د. سنان غلاب*
يمثل حقل هندسة البرمجيات Software Engineering في مجال التكنولوجيا تطبيقاً عملياً وعلمياً لتطوير النظم والبرامج وصناعتها وتطويرها من المراحل الأولى وحتى عملية الإنتاج والتطبيق.
متابعة لذلك، فإن هيكلة هندسة البرمجيات تتمثل بتكوين البرنامج من مرحلة التحليل للمشكلة، فالتصميم فكتابة البرنامج حتى القيام بالتطبيق الأولي بإجراء الاختبارات العملية والتوثيق وتنصيب البرنامج على الأجهزة، والقيام بعملية صيانته والتطوير المستمرWaterFall Model.
عمليات الإدارة والصيانة لتطوير وتصنيف المعلوماتية الخاصة ببناء الأنظمة المعقدة تسمى هندسة النظم Systems Engineering وتحتوي على فروع تقنية وبشرية ذات علاقة، مثل هندسة التحكم الميكاترونكس والهندسة الصناعية وإدارة المشاريع. بالمقابل، فإن ما يسبق حقل هندسة البرمجيات هي مرحلة تجميع وتصنيف الحزم المعلوماتية والمعرفية التي تساعد وتدعم بناء نظم برمجية ذكية ودقيقة ذات كفاءة عالية أو ما يعرف بنظم هندسة البرمجيات.
إن ربط المعارف السابقة بعضها ببعض وتنميتها تحت مسمى نظم هندسة البرمجيات يطلق العنان لبحوث علمية متسارعة وتطوير المجتمعات وعدم هدر الطاقات والوقت بما لا ينفع من دراسات نظرية بحتة في مجال التكنولوجيا وعدم ربطها بحقل التطبيق الفعلي ومرحلة الإنتاج ونبذ الأفكار الهدامة التي لا تسمن ولا تغني.
ينبغي على الحكومات دعم المدارس والجامعات وتوفير ما يلزم من تقنيات تساعد في تطوير البرمجيات والوصول إلى مرحلة الإنتاج الفعلي للأنظمة وصيانتها. مخجل للغاية أن هناك بلداناً بأكملها ذات تعداد سكاني مرتفع لا يندرج تحت رايتها شركة برمجية تعمل على هندسة النظم وصناعة البرمجيات وتصديرها والمشاركة بالفكر العالمي التكنولوجي، يمثل الوطن العربي والقرن الأفريقي أحد نماذج ما يعرف بالفشل التقني.
الأكثر إحراجاَ وتلفاَ للمبادىء الأساسية من خلق الإنسان، أن عشرات الآلاف من المدارس في الوطن العربي ومئات الجامعات الحكومية والأهلية لم تشارك في صناعة وتصدير نظام برمجي واحد متميز إلا ما ندر..!!
*أستاذ نظم المعلومات والأنظمة الذكية