تركيا.. من العربدة إلى الاستجداء

نـبـض

محمد العزيزي

بعد فشل تركيا بتنفيذ مخطط فوضى الربيع العربي في سوريا و مصر وعدد من الدول العربية ؛ ظهر رئيس الوزراء التركي علي يلدرم نهاية الأسبوع الماضي وهو يطلق مبادرات مصالحة و تطبيع العلاقات مع دول الجوار وتقليل حالة العداء ؛ و كان يقصد سوريا و مصر .
يلدرم أطلق تصريحه مؤكدا فيه ” أن بلاده ترغب بتطبيع العلاقات مع مصر وسوريا ” و ذلك بعد نجاح بلاده في تطبيع العلاقات مع إسرائيل و روسيا .. هذه التصريحات التي أطلقها يلدرم مؤخرا لم تأت لتكفير أخطاء بلاده بحق شعوب هذه البلدان بل لأن بلاده تشعر بحمى ولهيب الخطر الذي يداهمهم من كل مكان و لعل الإرهاب الذي كان يعبر من الأراضي التركية أصبح يتدفق ويرجع مكان العبور والتصنيع و هذا الأمر واضح و جلي من خلال الأحداث التي تشهدها المدن التركية . أما الأمر الأخر و هو لا يقل خطورة عن الإرهاب و الإرهابيين حيث الاقتصاد لتركيا كان على شفى حفرة من التدهور و التآكل فلا سياحة ولا استثمار و حالة الرعب في أوساط البيوت التجارية و الاستثمارية التركية من التفجيرات و الإرهاب و العقوبات الاقتصادية و القطيعة و حالة العداء التي تشهدها و تواجهها من قبل شعوب و دول الجوار . ولأن الاقتصاد ركيزة أساسية في بقاء البلدان قوية في السلم و الحرب ولأن السياسة و الحروب تقوم في الأساس على المصالح الاقتصادية بين الدول و في حال تقاطع هذه المصالح تنشب وتدق طبول الحروب و لهذا بدأت تركيا تستشعر هذا الخطر الداهم عليها وأعلنت أنها ترغب في تطبيع العلاقات مع دول الجوار وتقليل الأعداء للدولة التركية .
و السؤال الذي يفرض نفسه في الوقت الراهن: هل السعودية قرأت تلك المخاطر المحدقة بها ودويلات الخليج كما قرأته تركيا ؟ .. و جعلها تنزل من على العربة والعربدة إلى موقف الاستجداء و العفو وعرض المصالحة وتطبيع العلاقة بينها و بين سوريا ومصر حيث كانت تركيا تعتبر هاتين الدولتين العربيتين دولاً شريرة و يجب قلب الطاولة على رأس حكامهما وشعوبهما ؛ وتحولت لغة التهديد و الوعيد إلى لغة العفو والمسامحة والإخاء و حسن الجوار ؟!! الجواب على هكذا سؤال وبطبيعة الحال نتركه لما ستثبته الأيام و الأشهر القادمة خصوصا وإن البيانات المنددة بالعدوان السعودي على اليمن بدأت تعلو وتتزايد ؛ فضلا عن التدهور الاقتصادي الخاص أو الاستثمار الخاص الذي يعاني بشكل واضح و جلي و هو ما يؤكده المواطن اليمني المغترب في المملكة و المواطن السعودي ناهيك عن المنظمات الدولية المتربصة بالمملكة لامتصاص اكبر قدر ممكن من أموالها الذي تستخدمه دولة العدوان لأجل شراء الذمم و المواقف وتكميم أفواه تلك المنظمات العالمية.

قد يعجبك ايضا