القول الواضح في الرد على الزيف الفاضح
يوسف يحيى الشامي
لقد استمعنا للمؤتمر الصحفي لخادم أبي سفيان “سلمان” المدعو الجبير وسيده “كيري” ولن نتطرق إلى التعليق على كل ما جاء في مؤتمرهما الصحفي ولا إلى ما جرى في لقائهم الرباعي فمن العجب العجاب وسخافة العقول والإفهام ولجهلهم الجهول أن يظهر الجبير ليتحدث أن الحوثيين لا يتجاوز عددهم الـ50 ألفاً ونسي أن الذين يواجهون عدوانهم الغاشم هم الشعب اليمني بكل فئاته وأطيافه وشرائحه وأجناسه وأن الشعب اليمني المناضل هو الذي يواجه عدوان دول التحالف ومن ورائهم من دول الاستعمار والاستكبار، فإرادة الشعب اليمني القوية وإيمانه الراسخ وثباته وصبره وفوق كل ذلك وقبله فإن الله معهم ناصراً ومعينا هو، من يستمد منه الدعم للـ50 ألفاً وللشعب كله الذي ثبت وصبر أمام عدوانكم غير المسبوق بجميع أسلحة التدمير والقتل والإبادة لكل ما على الأرض من بشر وحجر وشجر من دون شفقة ولا رحمة للأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين المؤمنين.
إن صمود الأبطال وثبات الرجال والنساء والأطفال ثبات الجبال الراسيات بدعم ومدد من عند الله الناصر للمؤمنين والمعين للمتقين بوعده تعالى في قوله عز من قائل في سورة آل عمران: ” إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ124/3بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ 125/3وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ126 “صدق الله العظيم.
فهذا المدد الإلهي هو الذي أدى إلى الانتصارات المذهلة داخل الأراضي السعودية وفي جميع جبهات القتال: ” كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ” وكذلك فقد صدق على آل سعود قوله سبحانه وتعالى في بني إسرائيل في سورة البقرة: ” وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ” فحرموا مما كانوا يتمتعون به من نعمة المال والأمن والاستقرار بفضل الأماكن المقدسة ودعوة أبونا إبراهيم عليه السلام وأنهم تكبروا وبغوا واعتدوا على إخوانهم اليمنيين وحيث أن المال مال الله بدلا من أن يسخرونه لما ينفع الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، استخدموه في غير ما يرضي الله وأسرفوا في استخدامه لتدمير الإسلام فأعمى الله أبصارهم، وقادهم غرورهم وهواهم إلى حتفهم وأنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”.
فانطبقت عليهم الآية القرآنية الكريمة السالفة الذكر والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال وحكم الإمام علي عليه السلام حيث يقول رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم في حثه اليمنيين على حروبهم ضد آل سعود المعتدين بقوله:
* ” فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم”
* ويقول عليه الصلاة والسلام ” ولو سلك الناس وادياً وشعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم سوف تلقون بعدي أثره فاصبروا حتى تلقوني على الحوض”
* ويقول عليه الصلاة والسلام: ” الإيمان ها هنا، وأشار بيده إلى اليمن، والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين، عند أذناب الإبل، من حيث يطلع قرن الشيطان”
* وقال أيضاً ” الإيمان يمان – والفتنة ها هنا يطلع قرن الشيطان” ومصدر الأحاديث جميعها صحيح البخاري.
ومن قول الإمام علي رضي الله عنه -وكرم الله وجهه- وهو باب مدينة العلم بلا خلاف:
* أيها الناس إنا قد أصبحنا في دهر عنود وزمن كنود يعد فيه المحسن مسيئاً ويزداد الظالم فيه عتوا لا ننتفع بما علمنا ولا نسأل عما جهلنا ولا نتخوف قارعة حتى تحل بنا”
* وقد ارعدوا وابرقوا ومع هذين الأمرين الفشل ولسنا نرعد حتى نوقع ولا نسيل حتى نمطر.
* اتخذوا الشيطان لأمرهم ملاكاً واتخذهم له أشراكا فباض وفرخ في صدورهم ودب ودرج في حجورهم فنظر بأعينهم ونطق بألسنتهم فركب بهم الزلل وزين لهم الخطل فعل من قد شركه الشيطان في سلطانه وفي نطق بالباطل على لسانه.
