اليونيسف تدعو إلى تأمين المنشآت التعليمية:
مدارسنا أكثر أمانا” أول مشروع من نوعه يشمل مختلف المحافظات
كتب / محمد الفائق
لم يفرق العدوان السعودي بين معسكر أو مدرسة وبين منزل ومسجد أو مستشفى أو طريق أو مزرعة فكلها أهداف مباشرة لغاراته الوحشية المستمرة منذ السادس والعشرين من مارس العام 2015م حتى اليوم.
جنون وهيستيريا ابداه هذا الصلف متجردا من كل قيم ومعاني الإنسانية والاخوة مرتكبا ابشع المجازر والمذابح الجماعية بحق اليمنيين من الأطفال والنساء والآمنين في منازلهم ومساجدهم ومستشفياتهم وفي مزارعهم ومقار أعمالهم وطرقهم وفي مدارسهم.
فكانت الاضرار في الأرواح والأجساد بليغة جدا وكان الدمار في المنشآت والمشاريع والمقدرات هائلة ولعل القطاع التعليمي واحدا من القطاعات المختلفة التي طالها الضرر والدمار وهو أيضا احد القطاعات الذي وجه صفعات متتالية لقوى العدوان نتيجة استمراريته في العطاء وإنجاح الدراسة والتدريس.
ونحن ندشن عام دراسي ثالث في ظل العدوان وفي ظل ما يواجهه قطاع التربية والتعليم في اليمن من تحديات كبيرة ابرزها خروج نحو 3 اَلاف مدرسة عن العمل في اغلب محافظات اليمن نتيجة الدمار الذي لحق بها جراء غارات العدوان وايضا استخدام العناصر المسلحة في تعز لعدد من المدارس كثكنات لتجمعات المسلحين وتخزين الأسلحة.. إلا ان ذلك لم يعق نجاح التعليم ولم يعق تقدم وديمومة العملية التعليمية في اليمن.. ولعل الإقبال الكبير للطلاب والطالبات من مختلف المراحل الدراسية في اول ايام العام الدراسي 2016-2017م والذي تم تدشينه السبت الماضي 1 اكتوبر تزامنا مع شن طيران العدوان سلسلة غارات صباحية على العاصمة صنعاء خير دليل على ذلك النجاح بل تمثل رسالة لكل قوى العالم فحواها صمود لا ينكسر وجباه لا تنحني إلا لخالقها.
تأمين المدارس
اليونيسف بدورها حثت اطراف النزاع على حماية المدارس وأشارت الى انه قبل أكثر من 18 شهراً، كان للاعتداءات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية للتعليم تأثير مدمر على المنظومة التعليمية في اليمن، ناهيك عن حرمان ملايين الأطفال من فرص التعليم.
350 الف طالب حرموا من التعليم
ممثل اليونيسف في اليمن جوليان هارنيس يقول: “لقد قتل العديد من الأطفال وهم في الطريق إلى مدارسهم أو أثناء الدوام المدرسي”. مضيفاً: “يجب على أطراف النزاع إبقاء الأطفال والمدارس بعيداً عن أي ضرر وإعطائهم فرصة للتعلم”.
ويؤكد هارنيس ان 350,000 طفل تعذر عليهم الالتحاق بالدراسة في العام الدراسي الماضي، بسبب استمرار العنف وإغلاق المدارس، وبذلك يقفز إجمالي عدد الأطفال الذين هم خارج المدارس في اليمن إلى أكثر من 2 مليوني طفل.
وتشير تقديرات اليونيسف إلى أن 2,108 مدرسة في مختلف أنحاء البلاد لم تعد صالحة للاستخدام، نظراً لكونها باتت مدمرة أو متضررة، أو أنها باتت مساكن لنازحين أو يتم استخدامها لأغراض عسكرية.. فيما وزارة التربية والتعليم تشير في احصائيتها ان 3 آلاف مدرسة تضررت جراء غارات العدوان الى جانب استخدام العناصر المسلحة لعدد من المدارس في محافظة تعز كثكنات لتلك العناصر ومخازن أسلحة.
تأهيل 700 مدرسة
وتدعم اليونيسف حملة العودة إلى المدرسة لإتاحة الفرصة أمام جميع الأطفال للحصول على التعليم.
