موسكو/ دمشق/ وكالات
وصف الكرملين الهدنة بسوريا بأنها هشة جدا لكنها تبعث على الأمل في توفير الظروف الملائمة للحوار السياسي، في الوقت الذي اعتبرت فيه واشنطن اتفاق الهدنة آخر فرصة للحفاظ على وحدة البلاد.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي في تصريح أمس: “بلا شك يعطي ذلك أملا في أن تساهم (الهدنة) في التسوية السلمية بالإضافة إلى توفير الظروف الملائمة للتسوية السياسية”.
لكنه حذر في الوقت نفسه من أن نظام الهدنة ما زال هشا بقدر كبير.
وأردف قائلا: “الهدف الرئيسي حاليا هو أن ننتظر الفصل بين المعارضة المعتدلة والتنظيمات الإرهابية”. وشدد: “إنها مهمة رئيسية ومن المستبعد إحراز أي تقدم إلى الأمام بدون تحقيق هذا الهدف”.
بدوره دافع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن الاتفاق الروسي الأمريكي حول الهدنة، معتبرا إياه آخر فرصة للحفاظ على وحدة أراضي سوريا.
وقال كيري في مقابلة صحفية بثت أمس: “إنها آخر فرصة للحفاظ على سوريا موحدة. وفي حال فشلنا في تحقيق وقف إطلاق النار والوصول إلى طاولة التفاوض، ستزداد حدة الاقتتال بقدر كبير”.
وتساءل الوزير الأمريكي قائلا: “ما البديل؟ هل نريد بديلا يرفع حصيلة القتلى من 450 ألف إلى أكثر من ذلك.. من يعرف بكم ألف قتيل أكثر سيكون؟ السيطرة على حلب بالكامل؟ قصف عشوائي من قبل الأسد وروسيا يتواصل لأيام على التوالي، بينما نجلس هنا مكتوفي الأيدي!”.
وأكد كيري أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يدعم الاتفاق مع روسيا.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد ذكرت أن عقد الاتفاق مع روسيا بشأن سوريا أدى إلى تعميق لانقسام في الإدارة الأمريكية، إذ ما زال وزير الدفاع الأمريكي اَشتون كارتر يشكك كثيرا في فائدة الاتفاق ويدعو إلى عدم الثقة بموسكو، في الوقت الذي تدافع فيه الخارجية الأمريكية عن الصفقة.
لكن كيري شدد قائلا: “إذا كان الرئيس الأمريكي مستعدا (لتطبيق الاتفاق) فإنني اعتقد أن الجيش سيكون جاهزا أيضا”.
وأضاف إن الحديث لا يدور عن تراجع واشنطن “عن معاييرها”، لكن عليها أن تفي بالتزاماتها وفق الصفقة.
وأقر كيري بأن مقاتلي “المعارضة المعتدلة” المدعومين من قبل واشنطن ودول الخليج، يخسرون أمام القوات الحكومية المدعومة من قبل روسيا.
واستدرك قائلا: “إن وتيرة الضربات التي يتعرضون له من قبل الأسد والروس ستدفعهم إلى أحضان النصرة وداعش. وسنرى تنامي النزاعات المتطرفة في صفوفهم”.
وكانت الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ مساء الاثنين الماضي. وأكدت موسكو وواشنطن تراجع مستويات العنف، على الرغم من استمرار الخروقات، علما بأن الجانب الأمريكي لم ينجح حتى الآن في إقناع كافة الفصائل المدعومة من قبله، الالتزام بنظام وقف إطلاق النار.
لكن الجزء الإنساني من الصفقة لم يبدأ تنفيذه حتى الآن، إذ رفضت دمشق نقل المساعدات من تركيا إلى حلب بدون تنسيق معها.
وحسب الاتفاق الروسي الأمريكي سيبدأ طيران البلدين بتوجيه ضربات منسقة إلى الإرهابيين في حال صمود الهدنة لمدة 7 أيام.
من جانب اَخر أكد الجيش السوري استهداف أحد مواقعه في جبل الشيخ بالجولان بصاروخين إسرائيليين، مشيرا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية تأتي بهدف عرقلة تطبيق الاتفاق الروسي الأمريكي.
ونقلت وكالة “سانا” للأنباء عن مصدر عسكري أمس، قوله: “في إطار دعمه للتنظيمات الإرهابية أقدم كيان العدو الإسرائيلي على الاعتداء على مربض مدفعية للجيش العربي السوري في السفح الشرقي لجبل الشيخ.”
وأوضح المصدر أن الهجوم، استهدف مربضا للمدفعية في موقع عين البرج بصاروخين أطلقتهما طائرة إسرائيلية من داخل الأراضي المحتلة ما أدى إلى تدمير أحد المدافع وإعطاب آخر.
واعتبر المصدر أن “هذا الاعتداء يأتي إمعانا من العدو الإسرائيلي في دعم إرهابيي جبهة النصرة ذراع القاعدة في بلاد الشام ومحاولة واضحة للتصعيد وعرقلة تطبيق الاتفاق الروسي الأمريكي (الخاص بتسوية الأزمة السورية).
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن طيرانه أغار على مواقع للقوات السورية في جبل الشيخ، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، بزعم سقوط عدد من القذائف في الجولان المحتل.
Next Post