موسكو: واشنطن تتظاهر بالقدرة على إدارة “معارضتها” في سوريا

 

أكدت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الحكومية السورية هي الطرف الوحيد الملتزم بوقف إطلاق النار في سوريا رغم محاولات واشنطن أن تظهر للعالم قدرتها على التحكم بـ”معارضيها” في سوريا.

 

وفي تعليقه بهذا الصدد، أشار الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إلى أنه “ورغم دخول الاتفاقات الروسية الأمريكية لوقف إطلاق النار في سوريا يومها الرابع، تبقى مسألة قدرة ما يسمى بـ”المعارضة المعتدلة” على تنفيذه، مفتوحة”.

 

وأضاف: “الفشل حليف جميع المحاولات التي يبذلها شركاؤنا الأمريكيون لإظهار ولو أدنى درجات السيطرة على “معارضيهم”. ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، اتفاق ثنائي، فلا يطبقه سوى طرف واحد”.

 

وتابع: الجيش السوري هو الطرف الوحيد في حلب المستعد للتفاوض، ويتقيد بوقف إطلاق النار، ويعكف على سحب قواته لإتاحة وصول قوافل المساعدات الإنسانية الأممية إلى محتاجيها.

 

واستطرد قائلا: وعلى ما يبدو، فإنه يتعذر على شركاء الأمريكيين العثور في حلب على “المعارضين المعتدلين”، والذين كثيرا ما حكي عن مدى انضباطهم والتحكم بهم.

 

ولفت النظر إلى الصمت الأمريكي على ممارسات “المعارضين الخاضعين لسيطرتها” في محيط الكاستيلو، معيدا إلى الأذهان البث المباشر على مدار اليوم من المنطقة، والذي نظمته وزارة الدفاع الروسية اعتبارا من الخميس 15 سبتمبر/أيلول الجاري باستخدام الكاميرات المنصوبة على الأرض والطائرات بلا طيار التي تحلق في أجواء منطقة وقف إطلاق النار.

 

وتابع: “تواصل ثلاث طائرات أمريكية بلا طيار التحليق على مدار الساعة في أجواء المنطقة المذكورة، فيما يستحوذ الخجل على شركائنا في واشنطن لليوم الرابع على التوالي، ويتسترون على الممارسات الحقيقية التي تصدر عن “معارضيهم” في محيط الكاستيلو، كما يلعبون دور المراقب النائي عمّا يحدث”.

 

وفي سياق الأنباء المتوالية من سوريا، ذكر العقيد سيرغي كابيتسين العامل في حلب في إطار الرقابة على وقف إطلاق النار، أنه جرى تسجيل 16 خرقا لإطلاق النار في الأحياء المدنية، فضلا عن استهداف القوات الحكومية السورية هناك.

 

وأضاف: “لقد تعرضت مدينة حلب يوم أمس لقصف مكثف بالهاون نفذه المسلحون، والوضع في المدينة مشوب بالتوتر، فيما سجلنا من جانبنا 16 خرقا استهدف المدنيين وقوات الجيش السوري”.

 

العقيد ألكسندر زورين الممثل الخاص لوزارة الدفاع الروسية لشؤون فرق الرقابة على وقف إطلاق النار وتسوية القضايا الإنسانية من جهته، أشار في حديث صحفيي أدلى به اليوم في جنيف إلى أن الجانب الأمريكي يتجاهل الأدلة التي تقدمها وزارة الدفاع الروسية وتثبت خرق المسلحين الهدنة في حلب.

 

وقال: “نعكف يوميا على تسليم الأمريكان البيانات المتعلقة بوقف إطلاق النار، ونشير لهم إلى ضرورة التحقيق الموضوعي واتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار الانتهاكات”.

 

وذكر أن الجانب الروسي قد أعرب للأمريكيين عن قلقه حيال احتمال انهيار اتفاقات وقف النار في الكاستيلو. وتابع: “لم يزودنا الأمريكيون حتى الآن بأي بيانات موضوعية حول أسباب انهيار توافقات الهدنة، وطلبوا منا منحهم حيزا إضافيا من الوقت حتى استيضاح جميع ملابسات ما حدث”.

 

هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي من جهتها، ذكرت أن الجانب الروسي سجل منذ بدء الهدنة في حلب 144 خرقا لوقف إطلاق النار. وفي تعليق بهذا الصدد قال النائب الأول لرئيس دائرة العمليات لدى الأركان الروسية فيكتور بوزنيخير: “لا نلمس مع الأسف أي تحسن في صمود وقف إطلاق النار هناك، حيث نسجل زيادة مستمرة في الخروقات التي ترتكبها الفصائل المعارضة”.

 

هذا، ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في حلب في الـ12 من الشهر الجاري حيز التنفيذ، بعد مفاوضات ومباحثات استمرت بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأمريكي جون كيري لأكثر من 14 ساعة، حيث تعهدت واشنطن بمطالبة المعارضة الموالية لها في سوريا بالنأي عن الزمر الإرهابية التي ما انفكت روسيا تتعهد بالقضاء على فلولها حتى النهاية في سوريا وأي مكان آخر تهدد منه أمنها.

 

هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي، أكدت من جهتها أن ما يسمى بـ”المعارضة المعتدلة” لا تلتزم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في حلب، حيث انتهكت الهدنة منذ اليوم الثاني لسريانها 45 مرة.

 

ولا بد من الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الروسية أطلقت على موقعها الرسمي بثا حيا ومباشرا للوضع في حلب على مدار الساعة باستخدام كاميرات فيديو منصوبة على الأرض، في حي الخالدية والمنطقة المجاورة له، فضلا عن البث المباشر كذلك من أحياء حلب الشرقية باستخدام الطائرات بلا طيار.

 

المصدر: وزارة الدفاع الروسية وRT

 

قد يعجبك ايضا