بتعنت غريب ودون أي أسباب منطقية:

الاتحاد الدولي يستبعد السباح اليمني من أولمبياد ريو

الثورة/يحيى الحلالي

استبعد الاتحاد الدولي للسباحة السباح اليمني النجم مختار علي اليمني من المشاركة في اولمبياد ري ودي جانيرو بالبرازيل 2016م ولم يوضح الاتحاد الدولي أي أسباب منطقية لاستبعاد اليمني رغم تأهله إلى الأولمبياد للمشاركة في منافسات 200 متر حرة بحصوله على رقم تأهيلي خلال مشاركته في منافسات بطولة كندا الدولية المفتوحة التي أقيمت خلال شهر إبريل الماضي حيث حقق رقم تأهيلي قدره 1.51.51 دقيقة وهو رقم أفضل من الرقم المحدد والموضوع من قبل الاتحاد الدولي للتأهل للأولمبياد والمقدر بـ1.55.72 دقيقة.

والنجم اليمني من مواليد العام 1997 م بنيويورك، والده يمني الأصل ووالدته يابانية ويدرس في إحدى الجامعات الأمريكية، وتم إشراكه في العديد من البطولات للحصول على أرقام تأهيلية بدعم ورعاية من اللجنة الأولمبية ووالده.
الثورة ((الرياضي)) تواصل مع أمين عام اللجنة الأولمبية محمد الأهجري لتعرف عن ملابسات القضية حيث أكد الأهجري أن المشاركة في الأولمبياد بحاجة للاعبين يمكنهم تحقيق أرقام تأهيلية بعيداً عن البطائق العالمية التي تمنح لعدد من اللاعبين من مختلف دول العالم، موضحاً أنه ضمن استعدادات اللجنة للمشاركة في أولمبياد البرازيل خلال العامين 2015 و2016 م برز لاعب واحد في السباحة بإمكانه تحقيق رقم تأهيلي وهو اللاعب مختار اليمني، مشيراً إلى أن نتائجه كانت مميزة ورائعة وتم إشراكه في أربع بطولات تأهيلية وسجل رقم تأهيلي في سباق 200 متر حرة.
وقال: “لكن للأسف اللاعب اليمني المتميز والوحيد الذي حصل على رقم تأهيلي للأولمبياد لم يتمكن من المشاركة بسبب تعنت الاتحاد الدولي غير المبرر وحقيقة فنحن نشعر بالحسرة والألم جراء استبعاد السباح اليمني ونستغرب من تعنت الاتحاد الدولي فلم نجد أي مبرر منطقي يكشف لنا فيه الاتحاد أما عدم تأهل اللاعب أو عدم أحقيته بالمشاركة لأي سبب كان وحقيقة فكل مراسلاتنا بالاتحاد الدولي كان يتجاهل فيها دائماً ذكر اللاعب أو سبب استبعاده ولم يكن الاتحاد الدولي يرد على مراسلاتنا نهائياً بل كان يوجه لنا مراسلات أخرى يؤكد فيها أن اليمن بإمكانها المشاركة في لعبة السباحة بإبراهيم المالكي ونوران بامطرف على اعتبار أنهما اشتركا في بطولة كازان وحصلا على البطاقة الدولية”.
ونوه أنه بالنسبة للاعب الحاصل على الحق الطبيعي (أي اليمني) كلاعب متأهل برقم تأهيلي لم يتم ذكره في تلك المراسلات نهائياً رغم التأكيد أن اللاعب المالكي لن يشارك كونه متواجد داخل البلاد ولا يوجد مسبح قانوني لكي يستعد فيه كون مسبحي ناديي القوات المسلحة والشرطة القانونيين مغلقين بسبب القصف الذي تعرضا له فلا يوجد مسبح قانوني ليستعد عليه اللاعب كونه يتدرب في مسبح مسافته تقريباً 18 متر وهو ما يسبب الكثير من المشاكل بسبب اختلاف المسافات.
