شهود عيان يروون لـ(الثورة ) مشاهد الجريمة السعودية البشعة في صالة العزاء

أشلاء الضحايا تطايرت مع أنقاض الصالة في الهواء

الثورة / ماجد الكحلاني

نحو 800 شهيد وجريح سقطوا في الغارات السعودية الأكثر بربرية وهمجية في تاريخ الحروب والنزاعات لم يكونوا في ميدان معركة بل في صالة عزاء السبت الماضي في الصالة الكبرى بصنعاء.
(الثورة) التقت عددا من الذين نجوا وسجلت مشاهداتهم لما جرى:

البداية كانت مع أحد المعزين ممن تواجدوا لحظة استهداف الصالة لتقديم واجب العزاء وهو المحامي المسوري الذي تحدث قائلا: توجهت نحو القاعة الكبرى بشارع الخمسين بالعاصمة صنعاء بصحبة الأخ محمد البكولي لتقديم واجب العزاء للأستاذ محمد الرويشان واللواء جلال الرويشان .. كنا على عجلة من أمرنا لنتمكن من أداء صلاة العصر في مصلى القاعة بعد تقديم العزاء لأسرة الفقيد، وقد تجاوزنا حينها تلك الزحمة باختيار طريق مختلف في الجهة الغربية للقاعة حتى وصلنا إلى مدخل مواقف السيارات بوسط شارع الخمسين الممتلئ بمئات السيارات.
كان المعزون حينها يدخلون ويخرجون من القاعة وبأعداد كبيرة جدا لأن العزاء كان ليوم واحد حسبما تناقلته وسائل الإعلام في اليوم السابق.
في الساعة (3:20 أو 3:25) بالتحديد من عصر السبت 8أكتوبر2016م وأثناء قيامي بإيقاف السيارة والاستعداد للنزول منها للتوجه نحو القاعة التي كانت على يسارنا بالضبط، إذا بنا نسمع صوت انفجار الصاروخ الأول وكان مختلفا عن الانفجارات المعتادة، ربما لأننا كنا على مقربة كبيرة من مكان انفجاره، وأثناء تساؤلي وصديقي محمد حول مكان القصف شاهدنا قاعة العزاء تتطاير في الهواء نحو الأعلى.
وكان المشهد مرعبا بكل معنى الكلمة لا يمكن أن يتوقع ارتكابه من أي شخص يحمل في قلبه ذرة من الإنسانية.. شاهدنا سقف القاعة يتطاير في السماء محاطا بكمية كبيرة وكثيفة جدا من الغبار والدخان وهو يرتفع للأعلى أكثر فأكثر.. وكانت الأعمدة الحديدية وأجزاء كثيرة من الهنجر وسقف القاعة يتطاير داخل هذه الصالة الضخمة من الدخان والغبار والتي لم تخلو أيضا من أشلاء الشهداء والجرحى.
ويتابع المحامي المسوري: لقد تجمدت الدماء في عروقنا برؤية هكذا مشهد.. وخرجت الحروف من أفواهنا ومن قلوبنا التي امتلأت حرقة وقهرا وغضبا .. ثم يقول : كانت أجسادنا خارج القاعة، بينما عيوننا داخل القاعة تتخيل حجم الكارثة التي ستحل بآلاف المتواجدين داخل القاعة من أهل العزاء ومن المعزين الأبرياء.
وأشار الى رؤيتهم عقب ذلك إلى كل المتواجدين حولنا وهم ينفرون من محيط القاعة وبشكل عشوائي ودون وعي أو إدراك خوفا من وصول الصاروخ الثاني والثالث..
مضيفا: كان لزاما علينا وعلى جميع أصحاب السيارات الموجودة إخراج السيارات من الشارع العام الذي تحول بسبب الازدحام إلى موقف سيارات لكي نسمح لسيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء من الدخول إلى ما تبقى من القاعة المقصوفة المتبعثرة بمن فيها من الضحايا الأبرياء.. غير انه وبعد دقائق يسيرة من القصف الأول وفي الوقت الذي تمكن فيه الكثير من الشرفاء والأحرار المتواجدين من الدخول لإسعاف ضحايا هذه الجريمة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الجديد والقديم، فوجئنا بالصاروخ الثاني يقصف قاعة العزاء التي أصبحت عزاء لكل من دخل إليها وكانت الكارثة الأشد والأعظم.
