استطلاع /عبدالباسط النوعة
هاهو العام الثاني على التوالي يمر علينا اليوم العالمي للسياحة الذي احتفل به العالم يوم أمس باستثناء بلادنا التي ترزح تحت وطأة عدوان بربري غاشم قضى على كل محافل أو مظاهر احتفال أو فرح، فجرائم العدوان تعم البلاد .
السابع والعشرون من سبتمبر يوم خصصه العالم للسياحة واعتادت بلادنا أن تحتفل بهذا اليوم مع سائر بلدان العالم إلا أنها ولمرتين متتاليتين لم تحتفل بهذا اليوم جراء العدوان الغاشم.
يمر اليوم العالمي للسياحة واليمن يئن جراحاته الغائرة التي تسبب بها عدوان آثم سفك الدماء ودمر الكثير من مقومات الحياة في هذا البلد، وبما أن النشاط السياحي يعد أبرز القطاعات الحساسة التي تتأثر بأبسط الأحداث فما بالنا بحرب تشن من دول عدة وصل فيها التدمير ليشمل الكثير من بنى ومقومات السياحة في هذا البلد الذي ظل طوال سنوات عديدة يرنو الى ازدهار هذا القطاع الهام خاصة أن اليمن تمتلك مقومات ازدهاره بيد أنها تواجه صعوبات ومعوقات عرضية تحاول الجهات المختصة التغلب عليها .
هاهو اليوم العالمي للسياحة يمر على اليمن للعام الثاني وهي منصرفة عن الالتفات إليه، لأن ما تعانيه من أحداث وما تواجهه من عدوان منذ أكثر من عام وسبعة أشهر فاق في بشاعته كل تصورات المنطق والعقل , يأتي اليوم العالمي للسياحة لهذا العام ومقومات السياحة اليمنية وبناها ومنشآتها تقصف بصواريخ فتاكة بداية بالمواقع والمعالم التراثية التي تمثل أبرز مقومات النشاط السياحي ومرورا بالمنتزهات والمتنفسات وانتهاء بالمنشآت السياحية، خدمية وتعليمية أيضا نال العدوان العديد منها.
تدمير للحضارة
صنعاء القديمة التي تمثل أبرز وأهم المزارات السياحية اليمنية تتعرض للتدمير والتخريب بفعل القصف المتكرر عليها من قبل طائرات العدوان وتضرر الكثير من معالمها ومنازلها القديمة، فقد تم استهدافها بشكل مباشر ثلاث مرات الأولى بصاروخ وقع في حارة القاسمي وعمل على تدمير عدد من المنازل التي كانت تشكل مع منازل ومعالم أخرى أجمل واجهة على الاطلاق في صنعاء القديمة وهي الواجهة المطلة على مقشامة القاسمي وهذه المنطقة لا يمكن لأي سائح أن يأتي الى صنعاء وربما الى اليمن دون أن يزور هذه المنطقة والتقاط الصور التذكارية فيها وهي بداية الطريق ونهايته في معظم البرامج السياحية لصنعاء القديمة بحكم جمالها واتساعها , أما الاستهداف الثاني فقد كان لحارة الفليحي وسط المدينة القديمة وتسبب في إلحاق أضرار بحوالي (220)منزلا ومعلما تاريخيا بحارة الفليحي والحارات المجاورة لها منها (60) منزلا أضرارها بالغة , ولم يتوقف الضرر عند هذا الحد فهناك أضرار لحقت بالمدينة بصورة غير مباشرة نتيجة استهداف قوى العدوان لجبل نقم ومجمع العرضي التاريخي القريبين من صنعاء القديمة فضلا عن القصف الأخير الذي وقع في حارة المدرسة وألحق أضرارا ودمارا في عشرات المباني القديمة .
