فهيم سلطان القدسي
إن عملية بناء السلام هي ركيزة أساسية وهامة لأي مجتمع من المجتمعات ينشد ابناؤه الأمن والاستقرار وأن أي تقدم أو تطور لن يكون ما لم يكن هناك إجماع من كل شرائحه لتطبيق مبدأ السلام وثقافة تقف على الحوار.
وما ذوو الاعاقة إلا جزء من نسيج هذا المجتمع، إذ يتأثرون بشكل مباشر بكل التغيرات والأحداث فيه ، وخصوصية الإعاقة تجعل من أي مجتمع كان أن يقف ملياً من أجل العمل على مراعاة تلكم الخصوصية وايجاد التسهيلات لها وبخاصة تلك الإعاقات الناجمة عن النزاعات المسلحة بمختلف صورها وأشكالها، وليعلم الجميع أن إحصائيات الاشخاص ذوي الاعاقة في اليمن تصل الى ثلاثة ملايين معاق وان 40% من هذه الاعاقات هي بسبب النزاعات المسلحة كالثأر والاقتتال القبلي أو الصراعات الداخلية والتي دون أدنى شك أضافت العديد من الاشخاص ذوي الإعاقة الى تلكم الحصيلة ،
ومع هذا الرقم الكبير ينبغي على كل منظمات المجتمع المدني ومنظمات العمل الانساني والحقوقي القيام بواجبها تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة من جراء الوضع المأساوي لهذا العدوان الهمجي الذي أثر وبشكل أساسي عليهم وجعلهم أكثر معاناة من غيرهم وبخاصة في عدم توفر الحد الادنى من متطلبات الحياة الأساسية من غذاء ودواء وحمايتهم بما يتفق مع المواثيق العالمية ومنها الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والتي صادقت عليها اليمن عام ????م والتي تؤكد على ضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان حماية وسلامة الاشخاص ذوي الاعاقة المتواجدين في مناطق تتسم بالخطورة ،
الأمر الذي لم نشاهده أو نسمع به طيلة عام ونصف من العدوان والحصار المطبق وانعدام لأبسط مقومات الحياة وانعدام المشتقات النفطية جعل من تنقل وتحركات ذوي الاعاقة أمراً غاية في الصعوبة وخاصة أن أغلبهم يعتمدون على وسائل المواصلات بل إن أغلب المراكز والجمعيات التعليمية توقفت لعدم توفر المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء واستهداف البعض منها بالقصف والتدمير او التمترس فيها تسبب في حرمانهم من التعليم والدراسة وبانقطاع الأدوية والعلاجات والتي ضاعفت جروح والآم البعض بل وسببت الوفاة لهم كل ذلك بالإضافة الى العامل النفسي الذي اصيب به الاشخاص ذوو الإعاقة زاد هو الآخر من معاناتهم الامر الذي يجعل من ذوي الإعاقة ضحايا لعدوان وحرب وصراعات تزيد من اعاقتهم دون مراعاة لاحتياجاتهم .