أعرب الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” نشرت، عن ثقته بأن القصف الأمريكي على موقع القوات السورية في دير الزور كان متعمدا.
وقال الأسد: “الهجوم على القوات السورية في دير الزور لم يكن حادثا ارتكبته طائرة واحدة ولمرة واحدة. لقد شارك في الهجوم أربع طائرات استمرت بمهاجمة موقع القوات السورية لمدة ساعة تقريبا، أو أكثر من ساعة بقليل. إنك لا ترتكب خطأً لأكثر من ساعة.. وبالتالي، فإن الهجوم كان متعمدا بالتأكيد وليس غير مقصود كما زعموا”.
وأوضح الأسد خلال المقابلة، أنه لا يمكن ارتكاب خطأ لمدة ساعة والطائرات لم تهاجم مبنى بل هاجمت منطقة واسعة تتكون من تلال عدة، في وقت لم يكن فيه تماس بين الإرهابيين والجيش السوري في تلك المنطقة، وفي الوقت نفسه شن مسلحو داعش هجوما مباشرة بعد الضربة الجوية الأمريكية. وتساءل الأسد كيف يمكن أن يعرف مسلحو داعش أن الأمريكيين سيهاجمون ذلك الموقع، وبالتالي القيام بتجميع مسلحيهم للهجوم مباشرة والاستيلاء عليه بعد ساعات من الضربة؟”.
وفيما يتعلق بالهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية في ريف حلب، أشار الأسد إلى أن الأمم المتحدة نفت حصول ضربات جوية على قافلة الهلال الأحمر، مؤكدا أنه ليس لدى السلطات السورية أي مصلحة في هذا الهجوم لأنه يخدم الإرهابيين، نافيا الاتهامات حول قصف الطائرات السورية والروسية لقافلة المساعدات الإنسانية.
وفي معرض إجابته عن سؤال ما إذا كان بالإمكان إحياء وقف إطلاق النار، قال الأسد نحن أعلنا استعدادنا للالتزام بأي وقف للعمليات القتالية، لكن الأمر لا يتعلق بسوريا أو روسيا بل بالولايات المتحدة والمجموعات الإرهابية المرتبطة بالنصرة والقاعدة، وبالولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والسعودية.
وأشار الأسد إلى أن المجموعات المسلحة قد صرحت علنا أنها لن تلتزم بوقف إطلاق النار، وهذه ليست المحاولة الأولى للوصول إلى وقف العمليات في سوريا.
وأوضح الأسد أن المحاولة الأولى كانت في فبراير الماضي، محملا الولايات المتحدة مسؤولية فشلها، مضيفا أن الأخيرة ليست صادقة في التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وبخصوص التوصل إلى شراكة عسكرية في سوريا بين الولايات المتحدة وروسيا قال الأسد إن ذلك ممكن من الناحية العملية، ولكن في الواقع لن يكون ممكنا لأن الولايات المتحدة لا تمتلك للعمل ضد النصرة أو حتى تنظيم داعش، لأنها تعتقد أن هذه المجموعات ورقة بيدها تستطيع استعمالها لتحقيق أجندتها الخاصة، وبالتالي إذا هاجمت النصرة أو داعش فإنها ستخسر ورقة مهمة جدا فيما يتعلق بالوضع في سوريا.
أما بشأن التقارير التي تتهم الحكومة السورية وتنظيمات إرهابية باستخدام الأسلحة الكيميائية، قال الأسد إن أول مرة استخدم فيها الكيميائي في سوريا كان في حلب منذ أكثر من 3 سنوات، وكانت دمشق قد دعت آنذاك الأمم المتحدة إلى إرسال خبراء للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة هي التي اعترضت وعارضت ذلك الإجراء والسبب هو أنه إذا أُجريت التحقيقات فستكشف من استخدم هذه الأسلحة ولن تستطيع اتهام الجيش السوري بذلك.
ووفي استرافه للوضع في سوريا أوضح الأسد أن الأزمة باتت متشعبة لأنها أصبحت مرتبطة بأطراف ودول تدعم الإرهابيين.
وأضاف أن الأزمة السورية يمكن حلها خلال بضعة أشهر لو كان الأمر مرتبطا فقط بالمجتمع السوري، لكن الحل بات مرتبطا بوقف الدول الغربية والسعودية وقطر وتركيا دعمهم للإرهابيين، مستبعدا أن يقوموا بذلك في المستقبل القريب، ولهذا لا أحد يستطيع متى تحديد متى ستنتهي الأزمة في سوريا، حسب قوله.
قد يعجبك ايضا