكثير والكثير من الأطفال والنساء فزدتم بذلك إجراماً على فرعون اعتبرتم أنفسكم شيئاً – منذ أن صرتم على نحوٍ أكثرَ وحشيةً وإجرامية – شيئاً – مُهِمّاً في المنطقة ..، هذا هو حالكم ، هذا هو دليل على خستكم ، على سوئكم ، على إجرامكم ، على طغيانكم ، على حقيقتكم .
الطريقة الامثل لمعرفة النظام السعودي على حقيقته
من يريد أن يعرف النظام السعودي على حقيقته فلينظر ماذا يفعل ، ولا يسمع ما يقول ، ينظر ماذا يفعل ، كيف يتصرف ، ما هي جرائمه ، كيف ينطبق عليه قول الله سبحانه وتعالى : ( وَإِذَا تَوَلَّى? سَعَى? فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) الآية 205 من سورة البقرة ..، هذا هو النظام السعودي ، قرن الشيطان ، يفسد في الأرض ، يفسد حياة البشرية ، يهلك الحرث والنسل ، يرتكب أبشع وأفظع الجرائم ، يستبيح حياة الإنسانية..، لا كرامة عنده للبشر ولا لحياتهم ، ولا للشعوب ولا لاستقلالهم..،لا..
الأمريكي يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير
أما الأمريكي فهو رأس هذا الإجرام بكله ، هو عقله المدبر ، والمخطط ، والمقرر ، والمشرف المدير بكل تفاصيله ، ولولا – هذه حتمية ومؤكدة – لولا الدور الأمريكي في هذا العدوان لما كان أصلاً ، أيُّ ملك سعودي أو أمير سعودي ما كان ليجرؤ أبداً على مثل هذا العدوان ، وعلى مثل هذا الإجرام ، وعلى كل تفاصيل الجرائم التي يرتكبها بحق هذا الشعب إلا بإذنٍ أمريكي ، وتوجيه أمريكي ، ورغبة أمريكية ، ولو أن الأمريكي سيستفيد منها أيضاً – فيما بعد – حتى ضد النظام السعودي ، لأنه كالشيطان (إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) الآية 6 من سورة فاطر..، وهم حزبه ، حزبه ، لا يحمل تجاههم إرادة الخير ، الأمريكي كذلك حتى مع عملائه الذين يفعلون في سبيله كل شيء ، ودنسوا أنفسهم بهذا الخزي ، وبهذا العار ، وبهذه الجرائم الفظيعة التي لا نظير لها ، إلى هذا المستوى وصلوا من أجله ، ولكن حتى هذا لا يرضيه عنهم ، في النهاية حينما يأتي اليوم الذي يرى فيه استغلال كل ذلك عليهم مصلحةً له لن يتردد في استغلاله .
جرائم العدوان فضيحة ولعنة تلحق بالدول الأوروبية الزاعمة لحقوق الإنسان والمتواطئة مع العدوان
المجتمع الدولي ونعني الغرب بالدرجة الأولى الدول الأوروبية وغيرها ، المجتمع ذلك ، أو تلك الدول والحكومات هي نفسها حاولت أن تستفيد من هذا العدوان لبيع السلاح ، ولكسب المزيد من الأموال من خلال الاستغلال على كل المستويات ، سياسياً ، اقتصادياً ، إعلامياً ، على كل المستويات ..، وبالتالي ليس متوقعاً من مجتمع الاستكبار ، من الدول المستكبرة ، المنسلخة تماما من القيم الإنسانية مع كل ما تنادي به عن حقوق الإنسان ، أين هي حقوق الإنسان؟!! ، كل هذه الجرائم منذ بداية العدوان وحتى جريمة الأمس هي لعنة عليكم وفضيحة لكم ، هي شاهدٌ كبيرٌ بصوته المسموع العالي وبصورته الحقيقية الكبيرة والواضحة جداً ، ملأ سمع الدنيا وبصرها ، شاهدٌ كبير على دحض مزاعمكم وتقولاتكم وادعاءاتكم ، وأنّكم إنما تخادعون بها الشعوب إنما تحاولون أن تستغلوها سياسيا حينما تريدون ذلك تجاه طرف هنا أو طرف هناك ، وإلا فبرعايتكم ، وبدعمكم ، وبمساندتكم يتم كل ذلك بحق شعبنا اليمني المسلم المظلوم.
