أسباب وأهداف العدوان

محمد عبدالرحمن الشرعي
ما كان بالأمس مبهما فاليوم صار مفهوما ومن كان ولازال يعتقد أن هذه الحرب و العدوان على اليمن هي حرب يمنية داخلية “يمينة – يمنية” أو أنها حرب يمنية – سعودية فنحن بذلك قد أخطأنا، بل أنها حرب عدوانية أمريكية إسرائيلية بتمويل سعودي وتحالفها والمتنفذ بصورة يمنية من الجهة الأخرى على اليمن أرضا و إنسانا.
ومن خلال التضليل الاعلامي التي تزعمته السعودية والتي روجت للعالم بوسائل الاعلام منذ ?? شهرا بأنها حرب أهلية وأنها هي المنقذه الوحيده للشرعية التي ستنقذ الشعب اليمني … وهل ستنقذ الشعب من نفسه!؟.
فهذه حرب تتزعمها أمريكا وإسرائيل ضد العرب ولها مغريات واسعة جداً ولها أبعاد وأهداف وتم تنفيذ هذا المخطط منذ غزو العراق وفرض هيمنتهم وشق اللحمة العربية من أجل حماية اسرائيل من العرب.
والأسباب الرئيسية التي دفعت أمريكا وإسرائيل لاقتحام اليمن، هي إدراكهم بأن اليمن تمتلك الثروة النفطية العالية والزراعية مما يجعلها مكتفية ذاتيا وأيضاً تمتلك أصل الحضارة والنخوة العربية الوطنية الإسلامية، فكيف يستطيعون طمس الحضارة وشق النخوة العربية بين العرب التي منبعها في الأصل هي اليمن ولها جيش مترابط برغم أن عبدربه هادي كان ولازال عميل اًضعيف الإرادة، قام بهيكلة الجيش القوي وتدمير الصواريخ المضادة للطيران استباقا للعدوان و يضعف ويشتت القوى الداخلية اليمنية لتحقيق أهداف ولتأمين إسرائيل من كل الاتجاهات البحرية خصوصا من “منفذ باب المندب” ومن أي توحد عربي مع قضية فلسطين خصوصا بعد دمج فلسطين لعاصفة الحزم.
كما تهاب إسرائيل من أي توحد عربي في حال أي عدوان إسرائيلي ضد فلسطين، ففي اعتقاد اسرائيل أن اليمن بموقعها الاستراتيجي و بعقيدتها ونخوتها العربية وبما تمتلك من جيش قوي ستشكل مصدر تهديد لمصالح وأمن إسرائيل.
فعاصفة الحزم وتحالفها العربي شن حربا ضد اليمن كونها دولة عربية مسلمة تهابها إسرائيل كانت هذه هي أول خطوة للبدء بمخطط التفكيك العربي بتمويل سعودي خليجي الذي سينعش المصانع الأمريكية الإسرائيلية والأوروبية وسيدور العجلة الاقتصادية. وبالفعل لقد تم استغلال السعودية باستنزاف خزينتها، فهي على حافة الانهيار الاقتصادي تزامنا بانخفاض أسعار النفط العالمي الذي أثر عليها سلبيا بارتفاع أسعار المشتقات النفطية على المواطنين السعوديين.
وللأسف الشديد كل دول التحالف المشاركة لا تفقه بأن الدور سيأتي عليهم أيضاً وسيتم تدميرهم اقتصاديا وسياسيا كخطوة أولى.
فالحقيقة بأن الأمر بإيقاف الحرب ليس بإرادة السعودية، حيث وان السعودية تفقد السلطة لاتخاذ هذا القرار والحوارات السابقة دليل قاطع على ذلك حتى أوان انهيار المملكة ومن ثم سيتغير نهج السياسة الأمريكية معها.
فما جنت السعودية من كل هذا القصف على رؤوس المدنيين! و هل يكون الإنقاذ بسفك الدماء البريئة وتدمير البنية التحية! فالحقيقة اليوم أصبحت واضحة. لقد أصبحت هذه الحرب من أجل بيع الأسلحة الأوروبية الأمريكية الإسرائيلية للسعودية ويضمن العدوان إغراق السعودية وتوريطها في قضايا عديدة وإدانتها في محكمة الجنايات الدولية تزامناً مع ظهور إدانة وتوريط السعودية في أحداث ?? سبتمبر، والمطالبات الأمريكية بالتعويضات أصبحت بالفعل رقماً خيالياً  بـ??? مليار دولار والذي قد تم بالفعل تجميد أرصدتهم في ظل أنها قضية مرفوعة ولا يحق للسعودية المساس بها، والتي ما أن تنتهي مصالح الأمريكان والإسرائيليين حتي يتم انهيار السعودية نهائيا.
أما بشأن اليمني، فهي بالفعل لقد اغرقت السعودية في مستنقع اليمن والقضية أصبحت تعويضات أيضا تقدر بـ ??? مليار دولار لأنها متعلقة بدماء و دمار مساكن المواطنين اليمنيين الأبرياء وبناء البنية التحتية لدولة اليمن بأكملها ، ما لم فقد ولدت لها ثارات لا يمكن الرجوع أو التنازل عنها وستلاحقهم الثارات للأجيال القادمة.

قد يعجبك ايضا