الحرب الأمريكية الاقتصادية على الشعوب العربية والإسلامية
عبدالله الدومري العامري
لست خبيراً اقتصاديا ولكن من خلال النظر إلى الأحداث التي تحصل في الشعوب العربية والإسلامية ستدرك أن أمريكا هي من تقوم بمحاربة هذه الشعوب ثقافياً واقتصادياً وعسكرياً ، وتاريخها محفل بغزو الشعوب واحتلالها ، تذكروا عندما احتلت أمريكا العراق بذريعة السلاح النووي هل كان هناك سلاح نووي أم كان هناك مخزون نفطي ، بتلك الذريعة نهبت أمريكا ثروات العراق وقامت بتدمير ونسف أنابيب النفط العراقية ، كل ذلك تم برعاية أمريكية وتمويل سعودي لأنهما كانوا يعلمون بأنه سيكون هناك نقص في الإنتاج النفطي العالمي بسبب الحرب على العراق وبهذا تكون السعودية هي الدولة الوحيدة التي تنتج وتصدر النفط لجميع دول العالم ، وبهذا حققت أمريكا مخططها بتدمير العراق ونهب ثرواته النفطية ليأتي تنفيذ المخطط الآخر لاستمرار الاحتلال الأمريكي للعراق دون اعتراض من الدول الصناعية التي تحتاج للنفط العراقي لأن السعودية ستكون البديل لهذه الدول الصناعية وتستمر أمريكا باستنزاف مخزونها النفطي .
أمريكا وإسرائيل يريدون إضعاف اقتصادنا لا يريدون أن نكون شعوباً منتجة يريدونا شعوبا مستهلكة تشتري كل احتياجياتها منهم، سوريا كانت مكتفية ذاتياً كان لديها ثروة زراعية هائلة كانت الدولة العربية الوحيدة التي لم تكن مديونة لأي دولة عربية، انظروا اليوم إلى أين وصلت سوريا وما الذي يحصل فيها .
لماذا لا يتساءل الشعب السعودي:
أين تذهب عائدات النفط الذي يتم استخراجه بكميات هائلة ؟
لماذا يقوم آل سعود بوضع مئات المليارات من عوائد النفط كودائع بدون فوائد وطويلة الأجل في البنوك الأمريكية بينما يقوم مفتي السعودية، بمطالبة الشعب بالتبرع لدعم أسر الشهداء ودعم الجيش السعودي وبينما هنالك الآلاف من أبناء شعبهم يعيشون في فقر وحرمان ؟ لماذا يقوم آل سعود بصرف المليارات من الدولارات سنوياً من أجل شراء الأسلحة الأمريكية وهم يعلمون بأن الفلسطينيين يدافعون عن المسجد الأقصى بالحجارة ؟ أليس من حقهم أن يسألوا: لماذا هذا الاستنزاف ؟ سأقول لكم لماذا من وجهة نظري ، لأن أمريكا تريد استنزاف ثرواتكم وكذلك خوف آل سعود من الشعب نفسه خوفهم من انتفاضة الشعب ضدهم بسبب نهبهم لثروات البلاد وجرائمهم المرتكبة بحق شعبها وبقية الشعوب وقمعهم لمن أراد الخروج عن طاعة آل سعود وهذا ما جعل من السعودية تستورد هذه الكمية الهائلة من الأسلحة الأمريكية ، كذلك تعتبر شركة ارامكو هي اليد الأمريكية الخفية في السعودية فهي من تدير أغلب الشركات والمؤسسات السعودية الكبرى في القطاع الخاص وهي من تقوم بعملية استخراج وتصدير النفط السعودي، وتقوم باستخراج أكبر كميات ممكنة من النفط السعودي من اجل أن تضمن زيادة حصتها من الأرباح ، كذلك تقوم شركة ارامكو بدور الوسيط لعقد المزيد من صفقات الأسلحة لصالح آل سعود من أجل استنزاف الاحتياطي النقدي لتصبح دائماً السعودية مضطرة إلى رفع سقف إنتاجها النفطي لتضمن أمريكا بأن السعودية ستبقى الزبون الأول لها من حيث استيراد الأسلحة الأمريكية كذلك فإن معدل 60% من إجمالي واردات السعودية تأتي من أمريكا وهذا ما جعل من الأمريكيين يستنزفون الثروة النفطية السعودية ، كذلك قامت أمريكا بإعطاء السعودية ومن حالفها الضوء الأخضر لشن العدوان على اليمن العدوان الذي كلف قوى العدوان وعلى رأسها السعودية خسائر مالية كبيرة عبر شراء الولاءات وصفقات الأسلحة والمرتزقة الأمر الذي يجعل من الاقتصاد السعودي في انهيار متسارع .
أخيراً ..عوني أقوم بتذكير الشعوب العربية والإسلامية انه في عام 1974م رد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر على القرار الذي اتخذته الشعوب العربية بحظر تصدير النفط إلى الدول المنحازة لاسرائيل بالقول ( سوف نجعل العرب يشربون نفطهم ) لم أكن أعلم إلى وقت قريب ماذا يعني كلامه هذا ولكن مع الوقت أدركت بأنها تحققت رغبة أمريكا في تحويل الثروة النفطية في الشعوب العربية والإسلامية من سلاح كان بأيديهم ضد أعداء الإسلام أمريكا وإسرائيل إلى سلاح يجعل العرب يتصارعون ويتقاتلون فيما بينهم .
فهل ستدرك الشعوب العربية والإسلامية خطورة أمريكا وإسرائيل على بلدانهم ؟ .
حفظ الله اليمن وأهله.
والنصر حليفنا بإذن الله.