وإذا ما تتبعنا الأضرار والخراب الذي لحق بالمعالم والمواقع التراثية والسياحية نتيجة العدوان فهي كثيرة جدا، حيث وصل عددها قبل اسابيع وفق ما اعلنت عنها الجهات المعنية خلال مؤتمر صحفي مشترك ضم وزارة السياحة وهيئتي الآثار والمدن التاريخية وأعلن عن قرابة سبعين موقعا ومعلما تراثيا وسياحيا تم الاعتداء عليها على اعتبار أن صنعاء القديمة وصعدة التاريخية تعدان موقعين ضمن هذا العدد وهما المدينتان اللتان تعرضتا للاستهداف والتدمير أكثر من غيرهما.
ولو أردنا التعريج على المواقع والمعالم السياحية والتراثية التي تم استهدافها من قبل العدوان يمكن ذكر أبرزها وأكثرها تدميرا وخرابا ومنها قلعة القاهرة بتعز والتي تعرضت للعديد من الغارات في فترات زمنية متباعدة أدت الى إلحاق أضرار كبيرة جدا فيها وهي القلعة التي ظلت ولسنوات اربع عشرة سنة ترمم وتدعم بتكلفة بلغت أكثر من (4) مليارات ريال تقريبا , كذلك قلعة صيرة بعدن وهي القلعة الشامخة المطلة على البحر , بالإضافة الى قصر السلطان المعلم السياحي الأبرز داخل المدينة فضلا عن الكنائس والأضرحة الإسلامية التي تأثرت أيضا في لحج من قبل جماعات مسلحة تابعة للعدوان.
كما قام العدوان بجريمة بشعة بحق تراث اليمن وسياحته عندما عمد إلى استهداف متحف ذمار الاقليمي وتدميره تماما بل وتسويته بالأرض وهو المتحف الذي كان يحوي الكثير من القطع والمآثر التراثية , ناهيك عن استهداف دار الحسن التاريخي بالضالع وقلعة باجل بالحديدة وقرية عطان التاريخية بصنعاء.
ولا ننسى محافظة مارب ذات الحضارة العريقة والتي كانت الكثير من معالمها التي استهدفها العدوان مزارات سياحية رائدة.
هاهي السياحة تحتفل بيومها العالمي والمكلا بمتحفها العريق وحصنها الغويزي الأشهر تحت سيطرة القاعدة وهي المدينة الفاتنة التي طالما احتضنت الكثير من السياح خاصة عند احتفائها بمهرجانها السياحي (مهرجان البلدة).
مقومات سياحية تدمر
السياحة في يومها العالمي تطل على اليمن على استحياء، فمنشآت السياحة الخدمية والإيوائية في هذا البلد تقصف وتدمر ولعل آخرها ذلك الفندق الذي دمره العدوان في سعوان والآخر في بيت بوس بصنعاء فضلا عن فندق آخر في حرض الحدودية وفندق لحقت به أضرارا بالغة في حارة الفليحي بصنعاء القديمة وجميعها خلال فترة زمنية متقاربة جدا , هذا بالاضافة الى فنادق ومنشآت سياحية أخرى تم استهدافها على مدى العام والسبعة أشهر من العدوان منها منتجع إب السياحي الذي يمثل أبرز المشاريع السياحية في محافظة إب وكان على وشك الافتتاح هذا العام.
حتى منشآت التعليم السياحي لم تسلم من العدوان، فقد تم استهداف المعهد الوطني للفندقة والسياحة بأمانة العاصمة مرتين بغارات أدت الى تدمير أجزاء كبيرة منه.
ما ذكرناه كانت لمحة موجزة مما لحق بالنشاط السياحي في بلادنا جراء العدوان ولعل الواقع أكثر ضررا وتأثيرا وهذا ما ستكشف عنه قادم الأيام.
هذا هو حال السياحة اليمنية في يوم عيدها تعيش مع العدوان وتواجه الخراب والدمار.
