انضمت الخيول إلى مجموعة مختارة من الحيوانات، يمكنها أن تتواصل مع البشر عبر الإشارة إلى رموز بعينها.
ودرب علماء مجموعة من الخيول، عن طريق تقديم شرائح من الجزر كمحفز لهم، على لمس لوحة بأنوفهم للإشارة إلى ما إذا كانوا يرغبون في تغطيتهم ظهوره أم لا.
وكانت طلبات الخيول متناسبة مع الطقس، وليست اختيارات عشوائية، وتعبر حيوانات أخرى قليلة، من بينها القرود والدلافين، عما تفضله مثل البشر عبر الإشارة إلى الأشياء.
وتقول الدكتورة سيسيلي ميجدل، من المعهد البيطري النرويجي التي أشرفت على الدراسة، إنها رغبت في إيجاد طريقة، لسؤال الخيول عما إذا كانت ترغب في ارتداء غطاء من عدمه.
و من الشائع في الدول الاسكندنافية أن ترتدي الخيول رِحال خلال كل فصول العام.
وتقول ميجدل: “اعتقد أن هذه الدراسة تضيف إلى معرفتنا عن إدراك الخيول، وعما يمكن أن تتعلمه وكيف تفكر”.
وأضافت: “غالبا لا تعتبر الخيول ذكية بدرجة كبيرة، لكن هذه الدراسة تظهر أن استخدام الطرق الصحيحة يمكن أن يجعلها قادرة على التواصل، والتعبير عن آرائها، واتخاذ اختيارات تبدو معقولة حتى بالنسبة لنا”.
وعمل العلماء مع مدرب للخيول، لتعليم 23 حصانا من سلالات مختلفة كيفية التواصل مع البشر.
في البداية تم تدريب الحصان على الاقتراب من لوحة معلقة على سور ولمسها بمقدمة أنفه، ثم تم تعليم الحصان الفارق بين الرموز المختلفة على اللوحة: لبس غطاء أفقي، خلع الغطاء، بقاء الوضع على ما هو عليه (بدون غطاء).
في النهاية تم تعليم الحصان فعل حركة معينة، بالتزامن مع الرموز الموجودة على اللوحة، بنهاية التدريب أصبح الحصان قادرا، على الإشارة إلى ما إذا كان يشعر بالبرد أو بالحر، عن طريق الذهاب إلى اللوحة المناسبة وطلب أن يلبس الغطاء أو أن يخلعه.
وقال الباحثون إن الخيول طلبت ارتداء البطاطين، خلال الطقس البارد والممطر أو الرياح، لكنها طلبت خلع البطاطين خلال الطقس المشمس.
ويرى الباحثون أن الخيول كانت تحدد اختياراتها بناء على دوافعها هي، وليس بناء على رأي المدرب، وجرت هذه العملية على مدار أسبوعين، حيث تم التدريب لمدة تراوحت بين 10 إلى 15 دقيقة يوميا.
ويأمل الباحثون في أن يستخدم باحثون آخرون طريقتهم، لتوجيه مزيد من الأسئلة للخيول، كما يعتقدون أيضا أن أصحاب الخيول العاديين يمكنهم أن يدربوا خيولهم بنفس الطريقة.
وتقول كارين ماكومب، أستاذ السلوك الحيواني في جامعة ساسكس، إن طريقة التدريب هذه ستكون مفيدة من أجل رفاهية الحيوان.
وأضافت: “إنها دراسة مبتكرة وشيقة حقا، أثمرت عن طريقة جديدة للتعرف على ما يدور في عقل الحصان”.
وبينما تعد الاتصالات مع القطط والكلاب موضع دراسة لكثير من الأبحاث، فإن حيوانات محلية أخرى تم تجاهلها إلى حد ما.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قال باحثون بريطانيون إن الخيول قادرة على التمييز بين تعبيرات الوجه البشري الغاضبة والسعيدة، ويقول العلماء أن الترويض ربما يكون قد ساعد الخيول على فهم السلوك البشري، ونشرت هذه الدراسة في دورية علم سلوك الحيوان التطبيقي
Applied Animal Behaviour Science.
Next Post