المتواطئون في العالم العربي.. أمام لحظة تاريخية حاسمة
أقول أيضا لكل المتواطئين مع هذا العدوان في عالمنا العربي والإسلامي : اليوم أنتم كذلك ، إذا كان الأمريكي قد بدا متحرجاً تحرجوا ، على الأقل تحرجوا بتحرج الأمريكي ، لا تكونوا أسوأ منه ، ليكون لكم صوت وموقف تجاه هذا العدوان ، و إلا فإنكم في لحظةٍ تاريخيةٍ توثّقون بها للأجيال القادمة كيف كنتم متواطئين على أو مع أبشع الجرائم في المنطقة ، و كنتم وحشيين ، كنتم لا إنسانيين ، لا إنسانية فيكم ، دعكم عن بقية القيم الدينية ، وعن المبادئ ، لا شيء ، إفلاس حتى على المستوى الإنساني.
المنطقة العربية في مرحلة حاسمة يتحدد فيها مصير الإنسان
وأقول لكل المترددين والصامتين : إن الله سبحانه وتعالى رقيبٌ على كل عباده ، الأحداث لم يعد فيها التباس ، لا والله ، لا التباس فيها ، حجمها كبير ، و واضح ، و بيّن ، لا غموض ، و لا لبس ، هل هناك شُبَهة في مثل هذه الجرائم البشعة!!..، إذا كان فيها شبهةٌ فكل الأحداث في الدنيا مشتبهة..، لا..، أمر واضح ، مرة واحدة أدنتم وكان لكم موقف مسئول تجاه ما يحدث من جرائم حتى بحق الأطفال والنساء ، لا يمكن أن يُبرر قتل الأطفال والنساء ، لا يمكن أن يُبرر قتل هؤلاء المدنيين والتجمعات السلمية والمناسبات السلمية ، لا يمكن أن يُبرر بأي شيء أبداً ، مع أن هذا العدوان بكله غير مبرر ، وهو عدوان ظالم بغير حقٍّ ولا أي مبرر شرعي أبداً ، ولكن كلٌّ بحسب نفسه ما بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، و ما بينه وبين التاريخ ، المنطقة كلها تمر بلحظة تاريخية ، بمرحلة مهمة جداً يتحدد فيها مصير الإنسان على كل المستويات ، حتى المستوى الإنساني ، وحتى المستوى الإسلامي ، و القيمي ، و الأخلاقي ، و الديني ، فاحسبوا حسابكم بأنفسكم .
أولويات الأحرار اليمنيين ، والفراغ الذي جعل دور البعض هامشياً
ثم نتوجه إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز ، شعبنا الذي يعاني من كل هذا الظلم ، من كل هذا الاضطهاد ، من هذه الجرائم المروعة ، شعبنا الذي يُقتَل رجالُه ونساؤه وصغاره وكباره ، ويُستهدف في كل قريةٍ ، في كل مدينة ، يُستهدف الجميع بلا استثناء بالقتل ، بالذبح ، بالإبادة ، بالحصار ، بالتجويع ، بكل وسائل الإضرار والأذى.
هذا الشعب المظلوم والمستهدف بكل هذه الوحشية ، بكل هذه الاستباحة ، بكل هذه الاستهانة ، بكل هذا الإجرام ، بكل هذا الطغيان : ما هي مسئوليتنا؟..
اليوم نحن نُقتل ، رجالنا يُقتلون ، نساؤنا يُقتلن بغير حق ، كبارنا ، صغارنا ، إذا بقي فينا شرف ، إذا بقي فينا حرية ، إذا بقي فينا كرامة ، إذا بقي فينا حمية ، إذا بقي في قبائلنا قَبْيَلة ورجولة ، هل يكون لنا موقف إلا التحرك الجاد لمواجهة هذا العدو؟ ، هذا المعتدي ، هذا المجرم ، هذا الباغي.
اليوم يقف الأحرار وقفة الصدق ، وقفة الحق ، وقفة الشموخ ، وقفة العز ، يقاتلون في جبهات القتال ، رجال الرجال ، الأحرار الأُباةُ هم اليوم في الميدان ، والكل أيضاً من كل الشرفاء والأحرار الذين يُحسُّون بمسئوليتهم ، إما إنسانياً لأنهم لا يزالون بفطرتهم الإنسانية ، وإما دينياً بحكم انتمائهم الديني بما يفرضه عليهم ، بالمبادئ والقيم ، مع الإنسان أيضاً ، الكل لهم موقفٌ ، الأحرار ، الأحرار حقاً ، الأحرار صدقاً ، كل أولويتهم ، كل أولوياتهم ، وكل اهتماماتهم انصبت في مواجهة هذا الطغيان وهذا العدوان وهذا الإجرام ، أما البعض فبما لديهم من قَدْرٍ في الفراغ ، بقدر فراغ قيمهم ، بقدر النقص في إيمانهم أو في إنسانيتهم ، فلا يزال دورهم في مواجهة هذا العدوان هو الدور الهامشي ، لا يزال هو الدور الهامشي وليس الدور الرئيسي ، وليس التوجه الأساسي.