ويشمل الدعم إعادة تأهيل ما يقرب من 700 مدرسة متضررة مع توفير الأثاث المدرسي والقرطاسية والحقائب المدرسية. أيضاً، تدريب المعلمين والمعلمات على كيفية تقديم خدمات الدعم النفسي لمساعدة الطلاب على التعامل مع ويلات هذا الصراع.
وقال ممثل اليونيسف: “نقوم بإعادة تأهيل المدارس التي تضررت مع توفير خيام تستخدم كفصول دراسية مؤقتة بحيث تتاح للأطفال فرص التعلم”.
ووفرت اليونيسف مواد التعليم وخدمات الدعم النفسي لأكثر من 575,000 من أطفال المدارس وعملت مع الشركاء لدعم أكثر من 600,000 طالب وطالبة في الصفين 9 و12 لتمكينهم من الجلوس على مقاعد امتحانات الشهادة العامة خلال العام الماضي وفقا لبيان اليونيسف.
وتأمل اليونيسف توفير 34 مليون دولار لبناء وإعادة تأهيل المدارس المتضررة وتوفير وسائل التعليم والتعلم اللازمة إلى جانب تدريب المعلمين والمعلمات والأخصائيين والأخصائيات المجتمعيات لتقديم خدمات الدعم النفسي وتنفيذ حملة العودة إلى المدرسة.
اول مشروع لسلامة المدارس
من جانبها أوضحت مديرة مشروع مدارسنا أكثر أمانا والذي تدعمه اليونيسف يمنى الاسودي في تصريح لـ(الثورة) أن المشروع يعد الاول من نوعه في اليمن ويهتم بأمن وسلامة ابناءنا الطلاب والمدارس بشكل عام و يدعم قدرة المدارس في اليمن على التأقلم والتأهب لمواجهة الطوارئ من خلال تطوير وتطبيق خطة سلامة وطوارئ للمدارس على مستوى البلاد.
الحد من المخاطر
وقالت مديرة المشروع : لا يخفى على احد ما تعانيه اليمن حالياً من وضع مأساوي وكارثي منذ مارس 2015م وتأثير ذلك سلباً على العملية التعليمية وعلى أمن وسلامة الطلاب والمعلمين والحرم المدرسي وهو ما جعل من تنفيذ المشروع ضرورة قصوى حيث يتم تنفيذه من قبل سيفر يمن (Safer Yemen)، وبرعاية وزارة التربية والتعليم ممثلةً بقطاع المشاريع والتجهيزات وبدعم من اليونيسف، ويسعى مشروع (( مدارسنا أكثر آماناً )) للحد من مخاطر الكوراث بأنواعها المختلفة سواءً التي من صنع الإنسان كالنزاعات المسلحة والحروب أو الطبيعية كالزلازل والفيضانات وغيرها.
تنفيذ المشروع على مرحلتين
وأشارت الى ان المشروع ينقسم الى مرحلتين: المرحلة الأولى وهي مرحلة التخطيط والتصميم ، والمرحلة الثانية وهي مرحلة تنفيذ وتطبيق المشروع في المدارس. وهناك ثلاثة مخرجات أساسية للمشروع:
1 – مدارس أكثر أماناً مع طلاب وأساتذة وآباء أكثر تكيفاً والتأكد من استمرار العملية التعليمية بالرغم من المخاطر العالية.
وسيتحقق ذلك من خلال عمل خطة سلامة وطوارئ للمدارس على مستوى البلد بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وبالاستفادة من التجارب المحلية والدولية، وإعداد المواد التوعوية التي تستهدف الإدارة المدرسية وأولياء الأمور والطلاب والمجتمع ككل، ثم تنفيذ الخطة وتطبيقها في إطار المشروع التجريبي.
2 – بناء وتعزيز قدرة وزارة التربية والتعليم على تطوير وتكييف وتنفيذ خطط السلامة والطوارئ وذلك على مستوى الوزارة، ومكاتب التربية في المحافظات والمدارس.
