الانتصارات السعودية في اليمن!!

عباس غالب.
منذ اللحظة الأولى للعدوان السعودي على بلادنا سعت المملكة إلى استغلال ورقة الفراغ الدستوري وإعطاء طاقة للشرعية المنتهية ولايتها لتبرير استمرار العدوان الظالم غير أن الاتفاق الأخير بين القوى الوطنية في الداخل لسد هذه الذريعة بإعلان قيام المجلس السياسي الأعلى لإدارة شئون الدولة أسقط آخر ورقة من يد هذا العدوان.
نعم.. انتصرت السعودية في قتل أطفال اليمن لكنها لم تستطع أن تخمد جذوة الحياة في قلوبهم.
صحيح أن السعودية استطاعت أن تطال رقاب النساء والشيوخ بأسلحتها التدميرية لكن هذا العدوان لم يتمكن من خنق العشق في نفوس هؤلاء للأرض اليمنية والتصدي معا لوحشية هذا العدوان.

من الممكن أن تكون السعودية في حربها القذرة قد شردت الملايين عن مساكنهم وأهاليهم لكنها أيضا لم تتمكن من كسر الإرادة اليمنية, بل أنها كشفت لنا عن روح الإيثار والمحبة والتعاون بين مختلف شرائح المجتمع وعلى نحو يؤكد صدقية الانتماء الحضاري لهذا الشعب في البر والتعاون والإيثار.
وإذا كان التحالف السعو-أمريكي قد استخدم مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً في الأرض اليمنية شجراً وحجراً وبشراً إلا أن هذا العدوان الغاشم قد كشف فعلياً معدن وبسالة الإنسان اليمني في التصدي والصمود  وتقديم أروع الأمثلة في مجابهة أكبر حلف شيطاني استهدف كسر الإنسان المقاوم منذ أكثر من عام ونصف العام.
صحيح أن المملكة سعت بائسة في محاولة لدق أسفين الفرقة بين المكونات الوطنية المقاومة في الداخل اليمني غير أن بضاعتها هذه باءت بالفشل الذريع حيث وجدنا هذه المكونات الوطنية عصية على تمرير تلك المخططات.
من الواضح أن النظام السعودي استحضر كل قواميس الحقد   لتطويع اليمن وتكبيل أهله بسلاسل وقيود العبودية والتبعية وإعادتهم إلى الحظيرة الخلفية، ولم يدر النظام السعودي أن تلك القيود والسلاسل التي حاول تكبيل الآخرين بها قد بدأت تطوق عنقه والمؤشرات لم تعد تخفى على أحد.
من المؤكد أن النظام الأسري السعودي قد أحكم حصاره الخانق جواً وبحراً وبراً على اليمنيين غير أن هـذه الأساليب الوحشية لم تقوي على تركيعهم أو النيل من صلابتهم ومقاومتهم.
صحيح أن نظام آل سعود يمتلك فوائض مالية ضخمة ومخزونا نفطيا استراتيجيا ومدخرات متراكمة في البنوك العالمية ينفقها في شراء ذمم الأنظمة والحكام والساسة والإعـلام, لكن غـاب عن عقلية  هذا النظام أن جميع أموال العالم لن تقهر هذا الشعب الصامد في وجه أكبر تحالف عدواني في التاريخ.

قد يعجبك ايضا