البعض – على المستوى الإعلامي ، على المستوى السياسي ، على المستوى الإنساني ، على مستوى الميدان – قد يكون له دور لكنه محدود.
نحن اليوم بعد هذه الجريمة ، بعد كل الجرائم التي قد مضت ، ويكفينا والله – حتى لو لم نستذكر مسئوليتنا الدينية – بالفطرة الإنسانية – حتى بها – ، لو عدنا إلى فطرتنا واستذكرنا كلما يحدث ، وما قد وصل إليه الحال في مستوى إجرامهم واستهدافهم – على كل المستويات – لنا كشعب يمني بمختلف مكوناتنا وفئاتنا ، إنه والله لكافٍ في أن نتحرك بجدية ، وإلا ما الذي ينتظره البعض؟!.. المتقاعسون ، المترددون ، أو الذين يتحركون ببطء ، أو الذين لم يجعلوا الموقف إلا الموقف الهامشي والمحدود ، ما الذي ينتظرونه ؟!! بعد كل الذي قد حدث ويحدث..،
شعبنا اليوم يُحَارب بكل المستويات ، يستباح ، لأن أمريكا قد أذنت لهم وهي عندهم آلهتهم
شعبنا اليوم يُحَارب بكل المستويات ، يستباح ، لأن أمريكا قد أذنت لهم وهي عندهم آلهتهم ، حرامها هو الحرام ، وحلالها هو الحلال ، وتشريعها هو التشريع ، وما أذنت لهم به يُفعل ، ولو خالفوا به الله وشرع الله ودين الله وفطرة الله التي فطر عباده عليها..، لا..، المهم عندهم أمريكا ، ما تأذن به ، أو توجه به ، أو يرون فيه الرضى لها يعملون به حتى لو كان أفظع ما يمكن أن يكون وأسوأ ما يمكن أن يكون.
دعوة السيد القائد لقبائل خولان الطيال وقبائل سنحان وكافة قبائل اليمن الأحرار
اليوم أتوجه بكلامي إلى الأحرار الشرفاء في قبائل خولان الطيال ، والمناسبة كانت مناسبتهم ، أتوجه إليهم وأقول: لن أحدد لكم ما تفعلون..، لكني سأقول لكم وبحكم ما نعرف عنكم من قَبْيَلة ، من رجولة ، من شهامة ، وأنكم من الأحرار والأباة من قبائل اليمن : كونوا عند مستوى ما تفرضه عليكم مسئوليتكم الدينية أمام الله ، ومسئوليتكم الوطنية تجاه وطنكم ، ومسئوليتكم القبلية ، يا قبائل يا أحرار.
أقول كذلك لقبيلة سنحان ، أقول كذلك لكل القبائل التي سقط منها شهداء وجرحى بالأمس : ومعكم كل الشعب اليمني ، كل الأحرار في هذا البلد هم إلى جانبكم ، كل المظلومين في هذا البلد – والجميع مظلوم – هم إلى جانبكم .
اليوم نحن معنيون أن نكون كما عليه الحال بالنسبة لكل الأحرار الأباة الذين هم اليوم في ميدان القتال ، والذين هم اليوم يتحركون بجدّ وصدق في كل المجالات ، نحن معنيون بالتحرك الجاد الفعال كما ينبغي بمستوى المسئولية ، بمستوى التحدي ، بمستوى هذه الجرائم الفظيعة والوحشية ، بمستوى هذا الاستهتار بالشعب اليمني.
إنهم بكل هذا الاستهتار يقولون للشعب اليمني بفعلهم وصنيعهم : أنت يا أيها اليمني مُهْدَرُ الدم ، مستباح الحياة ، مستباح الأرض ، مستباح العرض ، نقتلك ، نسفك دمك ، نستبيح أرضك ، نحاصرك ، نستهدفك في معيشتك ، لا نتحرج من أن نفعل بك أي شيء..، هذا هو موقفهم ، هذا هو مقال حالهم وفعالهم..، ألا يستثيرنا هذا؟!!.. أيُّ إنسان ، أيُّ حر ، أيُّ أبي ، ليكن بمستوى رجولته وإنسانيته إن كان بقي له إحساس أو شرف أو رجولة أو غيرة أو حمية..، والله إنّ النساء في هذا البلد لهنّ في صلابة موقفهن ومستوى تضحيتهنّ وصبرهنّ من الامتياز والشرف والعزة والكرامة والإباء أكثر مما لدى الكثير من المتقاعسين والمتنصلين عن المسئولية والهامشيين والضائعين والتائهين ، إما التائهين في عالم الفيسبوك الافتراضي والخيالي ، أو الضائعين في واقع الحال والموقف والعمل.
