متابعة / بلقيس حنش –
رغم كل المعاناة والألم والمرض والإعاقة إلا أنها تبادر كل من يزورها بابتسامات رائعة ترحب بها كل من يزورها أو يطل بنظرة إليها تمنح ذلك الزائر الأمل المنشود والحياة التي يسير فيها كل البشر.. تلك الابتسامات التي تملء وجهها الطفولي البريء تقول لا تحزن هذا قدري وهذه حياتي التي أنا راضية بها ولأن الحزن غير مجد◌ُ.
لكنها تسأل: أنا في اليمن بلد التراحم والقلوب الرحيمة أين أهل الخير¿ وأين الدولة¿ وأين المنظمات والجمعيات الحقوقية والخيرية¿
> حليمة حسن النهاري تبلغ من العمر 19 عاما تفترش الأرض والفراش إن وجد منذ أن وضعتها أمها وهي تعاني من إعاقة ذهنية دائمة وتحتاج إلى العلاج المستمر والرعاية والعيش الكريم.. حليمة توفيت والدتها بعد ولادتها بثلاثة أشهر وأبوها توفي قبل أن ترى حليمة النور.. تقول خالتها إن والدة حليمة كانت تعاني من مرض السرطان خلال فترة حملها وكانت تعيش هي ووالدتها في قرية العدين محافظة إب.. وبعد وفاة والدتها انتقلت حليمة مع خالتها أخت والدتها لتعيش معها بعد أن غيب الموت أبويها معا◌ٍ وظلت حليمة تعاني مرارة الحرمان من حنان الأبوين ونعمة الحياة فهي اليوم لا عائل لها سواء خالتها وزوجها حيث تعيش هذه الأسرة ظروفا◌ٍ صعبة جدا في ظل إعالتهم لعدد من الأطفال إلى جانب حليمة.
تعيش حليمة مع خالتها بوادي »البلس« كما هو متعارف لدى عامة الناس بعد منطقة السنينة بأمانة العاصمة تكاد تنظر للمنازل وتشعر أنك في قريتك التي هجرتها منذ الطفولة.. كان بجانبي فتى يبلغ من العمر 10 أعوام بحسب تقديري كان مبتسما◌ٍ¡ ملامحه تدل على المثابرة¡ تحدث معي بحماس وطلب مني عرض حالتها لأهل الخير ليساعدوا بنت خالته القاطنة معهم في منزلهم المكون من »غرفتين« إلى جانب المطبخ.
المنزل الصغير يدل على الحال الذي تعيشه هذه الأسرة معها الشابة المعاقة¡ تدل تضاريس الغرفة وتقسيماتها إنها بنت بأنامل غير محترفة¡ وتدل مساحة المنزل أنها مستقطعة من الجبل المطل منهم وحالوا تذيلها للسكن.
تعاني حليمة من إعاقة ذهنية ومقعدة تماما◌ٍ مستلقية على ظهرها أكاد أشعر بآلام ظهرها من شدة الرقود فقد تنقلت من ثلاث مدن من إب إلى تعز إلى الأمانة للعلاج ودخلت مستشفى الكويت والجمهوري.
أخذت إلى المستشفى الخاص بالمعاقين لعمل تدليك لها برعاية من جمعية المعاقين وبعد عام من الأمل الذي اجتاح عائلتها قيل لهم أن العلاج غير مجد◌ُ معها.
الخالة التي تعتني بها تعاني من حالة اقتصادية متدنية وحالة معيشية يرثى لها فزوجها يعمل مزارعا◌ٍ في أحد أحواش جامعة صنعاء ويتسلم لقاء هذا العمل 14 ألف ريال شهريا فكيف له أن يوفر لأبنائه السبعة حياة كريمة وكيف له أن يوفر عناية مضاعفة لتلك التي تنام في زاوية الغرفة.
»الثورة« زارت هذه الأسرة وتدعو كل أهل الخير والقلوب الرحيمة ومن بمقدوره أن يقدم مساعدة لهذه المعاقة والأسرة التي تكفلها منذ أكثر من 19 سنة .. للتواصل مع هذه الأسرة يرجى التواصل على الأرقام التالية: »735680265-770008535«.
تصوير/ ناجي السماوي