ويتابع حديثه والدمع يملأ عيناه: قصف تلو قصف استهدف الضحايا والمسعفين.. أصبح الجميع ضحايا للعدوان السعودي وحلفائه ومرتزقته.. كانت دموع الكثير تنهمر تلقائيا.. دموع المقهورين والمغدور بهم.. دموع الحسرة والأسف على الأبرياء.
واختتم حديثه بالقول: كانت الدموع إجبارية وهي تشاهد كما شاهدتم وشاهد العالم تلك الجثث البريئة المنتشرة في أرجاء القاعة وخارجها والجرحى الذين بترت أرجلهم وأيديهم ومعظم أجزاء أجسادهم.
شاهدتم ما تبقى من تلك الجثث المتقطعة والمتفحمة وبأعداد مهولة لازال الكثير منها تحت الأنقاض.. مشهد لم ولن يفارقني ما حييت، وسيبقى الدم يغلي ويثور ما حيينا، ولن يكفينا حتى القصاص الذي كتبه الله عزا وجل منذ الأزل، ولن يشفي غليلنا حق الاقتصاص الذي منحه لنا القانون الدولي الإنساني الذي أقرته الأمم المتحدة.
لن تذهب دماء الشهداء الأبرياء هدرا.. ولن نتخلى عن دمائهم مدى الدهر، فلا عزاء بعد اليوم إلا باجتثاث العدو وأخذ حقنا دون انتقاص العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص والبادئ أظلم..
أما الشيخ صالح الوجمان، فقد أدان من جانبه هذه الجريمة البشعة للعدوان السعودي الأمريكي قائلا: ارتكاب هذه الجريمة من قبل تحالف الشر وقوى العمالة والاستكبار على المعزين في الصالة الكبرى يتنافى مع كل القيم والأعراف والديانات..
وترحم الوجمان على الشهداء وكل شهداء العدوان في اليمن .. داعيا بالشفاء للجرحى، معتبرا أن الجريمة الأخيرة للعدوان وغيرها من الجرائم لاتدع مجالاً للشك أن أبناء الشعب اليمني هدف لهذا العدوان..
وتساءل الشيخ الوجمان بقوله: متى سيعي أبناء الشعب كما يعي لمن يتشدق أو يعول على الامم المتحدة التي ستظل مظلة وغطاء للعدوان الهمجي، داعيا في سياق حديثه أبناء الشعب عموما بالتحرك الجاد في مواجهته والاقتصاص للدماء اليمنية وجمع وحدة الصف وحل قضاياهم فيما بينهم وان يوجهوا أسلحتهم صوب عدوهم المستهدف للأرض والإنسان والاحتلال والثروة والكرامة والحرية والاستقلال.
وعلى مقربة من الصالة الكبرى التقينا الأخ محمد محمد ردمان أحد المشاركين في تقديم واجب العزاء حيث تحدث عن الجريمة قائلا:
ما حدث اليوم في القاعة الكبرى جريمة نكراء يندى لها الجبين لم يحدث مثلها في التاريخ الحديث كم هي مخزية أن يحدث ذلك في اليمن وفي بلاد العرب والمسلمين.
وأضاف ردمان قائلا: رحمة الله على الشهداء العزل الذين قضوا نحبهم في صالة عزاء وليس في معركة ومواجهة، فاللعنة كل اللعنة على مرتكبي هذه الجريمة ومن هو راض عنها أو يبرر لمثل هذا الإجرام الفاضح الذي لم يرتكب مثله من بني صهيون.
كذلك الأخ عبدالله أحمد العنسي هو الآخر كان احد المشاركين في تقديم واجب العزاء بالصالة الكبرى تحدث من جانبه قائلا: شهادة لله فقد سمعنا صوت الطائرة قبل وبعد الاستهداف في الضربة الأولى والثانية، كما شاهدنا ما حدث نتيجة الاستهداف وهي مشاهد مأساوية نعجز عن وصفها إذ كانت أشلاء الأبرياء متناثرة في كل أرجاء المكان، وأضاف قائلا: ما حدث اليوم جريمة ضد الإنسانية والقيم والأخلاق العربية، وأنني لأرأف بحال السعوديين بتنفيذ هذه الجريمة باسمهم.