وحول كيف تمت مشاركة السباح اليمني منذ البداية في البطولات التأهيلية قال الأهجري: “مختار أبدى رغبته لنا في المشاركة في الأولمبياد فأوضحنا له أنه يجب عليه أن يحقق رقم تأهيلي كون بطولة العالم التي يمكنه الحصول فيها على البطاقة العالمية التي تضمن له المشاركة بغض النظر عن الرقم التأهيلي قد أقيمت فأكدنا له أنه يجب عليه أن يحقق رقم تأهيلي إذا رغب المشاركة في الأولمبياد كما أن مدربه في جامعة ميتشجن مايكل بوتو وهو نفسه مدرب المنتخب الأمريكي أرسل لنا توصية بأن مختار لاعب ممتاز وله مستقبل كبير في السباحة وبإمكانه تسجيل رقم تأهيلي وعلى هذا الأساس بدأت إجراءاتنا فتم إشراكه في بطولة كندا خلال شهر إبريل الماضي حيث تم مخاطبة الاتحاد الدولي بتسجيل اللاعب للمشاركة فرد الاتحاد الدولي أنه بإمكاننا تسجيل اللاعب مباشرة عبر الاتحاد الكندي وبالفعل تم مخاطبة الاتحاد الكندي وتم تسجيل اللاعب للمشاركة في البطولة وسجل فيها رقم تأهيلي بل وأفضل من الرقم التأهيلي”.
وأكد الأهجري أنه عقب ذلك انتظرت اللجنة لمخاطبة الاتحاد الدولي للتأكيد بتأهل مختار ولكن لم تتم المخاطبة فبادرت اللجنة بالمراسلة للاستفسار عن نتيجة مختار وهل تم اعتمادها أو لم يتم ولكن الغريب في الأمر أن الاتحاد الدولي لم يرد في حينها
مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أي توجس أو مخاوف من تعنت الاتحاد الدولي واستبعاد اللاعب بل تم تفسير عدم الرد بانشغال الاتحاد الدولي ببرنامج بطولاته المزدحم وببطولات التأهل إلى الأولمبياد، موضحاً أنه كان أيضاً هناك بطولتين أخرى في أمريكا وطلب مدرب اللاعب إشراكه فيهما لكي يستمر إعداده ويحسن أرقامه ولإمكانية تسجيل أرقام تأهيلية في مسافات أخرى وبالفعل تم إشراك اللاعب في البطولتين ورغم أنه لم يسجل أي رقم جديد في المسافات الأخرى إلا أنه حقق رقم أفضل في سباق 200 متر حرة حيث سجل زمن وقدره 1.51.11 دقيقة وذلك كان يعتبر حافزاً ودافعاً كبيراً له لتقديم الأفضل في الأولمبياد.
ونوه الأهجري أنه عقب مشاركة اللاعب في البطولتين تم الانتظار بأن يأتي تأكيد من الاتحاد الدولي بتأهل اللاعب ولكن لم يأت أي شيء فاضطرت اللجنة لمراسلة الاتحاد والسؤال عن وضع اللاعب والغريب أنه في كل المراسلات لم يأت أي رد، متطرقاً إلى أن اللجنة تفاجأت بأن الاتحاد الدولي خاطبها برسالة يؤكد فيها أن اللاعبين اليمنيين اللذين بإمكانهما المشاركة في الأولمبياد هما نوران وإبراهيم ليتم حينها الرد على الرسالة بالسؤال وماذا بخصوص اللاعب مختار اليمني الذي شارك في بطولات مختلفة وحقق رقم تأهيلي ولكن لم يأت أي رد من الاتحاد الدولي.
