يمنيون يحطمون أرقام الأولمبياد القياسية
حسن أحمد شرف الدين
الليلة تطفئ شعلة الأولمبياد في البرازيل دون أن يكون لليمن أي ميدالية، السبب يعود للفساد المتراكم ثم لغياب التخطيط والتنظيم بدءا من الأسرة والحي ثم المدرسة مرورا بالاتحادات الرسمية للألعاب الرياضية وانتهاء بالسياسات العقيمة المتخلفة للحكومات المتعاقبة، على الرغم من سمة الإبداع التي تتوافر في ذات الانسان اليمني والتي جسد بعض ملامحها أبطال الجيش واللجان الشعبية في تصديهم للعدوان الغاشم واقتحاماتهم المذهلة لمواقع الجيش السعودي فيما وراء الحدود ولمواقع المرتزقة في الداخل ..
اننا بالفعل أمام أبطال متميزون، حق للتاريخ أن يفخر بتدوين بطو?تهم في أطهر صفحاته، وحق لموسوعة الأرقام القياسية أن تتوجهم على رأس كل رقم قياسي حققه أبطال العالم، ولعمري ان مشهد ذلك البطل الذي ظهر في مشهد للإعلام الحربي وهو يقف على أرض موقع عسكري سعودي حاملا لعلم اليمن وهو يقول “لكي يعرفوا قيمة اليمني” لأعظم تأثيرا في النفس من مشهد البطل الأولمبي الذي لم يستطع السيطرة على دموعه وهو يتوج بالميدالية الذهبية بينما كان العالم يراقبه ويستمع لنشيد وطنه ..
ألم نشاهد ابداعا منقطع النظير لأبطالنا وهم يوجهون الصواريخ المضادة للدروع الى دبابات ا?برامز ومصفحات وآليات الجيش السعودي والإماراتي المتسترة منها والمكشوفة وحتى التي تتحرك مؤخرا فيحيلونها بتسديد الله القادر الى حطام يشتعل؟ في مشاهد تفوق فيها أبطالنا كثيرا على أبطال العالم في رياضات الرماية بمختلف أنواعها ..
ألم نشاهد أبطالنا في القنص الذين تشهد بحرفيتهم العالية ثلاجات مشافي المرتزقة في مارب ومشافي آل سعود، حيث الإصابات ? تكون إلا في الجماجم أو في القلوب، ومن مسافات بعيدة، متفوقين بذلك على أبطال العالم في رياضة القنص ..
ألم نسمع عن أبطالنا من سائقي الأطقم العسكرية وسائقي الدراجات النارية وهم يقودون بكل ثقة وحرفية في مختلف الطرقات والتضاريس السهلية والجبلية والصحراوية المعبدة وغير المعبدة، محطمين السرعات المحددة لها، متفادين ومتغلبين على صواريخ الطائرات الحربية ومروحيات الأباتشي والطائرات بدون طيار، فينجحون بالوصول إلى وجهاتهم في أزمنة قياسية بحفظ الله ولطفه؟ في مواقف تغلبوا فيها على أبطال العالم في سباقات الراليات للمركبات وأبطال العالم في راليات الدراجات النارية ..
ألم نشاهد أبطالنا الذين يجتازون عشرات الكيلومترات عدوا ومشيا على أقدامهم الشريفة – بعضهم حافي القدمين – وهم يحملون عتادهم الثقيل والمتنوع حتى يصلوا إلى مواقع الأعداء فينفذوا مهامهم الاقتحامية بكل تركيز ودقة ونجاح؟ ففاقوا بذلك أبطال العالم في رياضة المشي السريع ومارثوناتها ..
ألم نشاهد ذلك البطل الذي رمى القنبلة الى داخل البرج المحصن في الموقع العسكري السعودي بكل دقة وحرفية؟ محاكيا أبطال العالم في رياضة رمي الجلة مع الفارق ..
ألم نشاهد ابداع أبطالنا في التخطيط العسكري ا?ستراتيجي والتكتيكات الحربية التي حيرت خبراء الحرب في العالم؟ متفوقين على أبطال العالم في لعبة الشطرنج ..
ألم نشاهد أبطالنا الذين فقدوا بعض أطرافهم ولكن لم يمنع ذلك أحدهم من بقائه في مترسه بجبهات الشرف والبطولة ليمطر المرتزقة برصاصات رشاشه الثقيل؟ وذلك الآخر الذي التقطت كاميرا الإعلام الحربي مشهدا له وهو يجري في إحدى جبهات ما وراء الحدود وهو يحمل عتاده وأسلحته مشاركا لزملائه في عملية اقتحام لقرية سعودية؟ وذاك الذي شاهدناه وهو يغير بساق واحدة وبكل إقدام على المرتزقة الذين حاولوا التقدم في جبهة ميدي؟ متفوقين على أبطال العالم في رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة ..
اننا أمام أبطال من نوع آخر ..
أبطال لم يسعوا لأحراز ميداليات ذهبية أو فضية أو برونزية، لم يبذلوا كل ذلك الجهد والعناء والتضحية من أجل تحطيم أرقام قياسية دنيوية، انهم أبطال يسعون من أجل عزة وكرامة وسلامة اليمن واليمنيين، ? يرجون إلا النصر كإنجاز دنيوي أو الشهادة كأسمى انجاز وأرفع وسام يناله المؤمن، سعوا من أجل رفع علم اليمن خفاقا في كل الظروف، في سبيل الوصول الى دولة يمنية مستقلة وعادلة ومتطورة ومزدهرة، لأنهم يدركون انه إذا ما تحقق ذلك فإنه وبلا أدنى شك سيرفع أبطال آخرون من اليمن علمها عاليا في المحافل والمنافسات الدولية وسيعتلون منصات التتويج كأبطال أولومبيين ? يبارون ..
أليس ذلك على اليمن – وفيها أبطال الجيش واللجان الشعبية – ليس ببعيد ؟
أي والله ..
*وزير الدولة الأسبق