كربلاء درس للأمة جسده اليمنيون
كمال الكبسي
لم يكن يوم كربلاء يوماً خاصاً بالحسين وأصحابه بل كان درساً للأمة الإسلامية من واقع دينها في عدم الرضوخ والرضى بالعيش مع الظالمين ومبايعتهم بل والسكوت عنهم.
لقد جسد الحسين ومن معه كل معاني وعظمة الإسلام يوم كربلاء في الثبات عليه وإحيائه وحمايته.
حين قام هو والقلة القليلة ممن وقفوا موقفه خارجين ومعلنين موقفهم ضد الظالمين ورافضين العيش معهم من بين أوساط أمة قد رضيت بالعيش مع الظالمين تاركة كل مبادئ الإسلام وقوته وراء ها وواقفة ترقب وتنظر وكأن مبادئ دينها لا تعنيها وكأنها خاصة بالحسين وأصحابه لا تنظر بمنظور الانتصار للنفس وللإسلام ومبادئه والثبات عليها للوصول إلى غاياتها الفوز : برضا الله ونعيم الآخرة حتى وإن وصل الأمر بها إلى الانتصار بالدم على السيف الذي هو آخر معنا للثبات في الإسلام أحياء وحماية له ولمبادئه وعدم تسليمها للطغاة.
فقد اختاروا بأن تخرج مبادئ الإسلام من نفوسهم مقابل الحياة في ذل مع الظالمين حين خيرهم الطغاة حينها بين السلة والذلة وأصبحوا ممن باع دينهم وآخرتهم بدنيا غيرهم حباً في الدنيا رغم معرفتهم بعواقب ذلك من الله الخري في الدنيا والعذاب في الآخرة.
وأختار الحسين وأصحابه السلة الموت على دين الإسلام ومبادئه التي تحثنا على ذلك أن نعيش عليها ومن أجلها ونموت عليها مسلمين لله.
إن يوم كربلاء درس ومدرسة للأمة في الثبات على مبادئ الإسلام وعدم الرضوخ بل والسكوت للظالمين الطغاة وتركهم يصولون ويجولون في أوساطها مهما كانت قوتهم وعدتهم حتى وإن وصل الأمر بها إلى الانتصار بالدم على السيف وما أحوج الأمة الإسلامية إلى هذا الدرس الذي جسده شعبنا اليمني بملامحه وبصموده ووعيه بمبادئ الإسلام وثباته عليها حين خيرته قوى الشر والطغيان وأذنابهم بين الذلة والهيمنة والولاية عليه وبين السلة الحرب والقتل والحصار فأختار السلة دون الذلة قائلاً هيهات منا الذلة ويأبى الله ورسوله لنا ذلك.