وتابع: “انتظرنا حتى نهاية شهر يونيو الماضي حين تم إشراك مختار في بطولة أخرى بكندا وعقب هذه المشاركة وصلت رسالة من الاتحاد يطلب فيها التأكيد على موافقتنا بمشاركة اللاعبين إبراهيم ونوران فيما لم يتم ذكر مختار نهائياً فخاطبناهم رداً على رسالتهم برسالة كان مضمونها لماذا تتجاهلون اللاعب اليمني الذي يمتلك رقم تأهيلي وتصروا على مشاركة اللاعبين الذين حصلوا على البطائق العالمية ونتائجهما ضعيفة وأكدنا لهم عدم مشاركة إبراهيم أيضاً وأبدينا لهم استغرابنا من عدم ذكر مختار وتجاهله، والغريب في الأمر أنه حتى هذه الرسالة لم يتم الرد عليها وكل ما كان يصلنا منهم هو أن اليمن لديها الحق بالمشاركة باللاعبين إبراهيم ونوران فقط، فاتضح لنا أن هناك تعنت وأن هناك شيء مبيت ولم يعد الأمر طبيعياً”.
وأشار إلى أنه بعد ذلك بدأت اللجنة بمخاطبة الجهات الأخرى مثل اللجنة الأولمبية الدولية والمجلس الأولمبي الآسيوي واللجنة المنظمة وتم نسخ كل المراسلات بين اللجنة والاتحاد الدولي وتعميمها على تلك الجهات لوضعها في الصورة، منوهاً بأن المجلس الآسيوي بدأ بالتدخل وتواصل مع الاتحاد الدولي واستفسر عن الأمر وما سبب استبعاد اللاعب فجاء الرد غير منطقي وهو أن اللاعب بالفعل سجل رقم تأهيلي ولكن هناك عدد كبير من اللاعبين سجلوا نفس الرقم التأهيلي، موضحاً أنه تم الرد على ذلك بأن السبب غير منطقي فهناك رقم تأهيلي تم وضعه من قبل الاتحاد الدولي وأن أي لاعب يسجل هذا الرقم سيتأهل مباشرة إلى الأولمبياد علاوة على أن اليمن ليس لديها عدد كبير من اللاعبين الذين تأهلوا لتكون هناك إشكالية فليس لديها سوى لاعب واحد حتى اللاعب الذي لديه البطاقة العالمية غير قادر على المشاركة.
وقال: “طالبنا بحقنا في التأهل كونه حق ولم نطالب بأن يكون بديلاً للاعب الحاصل على البطاقة العالمية حتى يصلنا هذا الرد فهذا الرد غير سليم كون النظام الذي حدده الاتحاد الدولي يعطي كل لجنة أولمبية الحق في تسجيل لاعب واحد كما أن اللاعب حصل على رقم تأهيلي وحاولنا الحصول على مبرر منطقي لكن كان الرد في النهاية لم يعد هناك أي مجال وحقيقة لم نكن نتوقع أن يتم استقصاد لاعب بهذه الطريقة وما هي أسباب استقصاده وإلى الآن لا نعرف سبباً منطقياً لذلك حتى أننا قمنا بمراجعة إجراءاتنا كاملة خوفاً من وجود أي خلل في تلك الإجراءات ولكننا لم نجد شيء”.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن اللجنة الأولمبية لن تسكت عن حقها كون السكوت يعد خطأ كبير وستتخذ خطوات أبرزها توجيه رسائل لرئيس الأولمبية الدولية ورئيس اتحاد اللجان الأولمبية وسيتم تزويدهم بكل المراسلات التي تمت وتعميمها أيضاً على كل اللجان الأولمبية واتحادات السباحة في العالم حتى يعرف الجميع أن الاتحاد الدولي تعامل مع اليمن واللاعب اليمني بصورة غير منطقية وبشكل يخرج عن الروح الأولمبية وأهدافها ومبادئها وكذا يتم التشاور مع محامي وتزويده بالوثائق المطلوبة لرفع قضية في المحكمة الرياضية الدولية رغم أنه لم يعد هناك أي مجال لمشاركة اللاعب ولكن كل هذه الخطوات ستتم من أجل أن يعرف الاتحاد الدولي أنه ليس من حقه أن يتصرف بهذه الطريقة رغم أن العلاقة مع الاتحاد الدولي طيبة في كافة المجالات.

قد يعجبك ايضا