اليوم المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى – أمام الله – تجاه ما يحدث ، يوم القيامة ، يوم الحساب والسؤال المسئولية كبيرة ، والحساب عسير على كل المتنصلين والمفرطين والمقصرين.
لأننا إذا أتينا لنصنّف ما يحدث بنا كشعب يمني مسلم من ظلم واضطهاد وإجرام واستباحة بالتصنيف الديني ضمن قائمة المنكرات ، هذا والله من المنكر أنكره ، ومن الشر أشرُّه ، ومن الباطل أبْطَلُه ، هذا هو الإجرام الذي لا نهاية له ، لا مستوى له ، لا حد له ، أفظع الإجرام ، وأسوأ الإجرام .
الله تعالى لن يكون ملكياً أكثر من الملك.. وهو ليس مع الجبناء
المسئولية كبيرة لا يجوز لأحد أن يكون هامشياً تجاه ما يحدث ، محدود الاهتمام ، ضعيف الجدية ، منشغلاً وتائهاً في أشياء أخرى.. لا..، لأن الله سبحانه وتعالى هو معنا بقدر ما نكون نحن مع أنفسنا..، إذا لم نكن نحن بالشكل المطلوب وبالمستوى المطلوب في الاهتمام بقضايانا التي تعنينا في النهوض بمسئوليتنا التي علينا ، في التحرك الجاد ، فلن يكون الله معنا ، الله كما يقولون لن يكون ملكياًّ أكثر من الملك ، الله سبحانه وتعالى ليس مع من ينسى نفسه ، يفرط في مسئوليته ، يقصر ولا ينهض ولا يتحرك..، لا..، إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: ” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ” الآية 243 من سورة البقرة …، الله سبحانه وتعالى يقول: ” قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا ” الآية 16 من سورة الأحزاب..، الله ليس مع الجبناء ، ليس مع الكسولين ، ليس مع المتنصلين عن المسئولية ، ليس مع المفرطين والمتهاونين والمتقاعسين والمتخاذلين..، الله مع الصابرين ، الله مع المجاهدين ، الله مع من ينهضون بمسئوليتهم بصدق وجد وتضحية وعطاء..، أما المتهاونون فليس الله معهم ، ولذلك نحن اليوم معنيون أن نتحرك بأكثر مما كنّا عليه في الماضي.
هناك تحرك ، هناك صفحات بيضاء ناصعة منذ بداية هذا العدوان سطرها الكثير والكثير من الشرفاء من الأحرار في هذا البلد من رجاله ونسائه..، هناك عطاء عظيم ، هناك صبر كبير ، هناك تضحيات عظيمة ، هناك بطولات ، هناك تاريخ سيسطر بأحرف من نور لكل الأجيال ، ولكن هناك أيضاً لا يزال البعض متقاعسون متخاذلون متنصلون رضوا لأنفسهم أن يكونوا مع الخوالف ، رضوا لأنفسهم التنصل عن المسئولية ، رضوا لأنفسهم أن يكونوا صامتين ، فلا الجرائم البشعة ، لا مقتل الرجال ، ولا مقتل النساء ، لا مقتل الأطفال ، ولا صراخ واستغاثة الأطفال أثرت فيهم ، ولا استشعارهم وإحساسهم بالمسئولية حرّكهم ، ولا حتى الوجدان الإنساني والمشاعر الإنسانية أثرت فيهم ، ذلك هو التبلد ، ذلك هو الطبع على القلوب ، لأن الله يقول عن المتخلفين: ” وطبع الله على قلوبهم “.. هذا هو الطبع على القلب ، أن تفقد إحساسك الإنساني ، تشاهد اليوم هناك فيديو ، في عصر الرسول لم يكن هناك فيديو ، اليوم تشاهد الأطفال والكثير منهم قد قُتلوا ، أطفال بتلك القنابل وتلك الصواريخ ، والبعض منهم جرحى يصرخون ويتأوهون ويعصرهم الألم ، والبعض الآخر كذلك بين الحياة والموت.
النفير العام.. ووجوب التحرك الجماعي إلى الجبهات للأخذ بالثأر
على المستوى الاقتصادي كلنا نلحظ ما يعملونه بنا ويفعلونه بنا ، أيّ إنسانٍ بقي فيه إنسانية ، إحساسه الإنساني سيحرّكه ، إحساسه بالاستهداف وإحساسه بالخطر أو إحساسه بمستوى الاستهتار الفظيع من جانبهم سيحرّكه ، لكن الإنسان الذي طبع الله على قلبه وتفرّغ من إنسانيته لن يؤثر فيه شيء أبداً.
