صنعاء القديمة .. جراحات غائرة سببها العدوان الغاشم

* فيما الاستهداف الأخير لحارة المدرسة هو الأشد من حيث عدد الغارات
* ( 41) منزلاً تاريخياً تضررت كلياً وجزئياً كحصيلة أولية

الثورة / عبدالباسط النوعة
يواصل العدوان جرائمه بحق التراث اليمني الذي يتعرض اليوم لتدمير ممنهج ومقصود من قبل هذا العدوان الغاشم ، فهاهي أعرق المدن التاريخية (مدينة صنعاء القديمة ) يواصل طيران الحقد استهدافها وتدمير منازلها العتيقة ذات البناء البسيط الذي يحمل قيمة كبيرة ، ففي يوم أمس الأول الثلاثاء عمد هذا الطيران الحاقد إلى صب جام غضبه وبطشه على هذه المدينة التي لم تلتئم جراحاتها بعد من صورايخ العدوان التي عبثت بحاراتها ومنازلها جراء الاستهدافين اللذين تعرضت لهما حارتا القاسمي والفليحي .

الاستهداف الثالث لهذه المدينة كان هو الأشد حيث عمد العدوان إلى قصف حارة المدرسة والحارات المجاورة لها بغارات وصورايخ عدة بعضها انفجر والبعض الآخر لم ينفجر ، وكانت الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية قد أصدرت الأمس بيانا استنكرت استمرار العدوان بغاراته على مدينة صنعاء القديمة حيث نفذ فجر الثلاثاء الماضي سلسلة من الغارات على المدينة أدت إلى استشهاد مواطن وجرح آخرين وألحقت دمارا كبيرا في منازل المدينة تفاوتت الاضرار ما بين تدمير كامل ومتوسط ، وأشار البيان إلى أن استمرار الاستهداف الممنهج والهمجي للمواقع والمعالم التاريخية يدل على الحقد والقصد في تدمير تراث اليمن ، وناشد البيان كافة الدول والمنظمات الدولية التي لا زالت تحترم مواثيقها ومبادئها إلى الإسراع في إنقاذ التراث اليمني من هذا التدمير الهمجي لقوى العدوان.
غطاء أممي لهذه الجرائم
ويقول الأخ محمد فارس رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية : عندما يكون هذه الاستهداف الثالث للمدينة التاريخية نفسها حتى الآن ناهيك عن الاضرار الناتجة لحرم المدينة وما جاورها كل هذا يدل على أن العدوان يستهدف ما يريد سواء كانت مدن تاريخية أو مواقع ومعالم أثرية وبغطاء أممي ودولي وهذا ما لاحظناه منذ أول غارة على مدينة صنعاء القديمة بحارة القاسمي ثم العشرات من الغارات على المعالم والمواقع التاريخية في اليمن ، ولا نستبعد أن يكون العدوان قد حصل على الضوء الأخضر من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ويعمل على الجهاز على تراثنا الإنساني في اليمن بل لان العدوان السعودي الأمريكي له موقف من التراث العالمي كدور تخريبي يتبناه كما هو في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من الدول .
وحشية وإصرار في تدمير التراث
من جانبها تقول الأخت امة الرزاق جحاف وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أن ما يقوم به العدوان بحق صنعاء القديمة والتراث بشكل عام جريمة بشعة يندى لها جبين كل حر على هذه البسيطة فاستهداف صنعاء القديمة أمس الأول بهذه الوحشية والأضرار ينم عن مدى الحقد والأرهاب الذي وصل إليه العدوان بقيادة مملكة آل سعود .
وعن المكانة التاريخية لحارة المدرسة أوضحت جحاف أنها من الحارات القديمة ذات المعمار الصنعاني المتميز بخصائصه الفريدة ويكفي أن أسمها المدرسة وفيها جامع المدرسة المقبور بداخله واحد من أشهر علماء اليمن على الإطلاق وهو ابن الأمير الصنعاني .
وفيما يتعلق بالأضرار التي لحقت بحارة المدرسة والحارات المجاورة لها تشير وكيلة الهيئة إلى أن الإحصائيات الأولية التي وصلت إليها اللجنة الفنية للهيئة (41) منزلا تاريخيا توزعت على حارات المدرسة وصلاح الدين وياسر والمفتون ففي حارة المدرسة (خمسة) منازل أضرار متوسطة وجسيمة و(السادس) بيت المسوري تدمير كامل من الداخل واستشهاد صاحب المنزل الكبير في السن ، وفي حارة صلاح الدين وحارة ياسر حوالي 15 منزلاً تقريبا ، بينما يقدر عدد المنازل المتضررة في حارة المفتون التي هي مربع الأمن القومي حوالي (عشرين) ، معتبرة هذه الإحصائيات أولية فقط وليست دقيقة .

قد يعجبك ايضا