أما الأخ وديع مقبل الرعيني فقال: جريمة الصالة الكبرى تعكس بشاعة وجُرم وحقد آل سعود، وهي دافع قوي ليندفع الجميع للجهاد والزحف، وعلى كل القبائل اليمنية أن تنهض من سباتها، وعلى من يقطنون فنادق الرياض أن يصحوا من غفلتهم، ومن كان في حالة تخدير فليشاهد التلفاز ليرى مدى بشاعة وحقد آل يهود، ولا خيار غير الزحف وعلى أصحاب الحوار أن يشدوا الرحال الى صنعاء اذا بقي فيهم ناموس، وإذا كان ولابد من الحوار فأخشام البنادق بها نتفاوض وبها نتحاور وبها نكسر قرن الشيطان وبها نطهر الجزيرة العربية من دنس آل سعود.
الأستاذ نبيل الخطيب تحدث حول جريمة استهداف مجلس العزاء مكتظا بمآت المواطنين قائلا” إن الجريمة البشعة اليوم بحق المئات ممن كانوا بداخل القاعة الكبرى على يد مجرمي آل سعود ، قد دقت آخر مسمار في نعش آل سعود في أي فرصة في مفاوضات السلام.. فلا جدوى من أي مفاوضات كوننا أمام عدو أرعن ليس لديه من القيم والشرف والأخلاق أي شيء، ولا يعرف إلا منطق القوة، مستغلاً أخلاق خصمه من المقاتل اليمني الذي تجنب خلال المواجهات قتل مدني واحد وكل من قتلهم كانوا من العسكريين .
واختتم الخطيب حديثه بقوله: لقد أثبت أن من بين اليمنيين منهم أحقر من القتلة وهم من دفع لهم الكثير ليبرر ويبارك جرائم العدوان السعودي بل ويحاول باستخفاف بعقول اليمنيين أن يلصق الجريمة بالحوثيين وصالح .. كم هم حمقى وعديمو الشرف والأخلاق . اللهم إن آل سعود قد أرونا قوتهم فأرهم قوتك وأثلج صدورنا وأشف غليلنا منهم عاجلاً غير آجل ، حسبنا الله ونعم الوكيل في مملكة داعش الإرهابية .
الأخ عبدالرحمن هادي طواف، فقد تحدث من جانبه حول الجريمة قائلا: ما حصل بالصالة الكبرى بصنعاء أثناء العزاء في وفاة الشيخ علي علي الرويشان من قبل طيران العدوان جريمة شنعاء لم تشهد لها الجرائم في العالم مثيلا اطلاقا وفاقت كل التصورات والذي راح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح، فلعنة الله على المعتدين من آل سعود وأعوانهم والمرتزقة والعملاء ونطالب بالرد العاجل انتقاما رادعا للمعتدين يزلزل أركانهم ويشفي صدور الشعب اليمني قاطبة ولا نامت أعين الجباء والرحمة والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى….
أما الكاتب أنس القاضي، فقد تحدث حول الجريمة المروعة وبشاعتها قائلا:
ما زلت مصدوماً من قصف صالة عزاء الرويشان خلفت أكثر من 600 شهيد وجريح .. ليس قدراً أني نجوت بل مصادفة نمت قيلولة حتى العصر وتثاقلت عن حضور العزاء، فأيش ذنب الحاضرين، أبسط الحقوق الإنسانية في إقامة عزاء لمتوفي أو حضور عرس يحرمون اليمنيين منها، لمجرد عجزهم عن تحقيق انتصارات في الجبهات العسكرية يقصفون عزاء والد وزير الداخلية لتوقع انه سيكون هناك قيادات الدولة.
واختتم حديثه بالقول: يظنون بأن هذا سيكسرنا أو سيدفع الجيش واللجان الشعبية الى ممارسات فاشية وقصف المدن السعودية واستهداف الأبرياء، سيأتي الرد عليهم حتماً ولكن في الحدود والجبهات العسكرية، فبدون أخلاق لا فرق بيننا وبين التحالف السعودي الأمريكي الداعشي.
الأستاذ التربوي عبدالله العزب، اعتبر ما حدث جريمة حرب وإبادة جماعية في اليمن قائلا: جريمة الصالة الكبرى جريمة يندى لها الجبين وتدمع لها العيون ارتكبها النظام السعودي يومنا هذا السبت 8/10/2016 فقد أقدمت طائراته على قصف القاعة الكبرى في صنعاء وفيها المئات من الذين يقدمون واجب العزاء في موت علي الرويشان والد الأخ جلال الرويشان.