اليوم مسئولية علينا دينية أمام الله ، النفير ، أن نَنْفِرَ ، وأن تكون حالة النفير حالة عامة لكل فئات الشعب ، على كل المستويات ، الذين بإمكانهم الذهاب إلى الجبهات فليذهبوا ، علينا أن نأخذ بثأرنا ، لنكون رجالاً وأحراراً ، إذا سكتنا ونحن نُقتل أو تَنَصَّلنا ونحن نُستباح ، أو تَغَافلنا ونحن نهان لهذه الدرجة ، فلا خير فينا مدى التاريخ أبداً ، ولنخجل من الأجيال القادمة..، لكن إذا كنّا عند مستوى المسئولية ومستوى التحدي ، ومستوى الخطر ، فإننا سنترك للأجيال القادمة التاريخ المشرف ، ونكون فخراً لهم في ظل مرحلة مهمة ، مرحلة تاريخية مهمة ، حينها نحوز الشرف أمام الله سبحانه وتعالى ، وأمام أجيالنا ، وأمام أنفسنا ، وأمام أسرنا وأهالينا.
اليوم ينبغي علينا أن نتحرك بالشكل المطلوب ، الكثير ممن كانوا قد عادوا من الجبهات نتيجة ظروف أو أعباء معينة ، أو عوامل معينة ، عليهم أن يعودوا إلى الجبهات ، لا يجوز لأحد منهم البقاء في البيوت بدون عذر.
الكثير من الشباب – وهم رجال وأقوياء وشجعان – لا يجوز لهم البقاء في البيوت ، ما الذي يبقى الإنسان له؟.. ليُقتل بالطيران!! ليُستباح!! ، أو ليبقى وكأنه لا رجولة فيه ولا حرية فيه ولا عزة له..، لا.. الجميع معني..، ليذهبوا إلى الجبهات في الداخل لمقارعة الغزو والاحتلال ، وفي جبهات الحدود للتصدي المباشر والأخذ بالثأر من أولئك المجرمين ، الانتقام من أولئك الظالمين قتلة الأطفال والنساء ، قتلة كبار اليمن وشرفاء اليمن ورجال اليمن وأحرار اليمن ، الذهاب إليهم والقَتل لهم.
أقول لكل المتنصلين عن المسئولية ، لكل المفرطين والمقصرين والمتقاعسين والمتخاذلين : لا يجوز لكم أن تخسروا هذا الشرف ، حوزوا ولو قليلاً منه ، تحركوا ، عليكم مسئولية أمام الله وأمام أنفسكم وأمام التاريخ ، أمام الأجيال المقبلة ، إذهبوا ، انهضوا ، تحركوا ، لتكونوا شرفاء وأحرار وأعزاء ، وإلا فلعنة التاريخ كبيرة ، وسخط الله كبير أمام هذه الجرائم الفظيعة ، لا يجوز التنصل عن المسئولية.
على كل المستويات ، على المستوى الإعلامي المسئولية كبيرة ، على كل الإعلاميين أن يجعلوا أولويتهم قبل كل شيء ، قبل المناكفات ، وقبل المزايدات ، وقبل التيه الإعلامي والضياع الإعلامي ، والكتابات الساقطة للبعض – مع احترامي وتقديري الكبير الكبير الكبير للشرفاء والأحرار والأعزاء منهم الذين لديهم إحساس بالمسئولية وتعاطٍ مسئول تجاه ما يحدث – لكن هناك الكثير من الضائعين في الإعلام وفي عالم الفيسبوك الخيالي والافتراضي ..لا.. – لنجعل أولويتنا على المستوى الإعلامي هي في مواجهة هذا العدوان ، وفي التصدي له فضحاً ، تعريةً ، استنهاضاً ، كفاحاً ، على كل المستويات.
لنتعرف على عدونا الذي يدمر اقتصادنا واستهدف البنك لقطع مرتباتنا
على المستوى الاقتصادي: المسئولية كبيرة ، اليوم لماذا تأخرت المرتبات؟ من الذي حارب البنك المركزي؟ من الذي استهدفه؟ من الذي استهدف الاقتصاد في بلدنا بكل أشكال الاستهداف؟ – يضرب حتى اللِّنشات على الموانئ التي تنقل البضائع من السفن ، يستهدف بكل أنواع وأشكال الاستهداف اقتصادنا تدميراً للمنشئات للطرقات ، للشركات ، للمصانع ، للأسواق ، للمحلات ، عملاً ممنهجاً على أن يفرغ كل إمكانات هذا الشعب وقدراته ، وعلى أن يحول هذا الشعب إلى مفلس على كل المستويات – إلا هذا المعتدي المجرم – السعودي ، قرن الشيطان – بإشراف أمريكي ، ورغبة أمريكية ، وإدارة أمريكية.