وفي علماء السوء ” الوهابية” يقول:
* إن أبغض الخلائق إلى الله رجلان رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل مشغوف بكلام بدعة ودعاء وضلالة فتنة لمن افتتن به ضال عن هدي من كان قبله مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته حمال خطايا غيره رهن بخطيئته.
* ورجل قمش جهلا موضع في جهال الأمة عاد في أغباش الفتنة عم بما في عقد الهدنة قد سماه أشباه الناس عالما وليس به بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى من ماء آجن واكتثر من غير طائل جلس بين الناس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره فإن نزلت به إحدى المبهمات هيا لها حشوا رثا من رأيه ثم قطع به فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ فإن أصاب خاف أن يكون قد أخطاً وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب جاهل خباط جهالات عاش ركاب عشوات لم يعض على العلم بضرس قاطع يذرو الروايات ذرو الريح الهشيم لا ملي والله بإصدار ما ورد عليه ولا أهل لما قرط به لا يحسب العلم في شيء مما أنكره ولا يرى أن من وراء ما بلغ مذهبا لغيره وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه تصرخ من جور قضائه الدماء وتعج منه المواريث إلى الله أشكو من معشر يعيشون جهالا ويموتون ضلالا ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمناً من الكتاب إذا حرف عن مواضعه ولا عندهم أنكر من المعروف ولا اعرف من المنكر.
* أصناف المسيئين: والناس على أربعة أصناف منهم من لا يمنعه الفساد في الأرض إلا مهانة نفسه وكلالة حده ونضيض وفره ومنهم المصلت لسيفه والمعلن بشره والجلب بخيله ورجله قد أشرط نفسه وأوبق دينة لحطام ينتهزه أو مقنب يقوده أو منبر يفرعه ولبس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمنا ومما لك عند الله عوضاً ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا قد طامن من شخصه وقارب من خطوه وشمر من ثوبه وزخرف من نفسه للأمانة واتخذ ستر الله ذريعة إلى المعصية ومنهم من أبعده عن طلب الملك ضئولة نفسه وانقطاع سببه فقصرته الحال على حاله فتحلى باسم القناعة وتزين بلباس أهل الزهادة وليس من ذلك في مراح ولا مغدى.
* أما بعد فإن الله لم يقصم جباري دهر قط إلا بعد تمهيل ورخاء ولم يجبر عظم أحد من الأمم إلا بعد أزل و بلاء وفي دون ما استقبلتم من عتب وما استدبرتم من خطب معتبر وما كل ذي قلب بلبيب ولا كل ذي سمع بسميع ولا كل ذي ناظر ببصير فيا عجبا وما لي لا أعجب من خطا هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها لا يقتصون أثر نبي ولا يقتدون بعمل وصي ولا يومنؤن بغيب ولا يعفون عن عيب يعملون في الشبهات ويسيرون في الشهوات المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم وتعويلهم في المهمات على آرائهم كان كل امرئ منهم إمام نفسه قد أخذ منها فيما يرى بعرى ثقات وأسباب محكمات.
* الراغبون في الله : وبقي رجال غض أبصارهم ذكر المرجع وأراق دموعهم خوف المحشر فهم بين شريد ناد وخائف مقموع وساكت مكعوم وداع مخلص وثكلان موجع قد أخملتهم التقية وشملتهم الذلة فهم في بحر أجاج أفواههم ضامزة وقلوبهم قرحة قد وعظوا حتى ملوا وقهروا حتى ذلوا وقتلوا حتى قلوا.
* التزهيد في الدنيا: فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرط وقراضة الحلم واتعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يتعظ بكم من بعدكم وارفضوها ذميمة فإنها قد رفضت من كان أشغف بها منكم.
وإنا لا نقول لهواً من الحديث وبهتاناً ولا لغواً من القول وزورا ولكننا نقول ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله الأعظم وخليفته من بعده ووصيه علي كرم الله وجهه ونحذر آل سعود وأمثالهم ممن يسرفون في إنفاق أموال الأمة الإسلامية في اللهو واللعب وتدمير ديار المسلمين وتفريق عباد الله المؤمنين وقتل الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين بأيديهم وأسلحة وخطط صهيونية أمريكية غربية يقول الله سبحانه وتعالى محذراً لهم ( بسم الله الرحمن الرحيم) (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ(1)حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ(2)كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ(3)ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ(4)كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ(5)لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ(6)ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ(7)ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم(8)) صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم والله الهادي إلى سواء السبيل فهو نعم المولى ونعم النصير.