> المسجد يعود تاريخه إلى القرن الثالث الهجري ويحوي نقوشا وزخارف بديعة
> السياني : تدمير المسجد امتداد لاستهداف اليمن أرضاً وإنساناً تاريخاً وحضارة
الثورة / عبدالباسط النوعة
يتواصل الاستهداف الممنهج للمواقع والمعالم التاريخية والأثرية في اليمن من قبل طائرات العدوان، فعشرات المواقع والمعالم تم استهدافها حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من (70) معلما وموقعا تم استهدافها على مدى قرابة عام وسبعة أشهر . فقبل أيام قلائل قام العدوان باستهداف مسجد جبل النبي شعيب الأثري في مديرية بني مطر بصنعاء وتدميره بشكل كامل .
تشير بعض المصادر إلى أن هذا المسجد يرجع تاريخ بناءه إلى سنة 200 للهجرة وأعيد ترميمه سنة 388 للهجرة وهو موجود في أعلى جبل النبي شعيب الجبل الأشهر والأعلى على مستوى شبه الجزيرة العربية . هذا وكانت السلطة المحلية لصنعاء المحافظة ومعها مكتب الأوقاف قد أدانتا هذا الاستهداف المتعمد لهذا المعلم الديني والحضاري البارز واعتبرتا هذا الاستهداف إفلاسا لقوى العدوان التي تعجز اليوم عن النيل من إرادة وقوة شعب اليمن ولهذا تسعى إلى طمس وتدمير حضارة اليمن الضاربة جذورها في أعماق التاريخ .
تحد صارخ
وبدورها أكدت الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن استمرار العدوان في قصف المواقع والمعالم الأثرية برغم كل النداءات والتحذيرات والمطالبات العالمية يدل على المنهجية والتعمد في الاستهداف والحقد الدفين من قبل دول العدوان على التراث اليمني .
وقالت الهيئة في بيان استنكار لما وقع من تدمير لمسجد جبل النبي شعيب الأثري حصلت الثورة على نسخة منه: إن دول العدوان لا تضع أي اعتبارات إنسانية أو حضارية ولا يهمها المنظمات العالمية ولهذا أصبحت تتحدى كل الأهداف والمواثيق الدولية التي تجرم وتحرم استهداف مواقع التراث باعتباره تراثا إنسانيا يخص البشرية جمعاء إلا أن العدوان تحدى كل النداءات والمطالبات المتكررة للمنظمات الدولية بوقف استهدافه لمواقع التراث بل ولم تلتفت له لاسيما تلك النداءات التي جاءت على لسان السيدة ايرينا بكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو .
وطالب البيان بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول استهداف التراث اليمني واتخاذ قرار ملزم على دول العدوان بوقف استهداف مواقع التراث في اليمن .
روحانية المكان
واعتبر رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهندس السياني في تصريح لـ (الثورة ) أن استهداف مسجد جبل النبي شعيب التاريخي يعتبر امتداداً لاستهداف العدوان لليمن تاريخا وحضارة وأرضا وإنسانا منذ ما يقارب العام وسبعة أشهر وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع الذي لم يحرك ساكنا بل على العكس من ذلك نراه قابعا تحت هيمنة الريال السعودي .
وقال السياني: إن مسجد جبل النبي شعيب الذي دمره العدوان الغاشم فضلا عن تاريخه العريق فهو من أجمل المساجد اليمنية زخرفة وبناء فهو يحوي زخارف بالوان وإشكال متعددة وفيه ملحقات عديدة ويحوي على بركة مقضضة بأسلوب متقن وفريد للغاية كل تلك المقومات والخصائص فضلا عن المكانة الدينية كبيت من بيوت الله لم يشفع لهذا المعلم لدى دول العدوان واستهدفته بصورة همجية لتأتي عليه وتحوله في لحظات إلى أطلال وأكوام من الأحجار والأخشاب .
وأضاف : من يعرف المسجد وصلى فيه يؤكد أنه يحمل بين زواياه وثناياه روحانية كبيرة تملأ المكان وتشعر المصلي بالطمأنينة والراحة النفسية .
وجدد السياني استنكار وإدانة الهيئة لتواصل واستمرار العدوان في تدميره الممنهج للتراث اليمني وبأسلوب فاضح وغاشم وإصرار عجيب على مواصلة التدمير رغم كل المناشدات والنداءات من المنظمات المحلية والدولية المعنية بالتراث والتي طالبت بتجنيب مواقع التراث اليمني الاستهداف والقصف .
ويقول مدير عام حماية المواقع والممتكات الأثرية في ديوان الهيئة عبدالكريم البركاني: إن مسجد جبل النبي شعيب له أهمية حضارية كبيرة ويحظى باهتمام واسع من قبل المعنيين والمهتمين بالتاريخ اليمني القديم ويعود تاريخ بناءه إلى سنة 388 هجرية وإن كانت بعض المصادر ترجح أن بناءه يعود إلى سنة 200 للهجرة إلا أن كلا التاريخين يعتبران خير دلالة على عظمة وقدم هذا المسجد الذي استهدفه العدوان ، معتبرا أن النوايا الحقيقية لدول العدوان تجاه التراث اليمني باتت مكشوفة وواضحة للعيان بأنه استهداف ممنهج ومقصود . وطالب البركاني منظمات العالم أن عاد هناك منظمات تعمل بحياد ولا تخضع لنفوذ السياسة وأوساخها ندعوهم اليوم إلى العمل والتدخل لإيقاف هذا العبث الذي تقوده مملكة آل سعود بحق التراث اليمني.