اليوم من الذي عطل الإيرادات؟ ومن الذي استأثر بالثروة الوطنية في مأرب من الغاز والنفط؟ إلا أولئك المجرمون المعتدون وعملاؤهم ، اليوم هم الذين يسعون إلى أن لا تصل اسطوانة الغاز إلا بمبلغ كبير يذهب إلى جيوبهم ويبقى البنك بدون إيرادات .
استجابة الفقراء وإيثارهم لدعم البنك المركزي درسٌ لأصحاب المليارات
اليوم كانت فعلا استجابة الأحرار والشرفاء من أبناء هذا البلد ، من طبقة الفقراء ، استجابةً عاليةً لحملة دعم البنك المركزي ، وتحركوا بشكل مذهل ، وبشكل عظيم ، بشكل يعبر عن رصيدهم العظيم من الإيمان والقيم والأخلاق والحرية والعزة والكرم الحقيقي ، ذلك الفقير الذي يقدم مما يمتلكه – والذي يمتلكه هو القليل القليل – يؤثر على نفسه ، يؤثر على أسرته ، ويتبرع لدعم البنك المركزي ، هو يقدم رسالة لذلك التاجر الكبير الذي يمتلك المليارات وهو لدرجة رهيبة من الجشع والطمع ، لدرجة أن لا ” يسخى ” بأن يودع بعضاً من أمواله – وليس يتبرع – أن يودع بعضاً من أمواله في البنك المركزي ، أو في أي بنك من البنوك لدعم الاقتصاد الذي هو مستفيد منه بأكثر من ذلك الفقير .
القليل من رجال المال والأعمال كانوا شرفاء وكانوا بمستوى المسئولية وتحركوا كما ينبغي ، البعض منهم لا يزال متردداً ، مع أن مخاطر الانهيار الاقتصادي عليهم كبيرة ، حينها لا ينفعهم ما كدّسوا ، ولا ما خزّنوا ، ولا ما خبئوه ، عليهم مسئولية في أن يودعوا في البنوك.
الإيرادات ومسئولية الجهات الرسمية
على الجهات الرسمية مسئولية كبيرة في أن تهتم بهذا الأمر ، وفي أن تهتم بما بقي من موارد لدعم البنوك ، ولدعم البنك المركزي حتى يستطيع أن يقدم ما استطاع تقدميه من مرتبات .
على الأخوة الذين تأخرت مرتباتهم – وهم يعانون اليوم – ومعاناة أُسرهم لعنة ، لعنة على كل المتسببين في ذلك ، والفاعلين لذلك ، والذين هم وراء ذلك ، لعنة على عبد ربه والعملاء في هذا البلد الذين كانوا هم الأداة لتنفيذ هذا ، ولعنة على الساعي لذلك من سعودي وإماراتي وأمريكي وبريطاني وإسرائيلي – لعنة – ، وشاهد واضح على أنهم يستهدفون كل هذا الشعب ، لأنهم حينما يستهدفون الموظفين وهم مئات الآلاف فهم يستهدفون عشرات الآلاف من الأسر ، وراء كل موظف أسره ، أطفاله ونساؤه ، وراء كل موظف أُسَرٌ أطفالُ ونساءٌ ، هم مستهدفون بهذا الحصار الإجرامي.
وعلى الجميع أن يعرف من هو خصمه ، من هو الذي يحاربه بذلك ، من هو وراء معاناته هذه ، هم أولئك المعتدون الظالمون الذين علينا جميعا مسئولية في أن نتحرك لمواجهتهم وأن نتصدى لهم.
تحويل التحدي إلى فرصة للبناء
كذلك أتوجه من جديد بالتأكيد على الأكاديميين أن يتحركوا بجدية عالية في الإسهام في كل المجالات ، بحكم اختصاصاتهم ، على المستوى الاقتصادي .
كما قلت في الكلمة السابقة يمكن أن نحول التحدي إلى فرصة ، وفعلت شعوبٌ ذلك ونجحت..، والله معنا حينما نتحرك ، حينما ننهض بمسئوليتنا ، حينما نعمل ما علينا أن نعمل ، ثم نتحرك بجدية في مواجهة من يحاربنا على كل المستويات ، في اقتصادنا ، في معيشتنا ، في لقمتنا ، لقمة عيشنا ، من يستهدفنا بالقتل بكل الوسائل والأساليب من القنبلة إلى الحصار .
