ثورة النهضة العلمية والخدمية تبدأبـ “اقرأ”

حميد منصور القطواني
قد يتساءل البعض عن أي نهضة أكتب في ظل العدوان السعودي الأمريكي على اليمن أرضاً وإنساناً وهوية ،وما خلفه العدوان  باستهدافه المباشر لإزهاق أرواح اليمنيين في مجازر بشعة، وجرائم  إبادة جماعية وتدمير  لمقدرات الشعب العامة والخاصة ، وما خلفه الحصار  من أوضاع اقتصادية و معيشية صعبة للغاية ومتدهورة إلى جانب الأوضاع الأخرى التي لا تقل سوءاً عنها بل يكاد البعضُ ممن يرى من زاوية أفقية أن الأمل منعدم ..فمن أين وكيف سوف تأتي أو تكون  النهضة؟
بكل ثقة ومن واقع دراسة تجارب النهضات  الشاملة للأمم الأخرى التي نهضت بواقعها  والثورات العلمية وأسس أنطلاقها في أوضاع صعبة وتحديات جمة  لا تقل سوءاً عما  يمر به شعبنا اليوم  ،أستطيع التأكيدأن ما اكتب عنه ويتملكني شعور العجز عن وصفه وإتيانه حقه، أنه أشبه بشجرة في ميلادها الأول أصلها ثابت في وعي ووجدان اليمنيين وفرعها يطاول السماء طموحاً وشموخاً وتحدياً وإيماناً بالحق في العيش الكريم ، تنبت بقوة وصلابة  من وسط الركام، تحمل إرادة الحياة فتمتص بؤس اليمنيين  وتطلقه في الهواء أنفاسُ, آملاً بغدٍ واعدٍ ومستقبلٍ مشرق لليمنيين بل والإنسانية ..
مشاريع أقرأ هي بداية لولادة حلمِ منتظر ولد من رحم المعاناة بروحية الصمود اليمني  المجسد لمنظومة أخلاق الإسلام الحنيف والقيم اليمانية الأصيلة بإرثها الحضاري الضاربة جذورها في عمق التاريخ البشري.
ما اكتب عنه مشروع  وطني حداثي تقدمي برسالة النور والعلوم المسخرة للتطور والرقي حيث  يضم سلسلة مشاريع بعقول وامكانيات يمنية خالصة  ورؤية قرآنية وطموح خدمي يتجاوز حدود الجغرافيا السياسية والقومية والدينية ليعم الإنسانية بدون استثناء  ..
هذا المشروع الحامل للهم اليمني يمثل ركيزة رئيسية  في قواعد وأسس البنية الاستراتيجية  للنهضة العلمية والخدمية والاقتصادية وتحقيق التنمية البشرية  في مسيرة البناء  والرقي بواقع الشعب في كل الجوانب الخدمية المدنية وعلى كل المستويات ..
مشاريع اقرأ  سلسلة مشاريع   تنموية  بإمكانيات واقعية وعزيمة وبصيرة تفوق التحديات والقصور المادي بل وتصنع جسراً للريادة والنجاح وذلك من خلال الصروح العلمية الحديثة التي يتم الإعداد لافتتاحها في هذه الظروف الصعبة والتحديات الجسام والتي أخذت على عاتقها  تنمية الإنسان اليمني بمراحله العمرية المختلفة كرافد وطني إلى جانب المشاريع العلمية الوطنية الأخرى الرسمية منها والخاصة، وذلك ابتداءً  من المحاضن التربوية والمنابر التعليمية والمراكز البحثية والعلمية بسقف هوية ثقافية وطنية جامعة،  عبر روضات الأطفال مرورا بالمدارس  الأساسية والوسطى والثانوية   وصولا للتعليم الأكاديمي عبر الجامعات التخصصية وبرامجها التعليمية المتقدمة ، بالإضافة إلى مستشفى تعليمي يوفر الخدمة المناسبة والتعليم الجيد وفق معايير تضمن سلامة وجودة الخدمة، وبتكاليف سقفها ضمان استمرار الخدمة وفق المسؤولين عليها .
في زيارة  لبعض القائمين والعاملين على  سلسلة مشاريع “اقرأ” التعليمية والخدمية  وهم من نخبة  الوسط التربوي والعلمي  ومن مختلف مكونات المجتمع اليمني تعرفت على المشروع وأهدافه عن قرب ولمست الجدية وروحية المثابرة  وهمم تتحدى الظروف وتقهر القيود والتحديات.
الملفت في الأمر حسب ما اطلعت عليه أن الجميع يعمل بشكل شبه  تطوعي بدون مقابل مالي وبروح وطنية تنشد المجد للأمة و رضى المولى وكأنما هي ساحة نضال وطنية بطابعها المدني المسالم وطموحها الخدمي للإنسانية ..
وما قام به وفد العلماء من رابطة علماء اليمن لهذه الصروح من زيارة علمية وخدمية تعبر عن أهمية هذه المشاريع الوطنية وتشجيع بروح مسؤولة للقائمين للمضي نحو التقدم والنجاح، بل ورسالة للنخب اليمنية والمجتمع بضرورة الاهتمام بمثل هذه المشاريع الوطنية بل وتوسيع دائرة المساهمة والبناء في المجال العلمي والخدمي في مشاريع وطنية مماثلة، فما نحتاجه اليوم إلى جانب رفد الجبهات العسكرية وتعزيز التماسك والتلاحم الداخلي وترسيخ الأمن والاستقرار، هو الاهتمام والتوجه بهمم عالية ونظرة بعيدة تتجاوز القيود الآنية بل وتجعل من الظروف الصعبة والمعاناة والتحديات حافزاً للمضي نحو التقدم والنهوض والرقي بواقع الإنسان  اليمني، فالإنسان الواعي بقضيته المتسلح بالعلم والمعرفة هو الثروة الحقيقية . كما أن العقول  المستنيرة بالهدى المتمسكة بحبل الله المتين ،هي من تصنع المعجزات وتجعل من المستحيل سهلاً يسيراً، و تختصر الزمان وتختزل واقع المعاناة والبؤس  في أول موقف يشكل نقطة للتحولات الكبرى في مصير الأمم العاشقة للحياة الكريمة والعزيزة ..

قد يعجبك ايضا