منطق الحجر !
إبراهيم الحكيم
سبحان من أنطق البشر والحجر والطير والشجر .. شيخ الأزهر أحمد الطيب “يعبر عن إدانته واستنكاره الشديدين للهجوم الإرهابي على كنيسة سانت اتيان دو روفراي في فرنسا” .. ويؤكد “إن منفذي هذا الهجوم الوحشي قد تجردوا من كل معاني الإنسانية ومن كل القيم والمبادئ الإسلامية السمحة التي تدعو للسلم وعصمة دماء الأبرياء دون تفرقة بسبب الدين أو اللون أو الجنس أو العرق” .. لا يا شيخ والنبي ؟!.
آه ..”الأزهر” نفسه وشيخه بذاته أدانا بالشدة نفسها والحمية “زاتها” مهاجمة مركز تسوق بألمانيا، ومطعم في دكا ببنجلادش، وهجوم حافلة “نيس” بفرنسا، والتفجيرات الرباعية في السعودية نهاية رمضان، وقبلها تفجير مسجدين بالقطيف والإحساء، وتفجيرات اسطنبول، وكل التفجيرات في العالم تقريبا يدينها الأزهر وشيخه، باستثناء التفجيرات الإرهابية بالعراق وسوريا واليمن.
يا نهار اسود، معقول الكلام ده ؟! .. آه والله، الأزهر (الشريف) وشيخه (الطيب)، لم يدنا ولا استنكرا أو استهجنا أو حتى عاتبا منفذي تلك التفجيرات التي حصدت 1000 قتيل وجريح في مساجد “بدر” و”الحشحوش” و”الكبسي” و”القبة الخضراء” و”قبة المهدي” و”البليلي” و”المؤيد” بصنعاء خلال 6 أشهر، ولا مجازر قصف تحالف العدوان السعودي اليمن وقتل وجرح الأطفال والنساء الأبرياء طوال 16 شهرا وحتى اليوم!!.
تصور يا عالم، مجازر قصف طيران التحالف السعودي مخيمات النازحين وحفلات الزفاف والأسواق الشعبية والمدارس ودار المكفوفين ومدينة عمال محطة كهرباء المخا وغيرها من المدن السكنية في عموم اليمن وضحايا قنبلتي حي “عطان” وحي “نقم” السكنيين، وقصف مستشفيات بما فيها التابعة لمنظمة “اطباء بلا حدود” و”الصليب الأحمر”، ولا أي مجزرة بشعة استوقفت سماحتهما واستثارت حميتهما وشرفهما !.
مش بس كده.كمان الأزهر (الشريف) وشيخه (الطيب) أدانا بشدة شديدة وحمية محمومة وغيرة محروقة، قصف جيش اليمن ولجان شعبه معسكرا لغزاة محتلين في مارب، وبعثا ببرقية عزاء حزينة جدا في صرعى قوات التحالف السعودي الغازية لليمن والمعتدية عليه في “مهلكة صحن الجن” بمدينة مارب اليمنية!. وأفتيا أيضا بأنهم “شهداء الدفاع عن دين الله ورفع راية الإسلام والعروبة” .. آه والنبي هو ده !!.