الاختلاف

كمال الكبسي

لا بد على كل مسلم أن يعود إلى فطرته التي فطره الله عليها ويتساءل هل الاختلاف رحمه من واقع حياته سواء في منزله أو عمله وفي كل مكان من الأماكن التي يتواجد فيها ماذا سيجد هل هو رحمة أم تمزق وأما إذا قرأ كتاب الله القرآن الكريم ماذا سيجد هل هو رحمة أم تمزق واختلاف والذي هو بدوره يؤدي إلى الاختلاف والصراع وواقعنا الإسلامي اليوم خير شاهد هل ما قيل عن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ممن يتداولون الأحاديث عنه أنه قال ” اختلاف أمتي رحمه” صحيح ولماذا هؤلاء يتداولون ويعلمون وحريصون على ايصال كل الثقافات المغلوطة والأحاديث الموضوعة والحكم والأقوال والأفكار وكل الأشياء المخالفة لكتاب الله إلى الناس والتي زرعها أعداء الإسلام في هؤلاء لبث الاختلاف عبر الزمن الإسلامي من بعد وفاة النبي صلوات الله عليه وآله وسلم إلى يومنا هذا.
هل بث مصطلح كلمة اختلاف كثقافة بين المسلمين بشكل رئيسي ومسلم به عن طريق حديث موضوع وغير صحيح لأنه غير موافق لكتاب الله أمر لا يدعونا للتساؤل والسؤال والبحث عما يريده هؤلاء. والله قد قال لنا ”  وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ  ” حبل الله القرآن الكريم ومن يبينه للناس قرناؤه أهل الذكر ” الذكر القرآن الكريم ” لقوله ” إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ  ” وقرناؤه لقوله ”  إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ” ولقوله تعالى ” فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ  “فلا يعقل بأن رسول القرآن الكريم وترجمانه يقول ما يخالف كتاب الله والله قد شهد بذلك قال تعالى ”  ولَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيل لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ” ..ألم يسمع هؤلاء حديث رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم أنه قال ” من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار”، ومع أن القرآن فاضح لكل هؤلاء بأشكالهم وكياناتهم وأساليبهم المتعمدة نقول هم ليسوا أذكياء حينما اقدموا على بث مصطلح ” اختلاف” داخل الأمة.
بل لأنهم أبعدوا الأمه أولاً عن كتاب الله وبعد أن عرفوا أننا أصبحنا أمه تجهل آيات الله، بينات الله ولا تعرض أي ثقافة على كتاب الله بعد أن تقرأها وتسمعها العرض الصحيح وليس بأنصاف الآيات وتتثقف بكل ما تقرأه وتسمعه سواءً كان موافقاً أو غير موافق لكتاب الله ولذلك استطاع أعداء الإسلام عبر هؤلاء زرع الخلافات في اوساط الأمة الإسلامية حتى أنهم أسموه رأياً كما يقال اليوم إن الاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية  يقولون في الرأي فقط وليس في ما يتعلق بأمور العقيدة حتى أصبح في كل شيء وهل هناك ود في الاختلاف وهل حرية الرأي التي تمهد للاختلافات وعدم موافقتها لكتاب الله حرية أم اختلاف علينا أن نعرف أن حرية الرأي والرأي الآخر كمسلمين هي في الايجاب والأخذ بالأفضل مما وافق عليه كتاب الله الذي بين لنا فيه كل شيء وكيف نحافظ على ديننا الذي هو أساس وحدتنا.
أما الاختلاف في الرأي ليس فيه ود وأصل ومضمون وقرآن فقد قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه “الاختلاف يهدم الرأي” وقال تعالى ”  وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ” وقال تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ “، فهل سنبحث عن مصطلح اختلاف من كتاب الله ونتحمل مسؤوليتنا أمام الله ونعرف أننا يجب أن نكون ممن رحمهم الله وليس ممن لا يزالون مختلفين أم أننا سنبقى نبحث عن المخرج والحلول وكل ما يتعلق بأمور ديننا كمسلمين من الثقافات المغلوطة تاركين مسؤوليتنا أمام الله.

قد يعجبك ايضا