” أنت عيدي يا ميدي “
عبدا لله الدومري العامري
(جبهاتنا أعيادنا) وجبهة ميدي كانت عيدي ، نظرت إلى ميدي ورأيتها أرضاً مكشوفة لا يوجد فيها جبال ، فهي صحراء واسعة ، عسكرياً واستراتيجياً فتعتبر ميدي مهمة جداً وهو ما جعل قوى العدوان السعوأمريكي تبذل كل ما استطاعت من أجل السيطرة عليها ولكن خابت ظنونهم وتبددت أحلامهم وتحطمت أصنامهم على أيدي أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية منذ زحوفاتهم الفاشلة ، وعلى الرغم من تلك الحشود التي حشدوها والأسلحة المتطورة التي أشتروها والتغطية البحرية والجوية التي كانت إسناداً لقوى العدوان إلا أن تلك الانتصارات التي حدثت وتحدث في ميدي تشفي الصدور وتزكي النفوس، انتصارات تجعلنا نحمد الله ونشكره على نصره وتأييده .
عندما ذهبت إلى ميدي ورأيت مدرعاتهم المحروقة تملأ صحراء ميدي أدركت بأن قوى العدوان ومنافقيها لم يستطيعوا الصمود أمام ضربات أبطال جيشنا ولجانه الشعبية فكانت الهزيمة هي الحل الوحيد أمامهم، وكان الانسحاب والهروب من ميدي هو الطريق الوحيد الذي يستطيعون سلوكه بعد أن داست أقدام أبطالنا أنوف الغزاة ومنافقيهم ، فهزائم مرتزقة العدوان السعوأمريكي في ميدي ليست إلا درساً بسيطاً من دروس شعب الإيمان والحكمة لقوى العدوان علهم يستفيدون منه ويأخذون العبرة من افواه الأتراك والمصريين بأن اليمن مقبرة الغزاة.
عندما ألتقيت بالمجاهدين في ميدي كان الإيمان يملأ قلوبهم وكانت معنوياتهم مرتفعة كشموخ الجبال وكانوا فرحين بزيارتنا لهم ، قائلين أنتم شركاء انتصاراتنا بصبركم وصمودكم ورفدكم لنا بقوافل كرمكم وكونوا على ثقة بأن نصر الله قريب ، وأثناء إصطحابهم لنا لرؤية الأماكن التي دارت فيها المعارك كانت الطائرات تحلق وتضرب والقذائف المدفعية تتساقط علينا وكأنهم يخافون من رؤيتنا لجثث قتلاهم ومدرعاتهم المحروقة التي تملئ العديد من الأماكن ، وأثناء ذلك القصف وقذائف المدفعية التي كانت تريد قتلنا كنت أنظر إلى المجاهدين كيف كانت ردة فعلهم وما إن نظرت إلى أعينهم رأيتهم مبتسمين وكأنهم يقولون لنا قصفهم هذا لا يخيفنا ولا يهز لنا شعرة، نحن لانستسلم ننتصر أو نموت ! شعرت بأن هذا هو حال لسانهم وواصلنا مسيرنا غير آبهين بقصفهم ، وكانت ميدي هي أجمل عيدي .
حفظ الله اليمن وأهله.
والنصر حليفنا بإذن الله.