“الإخوان”.. والمبدأ الوطني!
د. صادق القاضي
مع بداية العاصفة، قال د. عبد الله النفيسي، لقناة الجزيرة، برنامج (في العمق):
“الإصلاح” لديه ميليشيا تفوق 40 ألف مقاتل، وهو، مع القبائل يحتاجان إلى الكاش( يقصد المال) والكلاش (يقصد السلاح) ، لمواجهة الحوثي.. وأحذر الخليج من القبول بالحوار.
نعرف أن “إخوان اليمن” ينتظرون الآن أن تُسقط طائرات التحالف الجيش والدولة في اليمن، ليستلموا السلطة على طبق من العار.. لكن ليس إلى هذه الدرجة من الابتذال الذي سوقوا به لأنفسهم في دول الخليج.!
هذه الصورة المنحطة، التي تقدم إخوان اليمن باعتبارهم مجرد مرتزقة وطابور خامس يفتقد لكل قيم الولاء الوطني، لا تقتصر عليهم، فحيثما حلت وطلت فصائل جماعة الإخوان المسلمين تتوفر أحصنة طروادة، للدخلاء والأجانب.!
بيد أن اليمن أعطتهم أكثر من غيرها، وفرطوا بها أكثر من غيرهم، على حساب الدولة والوطنية والثورة والوحدة والحرية.. (إنهم العجز الذي يقتفي أثر الكيان السعودي بانتهازية لا مثيل لها!).
العبارة للكاتب “محمد ناجي أحمد”، أحد أبرز الباحثين المتمرسين بشؤون التاريخ اليمني الحديث، ويتابع متحدثا عن تاريخ هذه العلاقة المشبوهة: (كان موقف الاخوان المسلمين كأفراد : شمالا وجنوبا في اليمن ضد الثورة اليمنية، فهم في الشمال كانوا ضمن حركة الأحرار اليمنيين ضد التدخل المصري ومع المصالحة الملكية السعودية، وفي الجنوب كانوا كرموز -باستثناء طرموم – متهاونين مع الاستعمار، وبعضهم انخرط مع الجبهة القومية قبل أن يؤطروا كإخوان مسلمين …
في الشمال كان يحيى الفسيل في جبهة الملكيين، وكذلك كان اليدومي الأب والابن، وكان الزنداني وحركة الإخوان المسلمين في الشمال يقومون بدور المرجفين، الذين نفذوا العديد من العمليات التفجيرية في حصار صنعاء، وبثوا الاشاعات والدعاية لصالح الملكيين ،وبشروا بانتصارهم ! حتى أن يحيى الفسيل أفتى بعدم صحة صلاة من صلى وفي جيبه ريال جمهوري! طبعا بعد ذلك بعقود أنكرها الفسيل كما فعل عبد الوهاب الديلمي مع فتوى “قتل المتمترسين “التي أطلقها في حرب 94م !
منهج الإخوان المسلمين في اليمن كما يرددون دوما أنه دعوي تربوي سلمي، ومع ذلك فهم منذ تأسيسهم منتصف الستينيات، بل قبل ذلك حين كانوا أفرادا بانتماء إخواني -يقفون ضد نظام السلال لأنه في صراع مع آل سعود، وينفذ السياسة الناصرية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا .
وفي ظل جمهورية 5 نوفمبر 1967م لم يبدأ الفراق بينهم وبين حكم القاضي الارياني إلاّ حين ضاقت السعودية وأدواتها المحلية بالذاتية اليمنية للقاضي الارياني عام 1973م، بمعنى؛ كانت الذاتية اليمنية تخدم مملكة آل سعود في مرحلة صراعها مع المد القومي الناصري، ثم أصبحت سقفا مزعجا في مرحلة تالية لها.
وفي مرحلة الرئيس المقدم إبراهيم الحمدي، بدأ حكمه بمد يده لهم لكنهم غاضبوه وانحازوا للقبيلة السياسية متجهين نحو خولان وخمر ، وكان لعبد المجيد الزنداني وعبد الملك الطيب اليد الطولى في هذا الطريق، منفذين لسياسة آل سعود في ضرورة القضاء على الحمدي ومن حالفه من القوميين واليساريين).
مرورا بموقفهم ضد الوحدة ثم معها، وصولا إلى ممارساتهم خلال الربيع العربي.. يتجلى بأكثر مما ينبغي أن كل القيم القيمة لا تمثل بحال عناصر بنيوية في المنظومة المبدئية لهذه الجماعات الأشبه بالجاليات الأجنبية في بلدانها، بقدر ما تشكل السلطة والمصالح الانتهازية الخاصة ملامحها السياسة البرجماتية في كل بلد وفي كل مرحلة.
وصولا بإخوان اليمن إلى عاصفة الحزم، حيث وقفوا جهاراً نهاراً، وبالأيدي والألسن والقلوب.. في صف العدوان الأجنبي على بلادهم، كحال مواقف فروع تنظيمهم الدولي مع التدخلات السياسية والعسكرية الأجنبية على أوطانهم في سوريا والعراق وليبيا.!!
…