عاشوراء مدرسة كربلاء اليمن لمواجهة الطغيان اليزيدي الأمريكي الإسرائيلي
معنيون بالتحرك على كل المستويات ، والمسئولية علينا واحدة ، ونحن في هذا الشهر ، وفي هذه الأيام ، في شهر محرم الحرام وعلى مقربة من يوم عاشوراء ، نستذكر من معاناتنا ، نستذكر مما نراه ، من جرائم وطغيان ، من الامتداد للطغيان اليزيدي ، والإجرام اليزيدي المتمثل بأمريكا وإسرائيل وقرن الشيطان – النظام السعودي – ، نرى فيهم الامتداد الفعلي للإجرام اليزيدي ، لأن الطغيان واحد ، ومسيرته واحدة ، وتصرفاته وأساليبه متناسقة ومستوية..، الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: ” أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ” الآية 53 من سورة الذاريات..،
الذي تشترك فيه كل الأقوام وكل الجهات الطاغية والمستكبرة والظالمة والمنسلخة عن المبادئ والقيم ، والمتوحشة ، والإجرامية ، هو الطغيان..، هو قاسَمُهم المشترك عبر التاريخ ، وما فعله يزيد في كربلاء يفعله النظام السعودي اليوم بإشراف أمريكي ، وإدارة أمريكية ، وحماية أمريكية ، ومشاركة أمريكية وإسرائيلية ، يفعله بشعبنا اليوم ، ويَحدث اليوم لنا في بلدنا ما حدث بكربلاء .
اليوم يمننا كربلاء أخرى ، وأيامنا منذ بداية هذا العدوان كلها عاشوراء ، ونحن معنيون أن نقتبس من إمامنا الحسين عليه السلام ، من أهل بيت نبينا ، من تاريخنا الإسلامي العظيم ، أن نقتبس تلك المواقف البطولية العظيمة التاريخية ، الأسوة والقدوة ، فنكون أحراراً ولا نقبل بالذلَّ أبداً ، لأن الإمام الحسين عليه السلام في صموده وثباته وإباءه كان امتداداً لهدي جده المصطفى محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم ، وكان في موقفه معبّراً عن مبادئ الإسلام الذي ننتمي إليه ، عن نهج القرآن الذي ننتمي إليه أيضاً ونعتبره حجة الله علينا ، هذا القرآن عبّر عنه الحسين بالموقف ، وبالكلام ، وبالفعل..، ونحن اليوم معنيون أن نستفيد من ذلك.
إن الإمام الحسين حينما قال: “ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ، بين السلة وبين الذلة ، وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون”..، نحن اليوم كشعب مسلم ، وقد رَكَزَ الأمريكي وقرن الشيطان السعودي بين اثنتين ، بين السلة والذلة معنيون أن نقول بهتافنا ، وأن نثبت بأفعالنا ومواقفنا وصمودنا وتضحيتنا : “هيهات منا الذلة” ، معنيون بذلك ، لأنّ الله يأبى لنا ذلك ، يأبى لنا أن نُذَلَّ وأن نقبل بالذل والهوان ، ورسوله يأبى لنا ذلك ، رسوله عزيزٌ من عزته ، الله قال : ” ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”..، والرسول قال لنا صلوات الله عليه وعلى آله : ” الإيمان يمان والحكمة يمانية” ، والعزة ملازمة للإيمان ، فلن نكون إلا أعزاء ، ولن نقبل أبدا بالذل ، وسنتحرك لمواجهة هذا العدوان على كل المستويات بما تفرضه علينا قيمنا ومبادئنا وإنسانيتنا ، واجبنا الديني ، وواجبنا الإنساني ، وواجبنا الوطني ، هذا ما نحن عليه ، هذا ما عليه كل الأحرار في هذا البلد ، وكل الشرفاء في هذا البلد ، ويجب أن يحذوَ حذوهم الآخرون من المقصرين والغافلين والمفرطين ، كفى تقصيراً ، كفى تنصلاً عن المسئولية ، كفى تعاملاً هامشياً مع أحداث عظيمة ومسئولية كبيرة ، هذا ما علينا أن نكون عليه ، وهذا ما تحتاج إليه شعوب المنطقة بكلها.
مسئولية شعوب المنطقة التحرك للمواجهة .. وعدم التعاطي بطريقة سياسية مفرغة
الجميع مستهدف ، قيمنا الإسلامية والفطرية الإنسانية يجب أن تكون على الدوام مستنداً لنا في تحركنا وفي مواقفنا ، وإلا لم نكن أناساً ، إذا فرغنا قيمنا ، إذا عطّلنا مبادئنا ، إذا تركناها على جنب وتعاطينا بطريقة سياسية مفرّغة لا فيها قيم ، ولا لها مبادئ ، ولا ارتباطات إنسانية ، ولا أي شيء ، معناه أن يكون الناس أنعاماً.
