استئناف المساعدات الإنسانية
أعلن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أمس ، أن بلاده لا تعتزم التنصل من المسؤوليات التي تتحملها بموجب الاتفاق المبرم بين موسكو وواشنطن بشأن سوريا.
وأشار ريابكوف، أثناء مؤتمر صحفي، إلى أن الخطة المشتركة بشأن التسوية السورية، التي أعلن عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، في أعقاب مفاوضاتهما الماراثونية في جنيف 10 سبتمبر ، تبقى السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية.
وأضاف ريابكوف، أن الحوادث، التي شهدتها سوريا في الأيام الأخيرة (بما فيها الخروقات المتكررة لنظام وقف إطلاق النار والهجوم على قافلة إنسانية قرب حلب)، تشكل ضربة مباشرة على الاتفاق، وأدت إلى تضييق فرص تطبيقه، “ولكن هذا الاتفاق لا بديل عنه ويجب تفعيل العمل به”.
وشدد نائب رئيس الديبلوماسية الروسية على أن موسكو لا تعتزم الخروج من اتفاق الهدنة، بل تعتقد، عكس ذلك، أن أحداث الأيام الأخيرة ظهرت أنه يبقى في غاية الإلحاح.
وحث الديبلوماسي الطرف الأمريكي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعطاء زخم جديد لاتفاق الهدنة في سوريا، مشيرا إلى ضرورة “أن نجلس حول طاولة المفاوضات ونبحث بهدوء كل ما يمكن اتخاذه لدعم الاتفاقات التي تم التوصل إليها”.
وشدد ريابكوف، على أن مكافحة الإرهاب لا تزال تشكل أولوية بالنسبة لروسيا، مضيفا أن موسكو لا تستبعد تنفيذ غارات على مواقع للجماعات التي تندمج مع تنظيم “داعش”، بما فيها “جيش الإسلام” و”أحرار الشام”.
وقال المسؤول الروسي إن الولايات المتحدة والعديد من الأطراف التي تحظى بدعمها لا تلتزم بالمسؤوليات المترتبة عليها بموجب الاتفاق، ما يهدد بانهيار الهدنة، موضحا أن أحد البنود الأكثر تعقيدا بشأن التسوية السورية يتعلق بعجز واشنطن عن الفصل بين الجماعات الإرهابية وفصائل المعارضة المسلحة.
ووصف الديبلوماسي الروسي الخطة الأمريكية لإنشاء منطقة حظر جوي ووقف غارات الطيران الروسي في عدة مناطق سورية بأنها باطلة وتثير تساؤلات. واستطرد قائلا: “أعتقد أن ذلك يعكس موقف واشنطن التي تحمل دمشق والطرف الروسي المسؤولية عن استهداف القافلة، واستخلصت الولايات المتحدة هذا الاستنتاج و”حددت المسؤولين” دون إجراء تحقيق مطلوب في ملابسات الحادث ودون جمع وتحليل المعلومات، وخاصة تلك التي حصلت عليها وزارة الدفاع الروسية أثناء المراقبة الموضوعية (لسير تطبيق الهدنة في سوريا)”.
يأتي ذلك فيما قالت الأمم المتحدة إنها بصدد تنظيم قوافل مساعدات جديدة لاستئناف العمل الإنساني في سوريا بعد يومين من غارة طالت قافلة مساعدات أسفرت عن مقتل 21 شخصا وأدت إلى تعليق عمليات المساعدات.
وقال ينز لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن إعدادات النقل لعمليات توصيل المساعدات الجديدة قد استؤنفت وستكون جاهزة للعمل في أسرع وقت ممكن.
وقالت الأمم المتحدة إنها سوف تطلق تحقيقها الخاص في الهجوم الذي وقع يوم الاثنين الماضي على قافلة المساعدات في شمال مدينة حلب.