صنعاء في ظل العدوان
عبدالوهاب محمد شمهان
عندما نذكر صنعاء نعني بهذا الاسم قلب اليمن صنعاء التاريخ والمجد والسلام والفنون والجمال جمال الروح والعمارة والتراث، صنعاء الصمود والتضحية، هذه المدينة التاريخية اهتم بها العالم واهملها المسؤولون عنها وبعض أبنائها ونقلوها من مدينة مدونة في التراث العالمي وتحت حماية اليونسكو إلى ساحة مفتوحة للعبث والمتاجرة والبيع والشراء وتشويه معمارها وهدم أسوارها ، وتتم تلك الأعمال المسيئة للدولة والحكومة والأجهزة المعنية وبرزت هذه الأعمال المشينة مع العدوان ويستغلها ذوو الأطماع وأصحاب الأموال أو ذوو النفوذ ، وفي ذات الوقت تشكل تلك الأعمال تحدياً للرأي العام والدولة حتى أصبح يتردد أن مثل هذه الاعتداءات أكثر عدوانية من الأعداء وطيرانهم ومؤخرا تم الاعتداء على هذه المدينة بحماية من الأمن وتحت إشراف السلطة المحلية وبموافقة رئيس الهيئة العامة للمدن التاريخية وبأمر من أمين العاصمة كما يتردد.
أليس في هذا عجب واستهتار وعدم مبالاة ومن قال إن المعنيين الأدنى في الهيئة المسؤولة لا علم لهم ولاحول ولاقوة وقد سبقت الكثير من المخالفات ومن عليهم الضبط يصمون آذانهم ويغمضون عيونهم ..إن العقود والمواثيق الموقعة مع اليونسكو ملزمة للدولة والحكومة بحماية المدينة من أي هدم او تخريب اوتغيير في نوعية البناء الذي يجب أن يتم بموافقة الهيئة المعنية وتحت إشرافها كونها المسؤول المباشر عن المدينة وليس السلطة المحليه ولكن تغير الأحوال وانشغال الدولة والحكومة أعطى المتنفذين الجدد مجالاً واسعاً في صنعاء القديمة وفي كل أوجه العمل في الوزارات وهم من يجب أن يكونوا القدوة والأكثر إلتزاما باحترام الدولة والحكومة وأجهزتها واختصاصاتها واحترام السكان والأصوات التي رفعت وبصوت عال إلا أنها لاتصل لمن بيدهم القرار .
صنعاء القديمة إن لم يهتم بها أهلها سيفقدون يوما ما مدينتهم وسوف يكون الندم يوماً لا ينفع وإن لم يهتم بها اليمنيون فقد فرطوا بتاريخهم بعد زبيد وشبام حضرموت وتريم وسيئون وجبلة وثلا وكوكبان وسلام كوكبنا.
نحن اليمانيون نتحدث كثيرا عن التراث وأهميته الثقافية والتاريخية والسياحية وأنه هويتنا، وللأسف نحن من يحمل المعول ويبدأ بالهدم والتشويه وبحماية من يجب عليهم حماية المدينة من أي تشويه لمعالمها .
فبدلا من القيام بأعمال الصيانة يتم استخدام الجرافات وآلات الحفر واستخدام المواد الاسمنتية المسلحة الممنوع استخدامها في كل محيط حماها ، لقد وضعت كل مصلحة ومنفعة فوق المصلحة العامة لصنعاء القديمة وسكانها الأبرياء الأتقياء، فهل من دور لسلطات الدولة العليا للمراجعة والمحاسبة وحتى لايقال كان ذلك بموافقة الجميع وأن لاقيمة للحياة الإنسانية والتاريخ والتراث والمعمار أنها مدينة تاريخية حية وسوف تقتل وتصبح من الأموات وأن بدلت بأبراج نيويورك وماليزيا وسنغافورة وهو ما لن يحدث ولكنها أعمال تشويه تحولها إلى مجموعة من المنازل المتنافرة والسكان الجدد الذين لا صلة لهم بالمدينة وبقيمها وأخلاقها وحياتها وأسواقها وتعاون أبنائها ، غدا سوف ترون كيف تستغل هذه التصرفات وماهي ردود الفعل الدولي.
قد يقول قائل: وماعلاقتك وجوابي :إنه الوطن، فصنعاء هي اليمن واليمن هي صنعاء ليس مبالغة ولكن كل إنسان وطني يجب أن يشعر بهذا الشعور فإذا فقدناه فقدنا كل صمود وشموخ.