ولد الشيخ موظف سعودي لدى الأمم المتحدة
حسن الوريث
منذ أول وهلة لفرضه من قبل السعودية على الأمم المتحدة مبعوثا إلى اليمن عمل إسماعيل ولد الشيخ وبكل جهده على إرضاء أسياده الذين وظفوه ودفعوا فيه ملايين الدولارات للمنظمة الدولية وله شخصياً وفي إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن حاول ولد الشيخ أن يظهر ولاؤه المطلق للريال السعودي وكان كل همه أن يتم إيقاف التصعيد العسكري في الحدود فقط دون الاكتراث لكل ما يحصل في اليمن من قتل للمواطنين وتدمير لمساكنهم ومقدرتهم .
كل ما قدمه ولد الشيخ في إحاطته لم يعدو عن كونه ترديداً لنفس الكلام الذي يطرحه نظام بني سعود من أول يوم للعدوان تسليم السلاح والانسحاب من المدن وخاصة صنعاء التي قال إنها يجب أن لا تكون تحت سيطرة جماعة معينة، بل يريدها ان تكون تحت سيطرة السعودية التي عجزت عن تحقيق ذلك رغم كل تلك المحاولات والتجنيد للمرتزقة وكل ذلك القصف وكل تلك الأموال التي دفعها نظام بني سعود في سبيل الوصول إلى صنعاء، كما أن ولد الشيخ في إحاطته نسي أو تناسى كل تلك المجازر البشعة التي يرتكبها العدوان في حق اليمنيين وقصف المستشفيات والمدارس والمناطق السكنية بحيث لم يذكر كل ذلك ولم يعبر عن قلقه على الأقل كما هي عادة مسؤولي منظمة الأمم المتحدة .
ولد الشيخ في مجلس الأمن نسي أنه مبعوث الأمم المتحدة وقدم نفسه كأنه مبعوث السعودية إلى المفاوضات اليمنية ودافع عن رؤيتها التي طرحتها منذ اليوم الأول للعدوان بل إنه أكثر إصراراً عليها، كما أنه تحدث وبشكل مفصل وإنساني عن تلك المسحة واللمسة الإنسانية التي تتمتع بها السعودية تجاه الشعب اليمني ممتدحاً هذا النظام وما يقدمه من مساعدات إنسانية- حد وصف وتعبيره- متناسياً أن الشعب اليمني يستقبل كل يوم آلاف الصواريخ التي تلقيها طائراتها الحربية والتي تقتل المواطنين والأطفال والنساء وتدمر كل ما له علاقة بالحياة في اليمن.. فهل هذه هي الإنسانية التي يقصدها ولد الشيخ ؟.
مما لا شك فيه أن ما طرحه ولد الشيخ في مجلس الأمن يزيدنا إصراراً على توجيه رسالتنا للمجلس السياسي الأعلى باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب اليمني بعدم التعويل على الأمم المتحدة وموظفها السعودي ولد الشيخ، بل يجب أن نعول على ما يسطره أبطال الجيش واللجان الشعبية في الجبهات وخاصة ما وراء الحدود من انتصارات وضرورة الاستمرار في مواصلة التقدم حتى تحرير أراضينا المحتلة ” نجران وجيزان وعسير ” والانطلاق إلى ما ورائها لتكون المعادلة الحقيقية التي يفهمها نظام بني سعود .
وبالتأكيد يجب أن لا نلتفت إلى ما يقوله هذا الموظف لدى نظام بني سعود ولا نحمله أي مسؤولية لفشل المفاوضات التي كان يراد بها إعطاء المزيد من الوقت لتحالف العدوان الشيطاني لتنفيذ المزيد من التدمير والقتل، وبالتالي فما يجب علينا فعله هو الاستمرار في الخطوات التي بدأنا بها وتشكيل الحكومة وتمتين الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان لإدارة المعركة سياسياً وعسكرياً وإعلامياً وفي كافة الأصعدة وتلقين العدو السعودي ومرتزقته الدروس التي يجب أن يتلقوها وإجبار النظام السعودي على التفاوض مع اليمن لتقديم الاعتذار للشعب اليمني عن هذه الحرب الظالمة التي شنها بدون وجه حق وتقديم كافة التعويضات المادية والمعنوية وإعادة إعمار كل ما دمره العدوان من البنية التحتية إضافة إلى إعادة كافة أراضينا المحتلة التي كان يسيطر عليها بموجب اتفاقيات الطائف وجدة والتي قضى عليها وألغاها بعدوانه غير المبرر على الشعب اليمني .