افتتح فعاليات المؤتمر العلمي الأول للمراكز العلمية والبحثية
محمد علي الحوثي يوجه بسرعة إعداد لوائح تنظيم صندوق البحث العلمي
الشراجي: 16 ورقة عمل علمية تناقش على مدى ثلاثة أيام واقع المراكز العلمية والبحثية ومشكلاتها وآفاق مستقبلها
الثورة / محمد محمد إبراهيم
وجّه الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا الجهات المعنية بسرعة إعداد لوائح تنظيم صندوق البحث العلمي الذي أقرته مؤخراً رئاسة الوزراء، داعياً القطاع الخاص للإسهام في تشجيع مجال البحث العلمي والعمل الدؤوب للحصول على منهج علمي راق يستطيع مواكبة ظروف المرحلة القادمة ومتطلبات وتطلعات الشعب اليمني ومستقبله..
وأكد الحوثي – لدى افتتاحه فعاليات المؤتمر العلمي الأول للمراكز العلمية والبحثية الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أمس بقاعة الشيخ جابر الصباح بكلية الطب جامعة صنعاء- على أهمية استمرار العمل باتجاه تعزيز وتفعيل دور المراكز العلمية والبحثية في خدمة المجتمع والتنمية، واصفاً بادرة انعقاد المؤتمر بالمسار الصحيح الذي يأتي من منطلقات الفهم والإبداع والقدرة على التفكير الذي يعتبر أساس تكوين بنية السياسات القادرة على التحول إلى واقع ملموس يتجاوز التنظير والشعارات البعيدة عن الواقع ..
وعبر رئيس اللجنة الثورية العليا عن سعادته بانعقاد هذا المؤتمر المرتبط بقيمة حيوية وهامة من قيم نهضة الشعوب والأمم من خلال أصحاب الفكر والمبدعين والمستنيرين والباحثين الذين يحملون مستقبل أوطانهم على عواتقهم.. داعياً الأكاديميين والباحثين إلى أن تكون أبحاثهم وأفكارهم مستوعبةً للظروف الراهنة والطموحات الكبيرة، ومدركة للواقع ومتطلباته وإمكاناته لتكون قابلة لأن تتحقق في البيئة اليمنية ليلمس عموم الشعب جدواها ودورها في بناء وتنمية الوطن.. متمنياً أن تخرج مفاوضات الكويت بنتائج ترضي الشعب اليمني..
وقال رئيس اللجنة الثورية العليا في كلمة ألقاها في الحفل- الذي حضره الأخ طلال عقلان القائم بأعمال رئيس الوزراء والوزراء والقائمين بأعمال الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي: “من هذه القاعة التي تحمل اسم الشيخ جابر الصباح والكلية التي هي من انجازات البناء الكويتي في اليمن، أتمنى أيضا أن تعود نظرة الكويت نحو اليمن بالإسهام في البناء، لا الإسهام في تحالف التدمير.. وأن تعزز ثقة الشعب اليمني بدولة الكويت الشقيقة التي تعود منها الإسهام في البناء، ولم يتعود منها الإسهام في التدمير” .. داعيا حكومة الكويت إلى إعادة النظر في موقفها من عبد الحميد دشتي الذي كان من المبادرين لرفض التحالف الأمريكي الذي دمر اليمن، متمنيا أن ترفع طلبات محاكمته وسحب جنسيته كونه شخصية عربية حملت الهم العربي بين جوانحها ومنها رفع صوته ، ولا يجب أن يعاقب بسبب رفضه الحرب أو دعوته لإيقافها”..
وجدد رئيس اللجنة الثورية العليا دعوته إلى الوزارات المعنية بالمنظومة التعليمية بأن تعيد النظر في المناهج الدراسية اليمنية الحالية التي أصبحت غير مفيدة بدليل الصعوبات التي تواجه الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج عقب إنهاء التعليم الثانوي واحتياجهم إلى دراسة إضافية ومتطلبات تعليمية قد تتجاوز العامين للالتحاق ببعض الجامعات.. مشدداً على أهمية رسم سياسة تعليمية حقيقية تثري الواقع وتطور مخرجات التعليم وتستثمرها وأن يشهد المستقبل اليمني نهضة علمية وعمرانية واقتصادية وتنمية شاملة ومستدامة تنطلق من البحث العلمي ونتائجه بنية السياسات المستقبلية.. ومعبراً عن الشكر والتقدير لكل من ساهم في إخراج المؤتمر والإعداد له لما يمثله من قيمة ايجابية وعملية تعزز من قدرات البناء والتطوير والتنمية المستدامة..
من جانبه ثمن نائب وزير التعليم العالي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبد الله الشامي اهتمام رئيس اللجنة الثورية العليا بقضايا البحث العلمي والذي يجسد الإرادة السياسية بإقرار 1% من الدخل القومي لدعم البحث العلمي في الاجتماع السابق للمجلس الأعلى للبحث العلمي.. لافتاً إلى أن المؤتمر ينعقد في الوقت الذي يجتاز الشعب اليمني مرحله غير مسبوقة في تاريخه المعاصر جراء العدوان السعودي الأمريكي الذي وعلى مدار العام ونصف استهدف اليمن أرضاً وتأريخاً وإرثا حضاريا.. وإن انعقاده في رحاب جامعة صنعاء ترجمة حقيقية للإرادة الصلبة والعزيمة الصادقة .. موضحاً أن العدوان لم يستثن أحد..
