العيد…وتحديات العدوان
ا
أهلا بك يا عيد الله الأكبر، أهلا بك في بلاد السعيدة شاهدا على أبشع الجرائم العصرية التي تقترفها بحقنا نحن اليمنيين قوى كنا نعدها جيراننا وبعض أهلنا وإخوتنا في العروبة والإسلام، لكنها تنكرت لحقوق الجوار، وضربت عرض الحائط بكل الروابط الأخوية والوشائج القومية والدينية والحقوق الإنسانية، وسخرت إمكانياتها وحشدت مرتزقتها في عدوانها الهمجي البربري بحق أبناء الشعب اليمني ومقدراته.
أهلا بك يا عيد الله الأكبر شاهدا على الصراع العالمي الحاد بين الحق والقوة، وتراجع أنصار الخير وقلتهم، وسيادة البترودولار ونفوذه في تزييف الوعي وشراء المواقف وتسخير القوى العظمى في ذبح القيم الإنسانية والانتصار للظالم على المظلوم، وإدانة الضحايا ومنح صكوك البراءة للجلادين .
أهلا بك يا عيد الله الأكبر شاهدا على عقلية النفط الاستعلائية التي لم تستجب لأصوات قوى الخير والسلام في الأمم المتحدة وسائر الأصوات الداعية إلى إيقاف العدوان السعودي اليومي على الشعب اليمني ورفع الحصار الجائر وإنهاء الحرب الظالمة، بل تركت آلتها الحربية التدميرية تقترف جرائمها بحق المدنيين اليمنيين والبنى التحتية والتراث الإنساني في وحشية تذكر بوحشية الكيان الصهيوني وتتفوق عليه إجراما؛ لأنها ترى في ذلك هزيمتها المنكرة على المستويين الداخلي والخارجي:
فعلى مستوى الداخل اليمني سيفضي الحل السياسي بين القوى اليمنية إلى تحقيق انتخابات برلمانية ورئاسية تعبر فيها الجماهير اليمنية عن إرادتها الحرة في اختيار القوى التي تمثلها في قيادة الشعب ورغبتها في التحرر من هيمنة المملكة ووصايتها على القرار اليمني الذي ظلت مسيطرة عليه منذ عقود من الزمن، والسعي إلى بناء الدولة الديمقراطية المدنية العادلة وتحقيق التعايش السلمي بين أفراد المجتمع ومكوناته المختلفة وبالتالي انحسار أدوات المملكة العميلة في الداخل وفشلها في فتح جبهات اقتتال داخلية بين اليمنيين تعمل على تغذيتها والتحكم في مساراتها.
أما على المستوى الخارجي فإن توصل اليمنيين إلى حل خلافاتهم سياسيا سيقدم المملكة إلى العالم على أنها دولة عدوانية لا سيما أن جرائمها التي اقترفتها آلتها الحربية في اليمن قد تجاوزت جرائم الكيان الصهيوني وتفوقت عليه، وبالتالي تستحق تقديمها إلى المحاكم الدولية كمجرمة حرب ضد الإنسانية .
وللسببين الآنفين تسعى المملكة إلى إفشال التقارب بين المكونات اليمنية المختلفة وتوصلهم إلى حل سياسي عادل، مسخرة أموالها في تقديم الرشاوى وشراء قوى النفوذ العالمية لتقف معها في تبرير خيارها العسكري الذي انتهجته بوصفه الخيار الوحيد لحل المشكلة اليمنية وأنها وحدها قد نابت عن العالم في تحمل تبعاته .
قد تنجح المملكة لبعض الوقت في استغلال خلافات اليمنيين في تحقيق مآربها العدوانية، لكن هذه السياسة ستخفق حتما أمام الأجيال اليمنية القادمة، لا سيما هذا الجيل الذي ستتفتح مداركه العقلية على جرائم القتل والتدمير والخراب الذي ألحقه العدوان السعودي باليمن السعيد .