جرائم في كافة مناحي الحياة
وهنا تقول الأخت فاطمة الحريبي المتخصصة في الترويج السياحي: القطاع السياحي في تضرر مستمر وناهيك عن الخراب والدمار الذي تحدثه طائرات العدوان في كافة مناحي الحياة والبنى التحتية والضحايا الذين سقطوا ويسقطون من أطفال ونساء وولدان. وبعد أن أوردت ما سبق تساءلت الحريبي: كيف يمكننا أن نحتفل بيوم السياحة العالمي كما كنا نحتفل به سنويا وبلدنا يحتضر محروماٍ من الكهرباء والبترول والغاز والدواء، كيف يتم الاحتفال ومقومات السياحة تدمر من قبل الطائرات سواء مواقع التراث والمعالم والمنشآت السياحية الأخرى التي تعرض الكثير منها للدمار والخراب، فعن أي احتفال نتحدث اليوم وسط هذه المآسي والجرائم؟؟
ويقول الأخ عبدالجبار سعيد وكيل وزارة السياحة المساعد لقطاع الخدمات والبرامج : إن القاعدة الذهبية تنص على أنه لاحياة ولا تنمية ولاسياحة في ظل الحروب وعدم الاستقرار وهذه الحالة العامة للبلد والوضع الخاص للسياحة فلا حديث حول السياحة اليوم في اليمن بدون سلام وأمن واستقرار.
وبدوره يقول الأخ أحمد البيل مدير عام الأنشطة والبرامج بوزارة السياحة: إن الاحتفال باليوم العالمي للسياحة هذا العام تم تأجيله نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وقال : لم تستطع وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي الاحتفال بيوم السياحة هذا العام نظرا لحجم الجرائم التي تمارس على اليمن من قبل العدوان والتي تنتهك الحرمة الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية وأيضا لأسباب أخرى منها مالية وفنية تتعلق في عدم تمكننا من اطلاق الموقع الالكتروني الجديد مع ذكرى اليوم العالمي للسياحة هذا العام .
وقال البيل : ادعو منظمة السياحة العالمية للقيام بالدور المنوط بها تجاه القطاع السياحي في جميع أنحاء العالم دون استثناء دولة عن دولة أخرى وعدم الانصياع والانجرار نحو مغريات بني سعود الذين يدفعون الأموال لتزيف وتضلل الحقائق عن الدمار الذي تحدثه في اليمن خاصة في البنى التحتية فضلا عن الدماء وما يتعرض له قطاع السياحة من تدمير ممنهج للمقومات والبنى التحتية وعلى المنظمات المعنية تحمل مسؤولياتها ما لم فصمتها يعني أنها شريكة مع العدوان في جرائمه.
ويقول حسين السكاب مدير عام السياحة البيئية بديوان عام وزارة السياحة: تحت شعار (السياحة للجميع) تحتفل المنظمة العالمية للسياحة ومعها كل بلدان الأعضاء باليوم العالمي للسياحة الذي يصادف 27سبتمبر من كل عام باستثناء بلادنا الحبيبة التي تتعرض للعدوان البربري الغاشم الذي لايستثني أي شي فقد تم تدمير كل جميل وكل موقع سياحي وتاريخي وأثري أي أنه عدوان قضى على الشجر و الحجر عامان وبلادنا الحبيبة الغالية تحرم من الاحتفال بعيد السياحة وهذا الاحتفال يعد بمثابة رسالة سلام ومحبة الى كل بلدان العالم، لكن دول العدوان المتغطرسة مصرة الا ان تقضي على كل شيء جاذب للسياحة وأحرمت اليمن من الدخل الاقتصادي التي كانت اليمن تعتمد عليه واحرمت كذلك عددا من الأفواج السياحية التي كانت ترغب بزيارة اليمن والاطلاع على مميزاتها السياحية الطبيعية التي تنفرد بها .
وأضاف قائلا : نريد أن نوجه كلمة بهذه المناسبة السعيدة أننا كشعب يمني أمنيتنا أن تنتهى الحرب الظالمة على بلادنا وان تستعيد السياحة عافيتها وتعود كل الافواج السياحية الى زيارة اليمن واننا بالقطاع السياحي الحكومي سوف نصمد في وجه العدوان انطلاقا من عدالة قضيتنا وقوتنا في حقنا المشروع وضعفهم في عدوانهم الظالم وغير المشروع وبلى هدف وقضيه.
نسأل الله العظيم النصر لليمن والهزيمة لكل معتد أثيم وتمنياتنا لليمن سياحة مزدهرة وآمنة ومستقرة.