تعز وصعاليك التحرير
هارون شداد
كلما بسط مرتزقة الرياض وأذيالهم نفوذا على مدينة تعز .. كلما زادت الجريمة انتشارا والأخلاق انحطاطا وسقوطا مدويا.. تعز التي انتظر الضعفاء فيها طويلا لعلهم يصحون يوما على تعز الجميلة التي كانت قبل هذا الواقع البشع.. ففي الواقع لم يعد يحلم أبناء المدينة بأي شيء غير الأمن والأمان على نسائهم وأطفالهم الذين يتعرضون لجرائم تزداد بشاعتها يوماً بعد يوم. كنا نظن أن جرائم السحل والبتر والقتل هي الأشد والأكثر بشاعة في حق المدنيين القاطنين في نطاق المناطق التي يسيطر عليها مرتزقة الرياض القابضون للثمن بالسعودي والدولار ..لكن المفاجآت كانت تتوالى كالصواعق على أبناء المدينة فتارة يصحون على عمليات اختطاف وتارة” يصحون على عمليات الاغتيالات هنا وهناك .. كان آخرها تصفيات قيادات نصبت تحت ما يسمى بالقيادات الأمنية في المدينة.. لا يمر يوم إلا ونسمع عن صعاليك المدينة أنهم القادة اليوم ..
قيادات تسترزق وتقتل وتسفك وترتكب المحرمات..! أولئك الذين كانوا على أرصفة الطرقات في الشوارع العامة والحواري .. يتحرشون طالبات المدارس والنساء في الأسواق .. المتسكعون في الشوارع الذين يجمعهم الليل والحشيش والمخدرات واليوم نراهم أصبحوا قادة ومتحكمين في واقع هذه المناطق .. فأي بؤس ومأساة على تعز أكبر من هذه المأساة والواقع المخزي الأليم. فخلال أسبوع يشتعل القتال فيما بينهم وسط المدينة بلا أدنى مبالاة بحياة الآخرين الأبرياء ودون أي وازع أخلاقي وفي وضح النهار .. تراهم كالعصابات الضالة ينهبون ويسلبون البيوت والتجار والمحلات بل ويقتلون بدم بارد فقط لمجرد اللهو والتسلية ….أي واقع هذا الأشبه بالكابوس .. وفوق ذلك تجد هناك قيادات حزبية رخيصة بل وضيعة تبرر لهم تلك الأفعال والجرائم تحت مبرر المعركة والحسم ..أي معركة وأي حسم ..هؤلاء الحثالة هم أسوأ كارثة حلت بتعز على الاطلاق.. أطالوا لحاهم هؤلاء المستئذبون وكانت رشا آخر ضحاياهم !!! حتى من كان منهم يدعي ضبط الأمن أصبح عدوا لهم من ذاتهم كضابط الأمن موسى الذي لم يسلم من محاولة الاغتيال وكانوا قد أعدوا له بيان النعي ونسب جريمة الاغتيال لعفاش والحوثي وكمن يقتلون القتيل ويمشون في جنازته .. لا دين لهم ولا ملة حتى في ذات بينهم ففضحهم الله وأخزاهم بأعمالهم القذرة والدنيئة. والسؤال: إلى متى ستظل تعز تحت رحمة الأراذل واللفيف من السفلة والمجرمين؟ متى يأمن الناس هنا على أرواحهم من هذا العبث …ومتى تتمكن المرأة من الخروج إلى البقالة لتشتري لأطفالها الطعام والثياب بطمأنينة وسلام؟ . فهؤلاء الذين أطالوا لحاهم .. ورفعوا الرايات السوداء هؤلاء الوباء الذي أصاب تعز قتلوا الأمن والأمان والناس الأطفال والنساء قتلوا كل شيء جميل في تعز وأتوا بكل القبائح والجرائم والمجرمين وكل أنواع المعاناة والألم للناس. أين العقلاء من أبناء المحافظة الذين تتحرك ضمائرهم لينظروا من ادعوا أنهم مشائخهم ..كيف دمروا وأفسدوا وأجرموا. هل سيتساءل أحد منهم في نفسه؟: هل تبقى بعض من الوازع أو ذرة أخلاق أم أنهم فعلا هم أرباب السفهاء والأراذل من قتلوا تعز باسم تحريرها؟!!!