الجميع معني ، لن يفيد شعوب المنطقة إلا النهوض بمسئوليتها ، إلا أن تتحرك كما ينبغي ، أن تعتمد على الله وأن تتوكل عليه ، وهو القائل: ” ومن يتوكل على الله فهو حسبه ” ، أن تثق بنصره ، وأن تستقوي به ، وبالتوكل عليه ، وبالاستجابة له ، وهو القائل: ” إن ينصركم الله فلا غالب لكم ” .
رأينا النتيجة الطيبة والثمرة الكبيرة لصمودنا وثباتنا وصبرنا في هذا البلد ، وإلا لولا هذا الصبر وهذا الصمود وهذه التضحية لكان العدو قد أكمل عدوانه ووصل إلى هدفه ، احتلال كل هذا البلد و استعباد وإركاع كل هذا الشعب ، ولكن الإفلاس الذي واجهه بكل مشاريعه ومؤامراته – فلم يصل إلى المستوى الذي أراده ولا إلى النتيجة التي سعى لها – جعله يتصرف على نحو أرعن وأحمق وغبي ومستهتر ، وبالطريقة الغريزية ، لا عقل ، ولا حكمة ، ولا أخلاق ، ولا قيم ، كالحيوان تماماً ، بالطريقة الغريزية ، ولذلك نحن نقول لشعبنا ، ونقول لشعوب المنطقة من حولنا: التحرك الجاد ، والنهوض بالمسئولية والثبات والصمود هو الذي يفيد .
ونحن في هذا المقام نشيد بعملية القدس ، وهي عملية مهمة ، ونأمل لشعبنا المظلوم في فلسطين النصر والعون من الله سبحانه وتعالى ، ولمقاومته المزيد من التقدم والقوة والفاعلية في مواجهة ذلك العدو الذي هو شر على الأمة كلها ، والذي سعى قرن الشيطان السعودي ، وسعى من معه من العملاء إلى أن يُتَوِّهوا الأمة عن الانتباه لخطورته – لخطورة العدو الإسرائيلي – وقدموه حليفاً ونصيراً للأمة العربية ، وجعلوا من كل ما يفعلونه من جرائم فظيعة ووحشية ، ومن عدوان وتعدٍّ على الشعوب وإثارة للفتن ، جعلوا من ذلك عروبةً وجعلوا منه إسلاماً ، وجعلوا من عمالتهم لأمريكا وتقربهم إلى إسرائيل ، وخدماتهم الرهيبة التي يقدمونها للأمريكي والإسرائيلي عين العروبة وجوهر الاسلام ، أي إساءة إلى الإسلام والعروبة أكثر مما تفعلونه وأبشع من تصرفاتكم.
تحذير الناصح.. للمتخاذلين والمتقاعسين والمتنصلين عن المسئولية
أنا أتوجه في هذا اليوم إلى شعبنا اليمني للتحرك الجاد والمسئول ، وأن تكون كل جريمة حافزاً إضافياً إلى التحرك المسئول للتصدي لهذا العدوان على كل المستويات.
وأحذر – بنصح – كل المتخاذلين والمتقاعسين والمتنصلين عن المسئولية : كفى تنصلاً عن المسئولية ، كفى تذبذباً ، كفى غفلةً ، استيقظوا ، انتبهوا ، على الجميع التحرك ، وإلا فالمسئولية كبيرة أمام الله وأمام أنفسنا.
دعوة للشعب اليمني لإحياء فعالية عاشوراء
في ختام هذه الكلمة أتوجه أيضا بالدعوة لأبناء شعبنا العزيز المسلم ، للأحرار والشرفاء ، أوجه دعوةً لكل المؤمنين والمؤمنات لإحياء فعالية عاشوراء ، أولاً في المسيرة العاشورائية المركزية في صنعاء التي ستحدد من خلال إعلان عبر قناة المسيرة ، ثم أيضاً في المحافظات التي يتاح فيها ذلك بأي شكل من الأشكال ، كل ذلك سيتم عبر إعلانات في قناة المسيرة.
أسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولشعبنا المظلوم النصر والعزة والتأييد من الله سبحانه وتعالى ، والعون للنهوض بمسئوليتنا كما يحب الله منا ويرضاه ، وأن يرحم شهداء شعبنا وكل الشهداء ، وأن يفكّ عن الأسرى ، وأن يشفي الجرحى ، إنه سميع الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.