وقال نائب الوزير: ” سالت دماء الأبرياء وهدمت المدن والقرى على رؤوس ساكنيها وكذا الجامعات التي تعرضت لهجمة شرسة لإيقاف التعليم وإسقاط منابر العلم وقلاع المعرفة والتنوير .. منوهاً بدور الجامعات التي كانت سباقة في مواجهة العدوان من خلال الإصرار على استئناف العملية التعليمة .
وأشار الشامي إلى أن أهمية المؤتمر تنبع من أهمية القضايا التي يناقشها والتي تتمحور في السعي لتفعيل دور المراكز البحثية والعلمية في خدمة المجتمع والتي تعد مقدمة الأهداف الكبرى للمجتمعات التي تنشد التميز وأحد الدلائل على تطور الدول واهتمامها بالبحث العلمي واستشرافها آفاق المستقبل وسيرها نحو التقدم المعرفي.. موضحاً أن الأبحاث والدراسات تشير إلى وجود فجوة واسعة بين أداء مؤسسات البحث العلمي ومتطلبات وبرامج التنمية وضعف السياسات الوطنية تجاه البحث العلمي سواء على مستوى التشريعات أو التمويل أو ربط التنمية بالبحث العلمي وضعف الشراكة الوطنية بين مؤسسات البحث العلمي والقطاعات المجتمعية وغياب إستراتيجية وطنية توجه البحث العلمي وتربطه بعملية التنمية وغياب الوعي المجتمعي بأهمية البحث العلمي.
وأوضح الشامي أن النظرة القاصرة تجاه البحث العلمي من قبل الكثير بأنه قضية هامشية انعكست على الطلاب الذين يلتحقون بالمؤسسات التعليمية بغية الحصول على الشهادة أكثر منه كهدف علمي وهو ما خلق أجيالا منفصلة عن روح التطوير والبحث والإبداع والابتكار.. مشيداً بجهود أعضاء اللجنة التحضيرية ودورهم في الإعداد والتحضير للمؤتمر في ظل الظروف الصعبة .. منوهاً بكل المساهمين والداعمين للمؤتمر في هذه المرحلة الحساسة والحرجة من تاريخ الوطن.
وكيل وزارة التعليم العالي لقطاع البحث العلمي الدكتور صادق الشراجي رئيس اللجنة التحضيرية، والدكتورة إلهام الرضى استعرضا –من جهتهما- أهداف المؤتمر الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتعزيز دور المراكز العلمية والبحثية في البحث العلمي والتنمية المجتمعية والإسهام في تحقيق الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لإيجاد حلول للمشاكل والتحديات التي تواجه البلد في مختلف المجالات.. مُشيرين إلى أن المؤتمر سيناقش 16 ورقة عمل موزعة على ثلاث محاور علمية الأول حول المراكز العلمية والبحثية الواقع والطموح والتحديات والرؤى المستقبلية لتطويرها، فيما يركز المحور الثاني على الدور العلمي للمراكز البحثية وبرامجها وأنشطتها العلمية والبحوث النوعية والتخصصية المقدمة، ويتناول المحور الثالث الدور المجتمعي والتنموي للمراكز العلمية والبحثية في معالجة مشكلات المجتمع.
وأكدا أهمية دور المراكز البحثية والعلمية لارتباطها في عملية التنمية والانتاج لعديد من المشاريع الحيوية التي تتصل بالدولة والمجتمع والفرد ووسيلة لدراسة مشاكل البلدان الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وإيجاد حلول ومعالجات وفق رؤى ودراسات علمية ومعرفية باعتبارها مفاتيح التقدم الحضاري واستشراف المستقبل.
وفي كلمة القطاع الخاص اليمن حثّ رئيس مجموعة الحباري التجارية يحيى علي الحباري رجال المال والأعمال على دعم مراكز الأبحاث العلمية في اليمن وتمكينها من القيام بدورها في خدمة المجتمع والتنمية الاقتصادية في البلد. داعياً رجال المال والأعمال المتواجدين في الخارج للعودة إلى وطنهم وممارسة مهامهم وأنشطتهم التجارية والصناعية في الوطن والإسهام في إعادة إعماره كون الوطن ملك لكافة أبناء الشعب اليمني.
عقب ذلك بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر التي أدارها الدكتور علي الشاطر حيث قدمت عدد من الأوراق البحثية تناولت الأولى المراكز العلمية والبحثية في الجامعات اليمنية ودورها في تطوير البحث العلمي دراسة حالة للمراكز البحثية في جامعة صنعاء للدكتور مجاهد الشعبي.. فيما تناولت الورقة الثانية تصور مقترح لتطوير مصادر تمويل المراكز العلمية البحثية في جامعة صنعاء قدمها الدكتور غالب حميد القانص.. واستعرضت الورقة الثالثة واقع تمويل المراكز العلمية والبحثية اليمنية وسبل تطويرها في ضوء الخبرات العالمية الحديثة قدمتها الدكتورة زمزم الخولاني، فيما تناولت الورقة الرابعة المقدمة من الدكتور زايد ناجي شاوش” المراكز العلمية والبحثية وسبل تطويرها.