وسيتحقق من خلال تعزيز قدرات وزارة التربية في تصميم وتنفيذ خطة السلامة والطوارئ من خلال إرشادات عملية تحدد إجراءات التنفيذ على مسنوى المدارس جنبا إلى جنب مع برنامج تدريبي لفريق عمل وزارة التربية والتعليم، وضع برنامج تدريبي للمعلمين والإدارة المدرسية، ثم جمع بيانات المرحلة الثانية وتحليلها بما في ذلك الدروس المستفادة لتحديث دليل السلامة النهائي.
3 – تعزيز مفهوم الحرم التعليمي وحماية العملية التعليمية وأنه لا ينبغي استهداف هذا الحرم أثناء النزاعات والحروب.
وسيتحقق من خلال التعاون مع وزارة التربية والتعليم واليونيسف لتصميم واستخدام استراتيجية اتصال ومناصرة لتحسين حماية المدارس والعملية التعليمية من خلال التواصل مع الجهات المعنية على مختلف المستويات وعبر وسائل الإعلام المختلفة وتطوير علامة (وسم) خاص بالمدارس من أجل حمايتها.
استهداف 50 مدرسة في الأمانة و4محافظات
وبحسب الاسودي فإن المشروع يستمر لمدة عام كامل ويستهدف في إطار المشروع التجريبي 50 مدرسة في العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة، تعز، شبوه، أبين، حيث سيتم تنفيذ المشروع في 10 مدارس في كل محافظة كبداية تجريبية.
وأكدت يمنى الاسودي ان المشروع لا يزال في المرحلة الاولى والتي تشمل البحث والتصميم ،ونركز على هذه المرحلة لاننا لا نريد نسخ خطة جاهزة من أي دولة عربية أو أجنبية ، نحن نريد تصميم خطة ودليل خاص باليمن ويتناسب مع إمكانيات وظروف اليمن. وتتضمن المرحلة الاولى نزول لبعض المدارس وإجراء حلقات بؤرية مع طلاب وطالبات المدارس، أولياء الأمور، المعلمين والمعلمات. بالإضافة الى اجراء مقابلات مع مدراء ومديرات المدارس وكذا جهات حكومية ومنظمات دولية ذات علاقة، وكذلك استبيانات شملت العديد من مكاتب التربية في عدد من المحافظات، وورش عمل لمكاتب التربية في20 محافظة وكذا ورشة عمل ضمت كبار مسؤولي وزارة التربية والتعليم. بالإضافة الى مراجعة أي مواد تخص أمن وسلامة المدارس مع البحث واخذ الدروس المستفادة من تجارب بعض الدول.
واضافت : يتم حاليا تطوير رسائل توعوية عن الأمن والسلامة تستهدف الطلاب والطالبات وأولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والتي سيتم مشاركتها في حملة العودة الى المدارس .
وأوضحت انه يتم حاليا تطوير خطة الأمن والسلامة وبعد مراجعتها من قبل وزارة التربية والتعليم سيتم البدء في المرحلة الثانية وهي مرحلة التنفيذ في منتصف العام الدراسي الجديد.
قوة وصمود الشعب اليمني
واكدت مديرة مشروع مدارسنا اكثر امانا ان الاستمرار في التعليم في ظل الظروف الراهنة يدل على قوة وصمود الشعب اليمني وتصميم وزارة التربية والتعليم على مواصلة مسيرة العلم برغم كل الصعوبات وهذا انجاز عظيم.
مشيرة الى ان جهود مختلفة بذلت من قبل جهات عديدة للاستمرار في التعليم في هذا الوضع الخطير ولكن لم يتم التطرق الى مفهوم الأمن السلامة لكن مشروع ((مدارس اكثر آماناً)) سيساهم ان شاء الله في استدامة واستمرار العملية التعليمية بأمن وسلام وسيساهم في إيجاد اجواء آمنة للأجيال القادمة وهي غاية سامية لإيجاد يمن آمن.
مؤكدة وجود صعوبة في نشر ثقافة الأمن والسلامة في المدارس لان مفهوم الأمن والسلامة لا زال جديدا على مدارسنا بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام وسيتم تجاوزها.
ونوهت بأن الواضع الراهن في اليمن هو وضع تحدي كبير لآي مشروع ولكن لن نتوقف مهما كانت الصعوبات ونعمل تحت مظلة وزارة التربية والتعليم ممثلة بقطاع المشاريع والتجهيزات .