واستطرد قائلا: لقد كشف النظام السعودي وجهه القبيح للعالم بارتكابه لجرائم حرب ضد الإنسانية وقصفه لقاعات العزاء وقاعات الأعراس وتدمير المنازل على سكانها في عدوانه غير المبرر على اليمن ..
المهندس حسين اللوذعي، فطالب من جانبه بسرعة تشكيل حكومة تعمل وبأقصى صورة على ردع المعتدي وإجرامه.. مضيفا بقوله: إن الإتكال على الامم المتحدة وغيرها لن يقدم شيئا وعلى دول ومحور المقاومة أن تتحرك سريعا جراء الأخطار المحدقة بالأمة والأوطان والبقية هم عبيد الدرهم والدينار انتزعت منهم الغيرة والوطنية وهم بائعو الشعوب والأوطان..
واختتم حديثه قائلا: إن الدم لا يرد إلا بالدم وهذا ما سوف يقوم به الشعب اليمني المخلص ونطالب سماحة قائد الثورة الشعبية والمسيرة القرآنية باتخاذ القرار المناسب وسريعا ولا وقت يلزم للتأخير لخطورة وأهمية الموقف، نشكر من الأعماق السيد حسن نصرالله لموقفه المشرف وتوجيهاته التي اصدرها اليوم، كم هو عظيم هذا الإنسان كل الأعزاز والإكبار له.
وفي سياق متصل تحدث من جانبه الناشط عصام العماد حول الجريمة الأخيرة بحق المدنيين في صالة العزاء قائلا:
كشفت المذبحة الوحشية السعودية في حق اليمنيين كلّ المؤامرات السعودية المخفية خلف ستار الكذبة السعودية الكبرى ” الدفاع عن الشرعية” مستطردا بقوله: من اليوم سوف يدرك كلّ يمني انخدع بتلك الكذبة السعودية حقيقة الكيد والمكر السعودي، وسوف يتبين لكلّ يمني مخدوع بالسعودية حقيقة الأساليب والمكائد السعودية التي جعلته يتصوّر أن السعودية الصديق الأوّل لليمن ولليمنيين..
واختتم قوله: سوف يشرع كلّ يمني انخدع بعاصفة الحزم السعودية بمراجعة نفسه وتجديد نظرته نحو الصداقة السعودية لليمن ولأهل اليمن ..وسوف تكون هذه المذبحة الحصن الحصين الذي يحفظ كلّ يمني من الانخداع بأساليب المكر السعودي.
من المحرر..
كنت مصدوماً من هول ما شاهدت حينها، بقيت عاجزا عن فعل شيء.. تارة أحاول التوثيق ، وتارة أخرى أبكي ثم أحاول التنقل هنا وهناك مع آخرين داخل الصالة للإسهام في انتشال الضحايا من تحت الأنقاض..
اشتعال النيران بكثافة في الأرجاء حال دون انتشال الضحايا أمامنا.. مياه الإطفاء امتزجت بدماء الضحايا، كما امتزجت الأدخنة المتصاعدة بأدخنة الجثث المتفحمة..
مشاهد مأساوية مروعة وأشلاء مبعثرة جعلتني عاجزا من فعل شيء سوى المساهمة مع فرق الإنقاذ في رفع جزء من الأنقاض المتساقط وأخذ ضحيتين أحداهما ضابط عسكري يحمل رتبة عقيد وشاب آخر تفحم جسده بالكامل..
كانت حينها الحاجة ماسة للمسعفين فيما المتفرجون كثر حول مكان الجريمة، حاول رجال الأمن تفريقهم بالنيران والضحايا ما يزالون تحت أنقاض الصالة، يجري انتشالهم للحظة وسيارات الإسعاف وعربات الإطفاء تدوي أرجاء المنطقة بصافراتها ذهابا وإياباً.
كارثة ومحررة بكل ما تعنيه من تفاصيل مروعة ومشاهد مأساوية لا تغادر الذهن ..
الرحمة للشهداء الشفاء للجرحى بإذن الله ولا نامت أعين الظالمين.

قد يعجبك ايضا